كثيراً ما يكون الحديث عن الرجل والمرأة وما هي الصفات التي يريدها كل منهما في الآخر فالمرأة تريد في الرجل ، حسب كثير من الأقوال ، جماله أو كرمه أو أناقته أو ثروته أو شخصيته ... إلى آخر ما هنالك من الصفات التي يمكن أن تخطر على البال . وفي هذا المجال سأسرد حادثة طريفة قد تلقي الضوء على صفة ترغب كثير من النساء وجودها في الرجل . 
في إحدى السهرات والتي ضمت أفراداً من الجنسين ، كانت تتصدر القاعة سيدة تملأ الكرسي بضخامة جسمها ، وكان لسانها لا يهدأ في حلقها ، تراه يلف ويدور ويقذف من الكلام المتراكم عليه دون انقطاع حتى لكأنني شعرت بأن الغرفة الواسعة والتي كنا نجلس فيها قد امتلأت بصخور الكلمات التي كانت تقذفها ، ولما حاولتُ أن أقاطعها لأنقذ نفسي والحضور ، أشارت إليَّ بيدها بأن أسكت ثم قالت : لا تقاطعني وافعل مثل صديقك ( فلان ) والذي كان يجلس إلى جانبي . وكان صديقي ممن أنعم الله عليهم بطول البال وبرودة الأعصاب ومن المؤمنين بالحكمة التي تقول ( السكوت من ذهب ) . فما كان منّي إلا أن لزمتُ الصمت ، 
وأخذتْ السيدة حظها بالكلام دون مقاطع أو معارض .. وفي النهاية أصبح
 معظم حديثها يدور حول مدح صديقي الصامت . 
انتهت السهرة وخرج الجميع ورؤوسهم مصدوعة والكل يستنكر ثرثرتها ويستقبح غرورها ويعدد تناقضاتها ، إضافة إلى سخفها وغلاظتها وقلة ذوقها كونها لا تدع أحداً يتكلم غيرها ، فقلت لهم : ولماذا لم تتكلموا وتعبروا عن مشاعركم هذه أمام ذلك البرميل المتفجر بالكلام ، فقالوا : ولماذا نتكلم ، دعها تنفجر كما تريد فالكلام هراءٌ ويذهب مع الهواء ، قلت : عجيب! وهل تقبلون أن تمضوا وقتكم كله عبثاً وتصدعوا رؤوسكم مجاناً ؟ 
إذاً لكم ما أردتم لأنفسكم . أما أنا فقد تذكرت حكمة ذهبية وهي أفضل بكثير من حكمة صاحبنا ( السكوت من ذهب )
فصرخ الجميع: وما هي ؟ فقلت : تذكرت قولاً للكاتب والروائي سومرست موم " إن المرأة تفضل الرجل الصامت لأنه يتيح لها الفرصة لتتحدث كما تهوى وترغب " . 
					
				
						
								
								
								
								
								
								
								
								
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية