شرح أحد المراجعين السوريين إلى سفارة نظام الأسد في أبوظبي معاناة المغترب السوري في السفارة.
ولأن الشغل الشاغل للسوريين اللاجئين والمغتربين هو تجديد جوازات، فإن سفارة النظام في الإمارات تعج بالمراجعين للحصول على أبسط حقوقهم لدى نظام اعتبر معظم شعبه أعداء في الداخل والخارج.
وفي مايلي ننشر المساهمة التي أرسلها المراجع السوري في السفارة المذكورة تحت اسم "مواطن سوري على حق".
"سفارة الأسد في "أبوظبي" تسرُقُك مرتين
عندما تجدُ نفسك في مبنى هرئ صدئ، وترى وجوه العاملين فيه متجهمة قاتمة متربصة تنظر إليك نظرات الحاقد المشمئز، وتشعر بأنك فجأة قد رحلت عن العالم المتسارع الخطى وحللت في الماضي السحيق، حيث لا يكون للوقت قيمة ولا أهمية، ويخالِجك شعور بأنك تُعامل ونظراؤك من الزائرين والمراجعين على أنكم قطيع من الغنم الذي لا يفهم إلا بالعصا والصراخ، وعندما تكون الفوضى والعشوائية والمحسوبية هي العنوان والنظام المعمول به لتسيير الأمور، وتجد أنك سألت سُؤلك ولم تحصل على مرادك، ويتوارد إلى سمعكِ شتائم الزوار والمراجعين الذي لم تُقض حوائجهم فاعلم أيها القارئ الموقر أنك في سفارة نظام الأسد في أبوظبي.
التاريخ: 19-2-2015
الموضوع: استلام جواز سفر بعد التجديد
المكان: سفارة النظام في أبوظبي
التفاصيل:
بالتاريخ المذكور أعلاه ذهب المواطن السوري الذي انتظر مدة شهرين متواصلين كي يحصل على جواز سفره من السفارة على أمل أن جوازه قد تم تجديده.
يدخل المواطن إلى مبنى السفارة ليجد طوابير وجموع المواطنين السوريين قد ملأت المكان حتى التخمة.
يتقدم الموطن السوري إلى شباك الاستقبال حاملاً بيده وصل استلام جوازه يحدوه الأمل والترقُب، فيقوم موظف الاستقبال بتحويل المواطن إلى الشباك رقم (1) الذي يعمل خلفه موظف يُدعى (جان وهو اسمه الحقيقي لمن لا يعرفه)، وهو شخصية وقحة ومتعجرفة ومتجهمة كل من نظر إليه يفقد ذاك البصيص من الأمل ويشعُر بالحقد والكره الذي يصبُ من عينيه صباً، فيتقدم المواطن السوري مزاحماً جموع المراجعين المتأففين والمترقبين بصبر مُصطنع إلى المدعو، جان، فيناول المواطن المتأمل وصل استلامه إلى ذلك (الجان) من تلك الكوة الصغيرة، فيقوم ذاك الجان مباشرة وأمام عيني المواطن، ودون تردد وبصمت تام بتقطيع ذلك الوصل الصغير المسكين، وإلقائه في سلة المهملات بعد أن ألقى عليه نظرة خاطفة.
في هذه اللحظات، المواطن ينظر وينتظر، فيرى جوازه الحزين من خلف تلك الكوة، وكان قد كان، كما كان منذ شهرين على حاله لَمْ يَتَسَنَّهْ، لم يتغير ذلك الجواز الميت والمنتهي الصلاحية، "جان" يمسك بالجواز الآن، وكان قد طوى طلب التجديد داخل الجواز، فيستخرجه ويثنيه فيُلقيه جانباً، ويضع جواز السفر على مكتبه خلف الكوة أمام عيني المواطن، والمواطن ينتظر بترقب وحرص شديد، وكأن هذا الجان يريد أن يحرق المواطن انتظاراً، فيقول الجان للمواطن بلهجته: "رجاع لورا" وبعد نصف ساعة أو أكثر من الانتظار، فهناك لا يبقى للزمن أهمية ومع تلك الفوضى التي تسود المكان وتململ المواطنين والجموع من الانتظار، ومن تلك المعاملة السيئة من أحد موظفي السفارة الذي يتظاهر بتنظيم الدور، وهو بكل وقاحة يُمرر معارفه، ويقوم تارة بالصراخ على المواطنين قائلا: "بالدور بالدور...ارجعوا لورا"، وعلى هذا الحال تستمر المعاناة، هنا يتقدم المواطن إلى جان مطالباً بجواز سفره، يناول الجان المواطن جواز سفره وكان قد وضع فيه مبلغ التجديد ونبس قائلاً "أنت مرفوض أمنياً ولا تجديد لك"، يُبادر المواطن بالسؤال عن سبب الرفض ويكرر ويُلح بالسؤال، ولكن جان غير آبه به ومن ثم، وفجأة يجيب جان وبقمة السخرية والتهكم وتلك الابتسامة الصفراء"، روح هنيك لهجرة وجوازات دمشق وانت بتعرف ليش"!
ذُهل المواطن السوري من كل شيء من الموقف ومن الجواب ومن الانتظار ومن اللامبالاة وانصرف عنه ليس ببعيد ضمن مبنى السفارة.
هنا يقف المواطن شارد الذهن مُقيد اليدين متأملاً، يتبادر إلى ذهنه أن يقوم بعدِّ مبلغ التجديد ليتأكد من عدم نقصانه، لا تدري فأنت داخل سفارة النظام، حيثُ تضمحل الأخلاق وتُفقد الأمانة ويختلط الحابل بالنابل ويضيع الحق ويشيع الباطل.
ينتهي المواطن من عد المبلغ فيجده منقوصاً غير كامل بـ75 درهماً.
يذهب المواطن السوري إلى موظف الاستقبال متسائلاً أيرجع مبلغ التجديد كاملاً أم منقوصاً لسبب ما، فيجيب الموظف: إنما يرجع كاملاً.
يسارعُ المواطن السوري الذي كان قد احتقن بما فيه الكفاية، يسارع إلى الشباك (1) حيثُ يقبعُ خلفه الموظف جان، فيبادر المواطن سائلاً جان مكرراً السؤال والجان كعادته غير آبه ولا ناظر إليه.
وفجأة ينظر جان إلى الموطن من طرف خفي فيجيب: بنعم، يقول المواطن: إن المبلغ ناقص فهلا شرحت لي سبب النقص؟ يسكت جان مرة أخرى متجاهلاَ ومن بعد إلحاح وتكرار المواطن بالسؤال، يُجيب الجان الأكبر بلهجته الوقحة: "أنا مو مجبور فسر لكل واحد ليش مبلغو ناقص"، هنا قُرعت طبولُ الحرب وساد الصمت في مبنى السفارة ليعلو صوت الحق ويثور المواطن على النظام في عقر داره منهالاً على الجان، وأمام أعين المراجعين والمواطنين بأشنع الكلمات التي تصف قلة النزاهة والأمانة وتلك الكلمات التي تصف طريقة تعامله السيئة مع الناس، وهنا يسأل المواطن الجان متهكماً: أهذه هي تعليمات "سيادة الرئيس"، ولا يجيب الجان دفاعاً اكتفى بالقول بلهجته المتعجرفة "ضب لسانك"!
الآن، ينصرف المواطن من مبنى السفارة مسروق الحق مرتين فلا جواز سفر جُدد ولا مال مسروق استُرجع، فويلٌ لك أيها الجان السارق الكذاب المتعجرف من سخط الله والعباد، فالدنيا تدور والزمن كفيل بالبرهان.
تحذير: يرجى من كل مواطن سوري يدخل أي مبنى من مباني سفارة النظام في جميع أنحاء العالم، وخصوصاً تلك التي في أبوظبي، أن يقوم بعد أي مال مُسترجع من قبل السفارة، وأن يحذر المتعاملين مع المدعو "جان" خلف الشباك رقم (1) في سفارة النظام في أبوظبي، فهو شخص غير أمين ولا موثوق".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية