أشارت رئيسة "مكتب رعاية الطفل والأمومة في الرستن" مها أيوب إلى أن عدد إجمالي المعاقين المسجلين في المكتب حتى نهاية عام 2014 بلغ 1250 معاقا، فيما بلغ إجمالي عدد الأطفال المسجلين 1450 طفلاً في مدينة الرستن لوحدها دون ريفها، أي بمعدل 30 معوقاً تم تسجيله لدى المكتب شهرياً.
* الأول من نوعه
ويعد "مكتب رعاية الطفل والأمومة في الرستن" أول مكتب إغاثي من نوعه في سوريا خلال الثورة، حيث يعمل على تأمين احتياجات معاقي الرستن وضحايا الحرب الآخرين النازحين إليها، كالعكاكيز والكراسي المتحركة والطبابة والأدوية، وتأمين حليب الأطفال.
وحول فكرة إنشاء هذا المكتب والنشاطات الإغاثية التي يقوم بها قالت السيدة "مها أيوب" لـ"زمان الوصل": "في شهر آذار من عام 2012 بادرت مجموعة من نساء الرستن وفتياتها وشبانها لمساعدة الأطفال والمعاقين في الظروف الاستثنائية التي تمر بها هذه المدينة، من خلال إنشاء مكتب لرعاية الطفولة والأمومة وذوي الاحتياجات الخاصة بالرستن.
وتضيف أيوب أن فريق العمل في المكتب وضع نصب عينيه معاناة الأطفال والمعاقين في الرستن، والسعي لتأمين العون والدعم لهم ما أمكن في ظل ظروف قاسية ومريرة واستثنائية.
وأكدت أن اللجنة استطاعت الوصول إلى أكبر عدد من المعاقين، مشيرة إلى ارتفاع المتوسط الشهري لعدد المعاقين المسجلين مع أواخر العام الماضي 2014 إلى 65 معاقا وسطياً".
وتردف محدثتنا بأن ارتفاع عدد المعوقين المسجلين لدى اللجنة في الآونة الأخيرة زاد من أعباء اللجنة ومستلزماتها ومن هذه المستلزمات –كما تقول-"الفوط لكافة الأعماروخاصة كبار السن وحليب "نيدو"، المحارم البودرة العكازات والووكر والكراسي والفرشات الهوائية. والملابس والمنظفات، وكل ما يخص الإنسان المعاق من مستلزمات طبية وحياتية".

*نقص في أبسط مقومات الحياة
تتنوع الإعاقات المسجلة في مكتب رعاية الطفولة والأمومة بحسب "مها أيوب" ما بين إعاقة حركية -إعاقة ذهنية- إعاقة خلقية إعاقة في الحواس- إعاقات أخرى، وتضم الإعاقات الحركية الشلل الرباعي والشلل النصفي وشلل الأطفال وشلل الدماغ والبتر.
أما الإعاقات الذهنية –كما تقول- فتضم "التخلف العقلي –الاختلاج –الصرع والمنغولي والضمور الدماغي".
وتضم الإعاقات الخلقية حالات نقص النمو والتشوه الخلقي المزدوجة، أما إعاقات الحواس فهي تضم الصمم والبكم –والإعاقات السمعية والبصرية والنطقية".
ونوّهت مديرة المكتب إلى أن "فريق العمل في المكتب آثر على تأدية واجبه الإنساني بالرغم من النقص الشديد في أبسط مقومات الحياة، فتمكن من توفير الحليب لشريحة لا يستهان بها من أطفال الرستن".
وحسب رئيسة المكتب: "يتم توزيع الحليب على الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم السنة عن طريق دفتر لقاحهم مرفقة بوثيقة تحوي تتعلق برقم إضبارة الطفل والاسم الثلاثي له ونوع الحليب بحسب عمر الطفل ويتم تحديد نوع الحليب المناسب من خلال مواليد الطفل باستمرار".
وتتابع أيوب أن "لجنة رعاية الطفل والأمومة تعتمد في عملها على مبدأ المساواة في التوزيع، فكل طفل بحاجة للحليب هو معني بتقديم الحليب له أسبوعياً أو نصف شهري، وذلك بحسب رضاعته هل هي طبيعية أم اصطناعية".
ولا يقتصر الاهتمام بأطفال الرستن وأطفال النازحين فيه على تأمين الحليب بل هناك اهتمام بالتغذية بشكل عام والعناية الصحية، وتشمل النظافة وصحة الطفل".
وفيما يتعلق بالصعوبات التي تواجه مكتب رعاية الطفل والأمومة وذوي الاحتياجات الخاصة، أكدت السيدة "مها ايوب" أن "من أولى هذه الصعوبات تأمين مادة الحليب، وعدم وجود موارد ثابتة أوجهات دولية تعنى بالعمل الإغاثي".
ومن هذه الصعوبات –كما تقول- عدم وجود سيارة خاصة بالمكتب للتنقل وقضاء حاجات المكتب وهي عصب العمل، وعدم وجود كمبيوتر خاص بالمكتب، إذ نستخدم حاسبا شخصيا "لابتوب" قارب على انتهاء صلاحيته".
ولم تمنع الصعوبات المادية التي تعيق عمل المكتب، فريقه من وضع خطة مستقبلية.
وتتمثل هذه الخطة -كما تقول أيوب- في "تأمين أدوية خاصة بالأطفال "التهاب، إسهال، مغص" وتوفير الحليب بشكل منتظم لدى اللجنة، وتأمين كمية فوط كافية لكل الأطفال الذين أعمارهم أقل من سنتين على الأقل لتخفيف الضغط عن الأهل، وتوفير ملابس للطفل منذ الولادة (ب ب) وحتى عمر الخمس سنوات إن أمكن.

واستكمالاً لمهامه الإنسانية والإغاثية يسعى المكتب -كما تؤكد أيوب- إلى "إقامة دورات توعية للأمهات صغيرات السن حول تربية الطفل ورعايته بشكل أمثل ليكون الأطفال جيل المستقبل الباني لسورية الحديثة".
وأشارت إلى محاولة افتتاح صيدلية خاصة بالأسرة وتأمين الدواء للأهل والأطفال.
كما تسعى لجنة رعاية الطفل والأمومة، والكلام لأيوب، إلى رصد مبالغ مالية للمعاقين بهدف مساعدتهم في رسم مستقبلهم، من منطلق المساواة بين الإنسان الطبيعي والمعاق، من أجل تخطي أكبر عائق في التعامل مع المعوقين المتمثل بالشعور بالنقص.
ونتيجة الترحال من مكان إلى آخر والفقر والحصار وقلة الدواء وتراجع العناية الطبية، ازداد وضع المعوقين في الرستن سوءاً ولذلك سيسعى المكتب – حسب محدثتنا- إلى تخصيص مبلغ مالي للجنة من أجل إجراء عمليات باردة للمعاقين، وأصحاب الأمراض الدائمة، وخاصة أن هذه الأمور تكلف مبالغ طائلة ترهق كاهل أهل المعاق.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية