أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

المرأة تفضل الرجل الصامت .... نشأت نزهة

كثيراً ما يكون الحديث عن الرجل والمرأة وما هي الصفات التي يريدها كل منهما في الآخر فالمرأة تريد في الرجل ، حسب كثير من الأقوال ، جماله أو كرمه أو أناقته أو ثروته أو شخصيته ... إلى آخر ما هنالك من الصفات التي يمكن أن تخطر على البال . وفي هذا المجال سأسرد حادثة طريفة قد تلقي الضوء على صفة ترغب كثير من النساء وجودها في الرجل .
في إحدى السهرات والتي ضمت أفراداً من الجنسين ، كانت تتصدر القاعة سيدة تملأ الكرسي بضخامة جسمها ، وكان لسانها لا يهدأ في حلقها ، تراه يلف ويدور ويقذف من الكلام المتراكم عليه دون انقطاع حتى لكأنني شعرت بأن الغرفة الواسعة والتي كنا نجلس فيها قد امتلأت بصخور الكلمات التي كانت تقذفها ، ولما حاولتُ أن أقاطعها لأنقذ نفسي والحضور ، أشارت إليَّ بيدها بأن أسكت ثم قالت : لا تقاطعني وافعل مثل صديقك ( فلان ) والذي كان يجلس إلى جانبي . وكان صديقي ممن أنعم الله عليهم بطول البال وبرودة الأعصاب ومن المؤمنين بالحكمة التي تقول ( السكوت من ذهب ) . فما كان منّي إلا أن لزمتُ الصمت ،

وأخذتْ السيدة حظها بالكلام دون مقاطع أو معارض .. وفي النهاية أصبح معظم حديثها يدور حول مدح صديقي الصامت .
انتهت السهرة وخرج الجميع ورؤوسهم مصدوعة والكل يستنكر ثرثرتها ويستقبح غرورها ويعدد تناقضاتها ، إضافة إلى سخفها وغلاظتها وقلة ذوقها كونها لا تدع أحداً يتكلم غيرها ، فقلت لهم : ولماذا لم تتكلموا وتعبروا عن مشاعركم هذه أمام ذلك البرميل المتفجر بالكلام ، فقالوا : ولماذا نتكلم ، دعها تنفجر كما تريد فالكلام هراءٌ ويذهب مع الهواء ، قلت : عجيب! وهل تقبلون أن تمضوا وقتكم كله عبثاً وتصدعوا رؤوسكم مجاناً ؟

إذاً لكم ما أردتم لأنفسكم . أما أنا فقد تذكرت حكمة ذهبية وهي أفضل بكثير من حكمة صاحبنا ( السكوت من ذهب )

فصرخ الجميع: وما هي ؟ فقلت : تذكرت قولاً للكاتب والروائي سومرست موم " إن المرأة تفضل الرجل الصامت لأنه يتيح لها الفرصة لتتحدث كما تهوى وترغب " .

(125)    هل أعجبتك المقالة (109)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي