أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من الزعتري إلى الجزائر.. الطفل عدي دفع فاتورة الحرب مرتين

الطفل عدي صار عمره 10 سنوات - زمان الوصل

لا يزال الطفل "عدي الحموي" ذو السنوات العشر بعيداً عن عائلته رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على غيابه، بعد أن فقدته أمه أواخر العام 2011 في مدينة الحراك بدرعا، بعد مداهمة قوات النظام للمدينة، ليتم العثور عليه في مخيم الزعتري بعد عام كامل، وبعد أن أيقنت عائلته أنه مات وأقامت له مراسم العزاء، ويعيش الطفل عدي اليوم في عهدة خاله بمخيم الزعتري بعد افتراق والديه بسبب الطلاق بينهما ليدفع طفلهما فاتورة الحرب السورية مرتين. 

يقول والد الطفل "فهد الحموي" الذي يعيش لاجئاً في الجزائر لـ"زمان الوصل" منذ أن علمت بأن ابني في مخيم الزعتري ذهبت إلى مفوضية الأمم المتحدة بالجزائر شارع الابيار، وباعتباري كنت قد سجلت عندهم قصة ابني على أنه ميت في الحرب شرحت لهم أن ابني لازال حياً، وأبرزت لهم دفتر العائلة الذي يتضمن خانته وكل الوثائق والإثباتات اللازمة طالباً منهم أن يحضروه لي إلى الجزائر". 

ويتابع الأب بحرقة:" طلبت من المفوضية السماح بدخول ابني إلى الجزائر بالتنسيق مع الحكومة الجزائرية، ورغم ذلك تقاعسوا عن مساعدتي وكانوا يطلبون مني في كل مرة أراجعهم أن أنتظر لأن الموضوع قيد الدراسة، مع العلم -كما يقول الحموي- أن البند الأول في قانون الأمم المتحدة هو لمّ شمل العائلات في الحروب". 

ويضيف والد الطفل الغائب:"لم أطالبهم بأية نفقات مادية، أو مساعدات، ولا بخبز أو ملابس، بل طلبت فقط أوراقاً رسمية أستطيع بموجبها أن أقطع الحدود العربية، وأجمع شمل صغيري بإخوته هنا في الجزائر، ومنذ عامين وأنا على هذا الحال".

ويردف الحموي:"بعد أن يئست من مفوضية اللاجئين طلبت من الخارجية الجزائرية منحي رخصة أستطيع بموجبها إحضار ابني إلى الجزائر ولكنهم أيضاً قالوا لي إن الموضوع صعب وعليّ الانتظار لحله". 

ويضيف محدثنا بنبرة ساخرة: "الولد كبر وأصبح على أبواب الزواج والأمم المتحدة لا زالت تدرس موضوعه الإنساني". 

لم يتواصل "فهد الحموي" مع طفله الصغير منذ سنتين، ولكن صديقا له يدعى أحمد السلطانة يأتيه بأخباره بين الفترة والأخرى –كما يقول– مضيفاً أن صديقه المذكور كلما رأى طفله يلعب مع أولاده بجانب الخيمة في مخيم الزعتري يلتقط الصور له ويرسلها له". 

ويتهم فهد الحموي مفوضية الأمم المتحدة في الجزائر بالتقصير في رعاية السوريين والاهتمام بهم وبقضاياهم.

ويضيف أن "هذه المفوضية تجري كل شهر إحصائيات عن السوريين، وتتلقى مبالغ ومساعدات باسم السوريين بموجب هذه الإحصائيات، ولكنها لا توزع شيئاً عليهم".

ويضيف الحموي متسائلاً:"أين تذهب هذه المساعدات وما الخدمات التي تقدمها هذه المفوضية للاجئين السوريين إذا كانت عاجزة عن مساعدة لاجئ في لمّ شمل عائلة بطفلها الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره".

وكشف والد الطفل أنه قرر بالذهاب إلى الأردن وتهريب ابنه عن طريق البحر أو الجبال مهما كانت العواقب" لأنه -كما قال- فقد الأمل بكل المنظمات الإنسانية ولذلك سيلجأ للكي كآخر وسيلة للعلاج، وحتى لو كان هذا الأمر مخالفاً للقانون".

واتهم المنظمات بما فيها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بأنها "اضطرت السوريين للخروج على القانون في بلاد لجوئهم بسبب تقاعسها وتهاونها في حقوقهم".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(110)    هل أعجبتك المقالة (110)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي