أعدم تنظيم "الدولة" منذ أيام رجلاً في الخمسين من عمره، بعد اتهامه بممارسة السحر والشعوذة لمجرد العثور في حوزته على أوراق تحتوي أدعية دينية في منطقة الراعي بريف حلب.
ونشر موقع "ولاية حلب" التابع للتنظيم صوراً لـ"محمد علاء الدين عبسي"، وهو مقيّد اليدين وقد أحاط به عدد من الاشخاص يراقبون عملية الإعدام.
وبدا أحد عناصر التنظيم ملثماً وهو يرفع سيفه، ويهمُّ بقطع رأسه، فيما أظهرت صور أخرى للضحية عبسي، وقد غطت طاقية صوف سوداء عينيه، وهي ثاني حالة من نوعها في تعامل التنظيم المذكور مع رهائنه بعد حادثة الطبقة قبل ثلاثة أسابيع.
وروى قريب الضحية عبسي الذي اختار اسم "أبو محمد الحلبي" لـ"زمان الوصل" إن قريبه البالغ من العمر 57 سنة استفاق صباح يوم الأربعاء في الخامس من نوفمبر الماضي على وفاة والدته بالجلطة الدماغية، وبعد أن دفنها أراد الهروب إلى تركيا من ويلات الحرب هناك.
وقبل سفره كتب بخط يده أدعية ليذكرها على طريق السفر، ويتابع محدثنا قائلاً: "عند حاجز لتنظيم "الدولة" سألوه عن الأوراق التي بحوزته، فأجابهم بأنها أدعية، وقد كتبها ليردّدها على الطريق، فاعتقلوه وتركوا زوجته التي كانت معه، ومنعوا عنه أي وسيلة للزيارة أو للاطمئنان عليه من أهله ومعارفه".

ويضيف الحلبي:"في منتصف شهر ديسمبر بدأت الأخبار والشائعات تتوالى عن نقل قريبه من سجن مدينة الباب -المقر الرئيسي لتنظيم الدولة- إلى سجن مدينة "قباسين" شمال مدينة الباب بعد تكثيف التحالف والنظام غاراتهم على هذه المدينة".
ويردف: "بعد ذلك انقطعت أخبار قريبي بشكل تام وبعد مرور قرابة شهرين ونصف وبتاريخ يوم الأربعاء 25/02/2015، فوجئنا بوجود صور على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعلى المواقع الجهادية ومنها (المنبر) وولاية حلب بإعدام "محمد علاء الدين عبسي" باسم السحر في مدينة الراعي على الحدود السورية التركية شمال مدينة حلب ليكون الخبر فاجعة على قلوب أهله و وأقاربه ومحبيه".
وكشف "أبو محمد الحلبي" أن قريبه الضحية" التحق بكلية الهندسة الفيزيائية في اسطنبول بعد أن أنهى دراسته الثانوية في مدينة حلب عام 1976 وعمل أمين مستودع في شركة "لونا" ومترجماً للتجار السوريين بعد الأحداث، بحكم معرفته للغة التركية"، مضيفاً أن الضحية عبسي "هو الابن الأكبر في عائلته التي تتألف من شقيقين وشقيقة له، وهو متزوج ولديه سبعه أولاد".
وأردف أن "الضحية عبسي تربى في بيئة دينية، وعُرف عنه نبل أخلاقه الحميدة، والتزامه الديني والأدبي، والسمعة الحسنة".
واستدرك محدثنا أن الضحية عبسي "أعتُقل في ظروف غامضة، ودام اعتقاله أربعة أشهر مُنعت خلالها أي زيارة له، ولم يتمكن أحد من طرف ذويه أن يتدخل لمعرفة حالته الصحية أو معرفة مصيره، وأضاف أن قتلته لم يسلموا أهله جثته حتى الآن رغم مرور أيام على إعدامه، ولا نعرف أين هي جثته، أو ماذا فعلوا بها".
ومن جانب آخر أكد محدثنا أن الضحية عبسي "كان من الناس الذين ينشدون الأمن والأمان، ويتطلع لأن ترجع الأمور أفضل مما كانت، وأن يعيش السوريون في حرية وكرامة، ولم يكن يتدخل في السياسة لذلك –كما يقول الحلبي– "لم يكن يتوقع أبداً أن تكون نهايته بهذا الشكل".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية