نزح أكثر من 15 ألف مدني من بلدتي تل حميس وجزعة ومحيطهما بريف الحسكة الشرقي، جرّاء اقتراب المعارك بين تنظيم "الدولة" من طرف، وبين حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) والبيشمركة العراقية من طرف آخر.
وقال الناشط ملاذ اليوسف لـ"زمان الوصل" إن نحو 15 ألف مدني نزحوا عن المنطقة خلال 5 أيام من المعارك المستمرة بين تنظيم "الدولة" وعناصر حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) والبيشمركة العراقية على ثلاثة محاور هي الحدود العراقية –تل حميس من الجنوب، وجزعة –تل حميس من الشرق، وقرية حداد –تل حميس من الشمال الشرقي.
وأفاد اليوسف بتوجه أغلب الناس إلى ناحية الهول والخوين المجاورة مع بعض أثاث منازلهم والحيوانات التي يملكونها، بينما بقي الكثيرون على أطراف المنطقة على أمل العودة إلى قراهم بعد انتهاء المعارك، مفترشين الأرض وملتحفين السماء في ظل ظروف جوية قاسية.
وأضاف: بدأت تظهر أمراض على الأطفال مع انعدام النقاط الطبية للمشردين، مضيفاً أن مجموعات من الناس تتقاطر على الطرقات الفرعية والرئيسية، ويمكن ملاحظة حركة كبيرة لسيارات محملة بالفارين من المنطقة، وآخرين سيراً على الأقدام تصطحب الأغنام ورؤوس من الماشية.
وأوضح اليوسف أن كل قرية يصلها خبر اقتحام "الآبوجية" لها، (أتباع أوجلان) لقرية مجاورة لها تنزح بشكل كامل، مع بقاء كبار السن في بيوتهم لحمايتها من النهب والحرق، مشيراً إلى أن أخبار القرى والبيوت الي أحرقت على يد عناصر PYD أرعبت الناس، في وقت احتجز عناصر الحزب سكان قرية السلماسة شرق تل حميس في المدرسة وعزلوا الرجال عن النساء ولم يعرف مصيرهم حتى اللحظة.
وقال أحد السكان النازحين من المنطقة لــ"زمان الوصل" إن عائلته توجهت إلى مدينة الحسكة، بعد استهداف سيارة محملة بالنازحين كانت متوجهة إلى مدينة القامشلي وإغلاق الطرق نحو الشمال من قبل قوات النظام، ما أجبر الناس على المشي بشكل فردي ضمن مناطق سيطرة التنظيم، حتى لا يستهدف الطيران السيارات التي تحركت في بداية الأمر على شكل أرتال طويلة.
وأضاف: "اعتمد الفارون على السيارات القليلة في القرى المتضررة من الحرب لنقل الفارين منها على دفعات، حيث كانت الأولوية للنساء والعجزة، وبعض الأثاث الضروري.
وأكد وصول الكثير من النازحين إلى بلدة الهول كمحطة أولى في رحلة النزوح المريرة، وأن 5 آلاف نازح توزعوا الليلة الفائتة على بيوت سكان بلدة الهول، الذين قدموا لهم كل ما يملكون من الطعام والأغطية، مع شح كبير في الماء والخبز والأغطية، ووسط ظهور حالات كثيرة لنزلات البرد، بالتزامن مع الرهاب من صوت الطائرات والقصف في صفوف الأطفال.
وفي سياق منفصل، قضت امرأة -أم لأربع أطفال- في غارة لطيران التحالف الدولي على قرية الحسينية في محيط بلدة تل تمر بريف الحسكة الغربي، كما شنّ الطيران غارات عدة على قرى الغرة، وتل بالوعة، والأغيبش، والحويج، بالتزامن مع استمرار المعارك في تل تمر ومنطقة الخابور بين تنظيم "الدولة" وPYD، حسب مصادر محلية.
وتدور معارك طاحنة بين حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) وبين تنظيم "الدولة" على جبهات محافظة الحسكة، يحاول خلالها التنظيم تعويض خسارته في الجبهة الشرقية في الاستيلاء على ناحية تل تمر ذات الأهمية الاستراتيجية في الجبهة الغربية.
محمد الحسين - الحسكة - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية