بتاريخ 11 - 11 - 2013، فقدت أم أحمد زوجها على إحدى جبهات جنوب دمشق، بقيت زوجة الشهيد البالغة من العمر 37 عاماً، عدة أشهر مع شباب الجيش الحر، الذين اعتبروها أختاً لهم، وأمّنوا احتياجتها وأولادها الأربعة، إلا أن أم أحمد قررت زيارة والدها في بلدة "الكسوة"، وخلال عودتها أوقفها حاجز نظامي واعتقالها..
*من الكسوة إلى الخطيب
اقتيدت أم أحمد إلى فرع الخطيب بدمشق، حيث كانت تهمتها مساعدة الثوار، ورغم أنها لم تبقَ في فرع الخطيب سوى 3 أشهر، إلا أن ما رأته في الفرع يحتاج الحديث عنه إلى سنين حسب وصفها.
تقول أم أحمد: كانوا يحرقون أجساد الفتيات والنساء بأسياخ حديدية، كما أن ضرب الفتيات وتعليقهن من أيديهن (الشبح) كان أمراً اعتيادياً.

وتوضح أنهم حققوا معها عدة مرات، وطلبوا منها معلومات عن أماكن الثوار وأسمائهم.
ولما سألنا أم أحمد عن تفاصيل التعذيب الذي تعرضت له، قالت: ما تعرضت له لا يُقارن بما مر على غيري، تعرضت للضرب، وكانوا يتبعون أسلوب رمي مياه باردة على رأسي وجسدي، ومن ثم البدء بضربي، وكذلك تعرضت أم أحمد للشبح، إضافة إلى الإهانات النفسية.
كما أن مساعداً في الفرع كسر إصبع أم أحمد بعدما تقصد إغلاق الباب عليه، لسحب مزيد من الاعترافات منها.
وتصف أم أحمد المساعد بأنه طويل وحنطي البشرة وكانوا ينادونه باسم "علي".
وتتابع: لم يكن يُسمح لنا بالنظر إلى وجوه العناصر مباشرة لذلك لا أذكر من ملامحه الكثير.
*اغتصاب العذارى..وطبيبا الفرع
تشير أم أحمد إلى أن عناصر الأمن كانوا يتقصدون اغتصاب الفتيات البكر، موضحةً أن بعض الفتيات تعرضن للاغتصاب من قبل عدة عناصر.
وتبين أم أحمد أن إحدى المعتقلات اللواتي كن مع أم أحمد في الزنزانة، تعرضت لتمزق شديد في منطقة المهبل بسبب تكرار اغتصابها.
وتشيرالمعتقلة السابقة أن الفتاة عمرها 19 عاما وهي من جنوب دمشق، وأن الأمن نقلها إلى مشفى المجتهد.
وكذلك تؤكد أم أحمد أن الطبيب كان يزور السجن فقط في حال تعرضت الفتيات للنزيف بعد الاغتصاب.
وتتابع: كان يأتي إلى السجن طبيب (ابن حلال) كان يأمر العناصر بنقل الفتيات إلى المشفى، وآخر (ابن حرام) كان يصف الفتيات المغتصبات بأنهن فاجرات وعاهرات ويستحقن مايتعرضن له.
وتضيف أم أحمد: كان العناصر يعرضون على شبيحة، الفتيات المعتقلات، ليختاروا منهن من يرغبون باغتصابها مقابل مبلغ مادي.
وحسب المعتقلة السابقة، فإن إحدى الفتيات حملت في فرع فلسطين واُكتشف حملها في فرع الخطيب بعد ما نُُقلت إليه، وتقول: أخذوها من الزنزانة بعد الساعة واحدة ليلاً ولم تعد بعدها، وقيل إنه تمت تصفيتها.
وتؤكد أم أحمد أن في فرع الخطيب فتيات صغيرات لا يتجاوز عمرهن 10 سنوات، موضحةً أنهن يتعرض لذات التعذيب الذي تتعرض له البالغات.
*البوط العسكري
بعد ذلك نُقلت أم أحمد إلى فرع الريف؛ سعسع، حيث بقيت 20 يوماً، وتقول: يتفنن عناصر فرع سعسع، في إهانة المعتقلات.
وتضيف: يصفوننا بالخونة وبأن البوط العسكري أشرف مننا.
وحسب أم أحمد فإن أكثر المعتقلات في فرع "سعسع" هن من النساء الطاعنات بالعمر، وأن الفتيات الصغيرات اللواتي يدخلن إلى الفرع يختفين بعد يوم أو يومين، دون أن يعلم أحد أين يتم تحويل الفتيات!
*قضية تسمم الضباط
وبحسب شهادة أم أحمد فإن إحدى الفتيات اللواتي كن معها في المعتقل، كانت متهمة بالمشاركة في قضية تسمم الضباط، التي انتشرت في دمشق في 2013، عندما تم تسميم عدة ضباط في جيش النظام.
ووفق أم أحمد، فإن أحد الثوار تكلم من رقم هذه الفتاة التي اعتقلها الأمن لمدة ثلاثة أشهر، موضحةً أن الفتاة تعرضت لتعذيب لا تحتمله الجبال، وتناوب على اغتضابها الضباط.
تابعوا أيضا:
لأنها أُغتصبت.. أوهمت أهلها بموتها تحت التعذيب وهربت إلى تركيا
اسطنبول - لمى شماس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية