"الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون" هذا هو واقع حال مخيمات اللاجئين السوريين العشوائية في منطقة "وادي حميد" على الحدود السورية -اللبنانية. ونقل ناشطون صوراً مؤلمة لأكثر من 10 آلاف نازح سوري محاصرين هناك، يُمنع عليهم العبور إلى عرسال، أو إدخال المساعدات بما فيها الأدوية ومن يقوم بإدخال الخبز يتم اعتقاله بحجة وجود مسلحين في المنطقة، كما أشار الناشط "طارق أبو صالح" لـ"زمان الوصل".
وأضاف أبو صالح أن "سكان مخيمات وادي حميد يعيشون في غرف صغيرة ويقارب عددهم 10 آلاف نسمة أغلبهم من القصير والقلمون، موضحا أن "وضع هؤلاء صعب جداً في ظل شح مستلزمات الحياة، نتيجة حصار مطبق يمنع فيه إدخال أي مواد إغاثية، عدا عن غلاء الأسعار المضاعفة داخل هذه المخيمات".
وأوضح مدير الرابطة السورية لحقوق اللاجئين "محمد النعيمي" أن الطرق المؤدية إلى مخيمات حميد شبه معدومة، وتبلغ الأزمة أقصى مداها -كما قال- "مع قدوم الشتاء بسبب طبيعة المنطقة الجبلية التي ترتفع عن سطح البحر ما يزيد عن 1800م، وهناك مناطق يزيد ارتفاعها عن 2300م، كرأس المعرّة التابعة للقلمون السّوري، التي يُعرف شتاؤها ببرده القارس وثلوجه التي تغطي البلدة طوال أيامه".
وأشار النعيمي إلى أن "هناك أكثر من ألفي عائلة سورية يعيشون في خيم بالية ومغاور وغرف بدائية في المناطق العرسالية، من "وادي حميد" وصولاً إلى الحدود اللبنانية السورية، بدون أي خدمات أو طبابة أو مؤن أو وقود للتدفئة مما ينذر بكارثة إنسانية مع دخول الشتاء موسم الثلوج في تلك المناطق".
وألمح النعيمي أن "المشكلة الأهم التي تواجه قاطني "وادي حميد" هي وجود الجرحى والمصابين في تلك المنطقة وعدم السماح لهم بالدخول إلى عرسال للتداوي في مستشفيات البلدة، ما يتسبب في موت بعضهم بشكل يومي".
ومن جهة أخرى أشار النعيمي إلى أن "هناك انتشار واسع لمسلحي تنظيم "الدولة" في نقاط من خربة يونين باتجاه الجرد العالي إلى "وادي الخيل" الذي يتفرع منه "الرهوة" و"وادي الحقبان" و"وادي عويس" فـ"أطمين" اللبنانية التي يستثمرها سوريون مرورا بـ"طلعت موسى" و"الكشك".
واستدرك النعيمي: "عند بعض هذه النقاط، يتداخل انتشار عناصر التنظيم مع انتشار مسلحي "جبهة النصرة".
وعلى خط مواز على السلسلة الشرقية يتمركز "حزب الله" في نقاط عدة يحمي فيها ظهره ومناطق لبنانية بدءاً من حدود "نحلة، حرف، بعوص، عقبة، جبعة" التابعة ليونين بالإضافة إلى "ضليل" "عزران" امتداداً إلى "اللبوة" "النبي عثمان" "العين""الفاكهة" "رأس بعلبك"" فالقاع".
ولذلك تتذرع السلطات اللبنانية–كما يقول النعيمي– بأن "الجرحى هم جرحى المجموعات المسلحة" واللاجئون لايجدون مركزا طبياً أو من يغيث أوجاعهم أو يسد الرمق الأخير لجوع أطفالهم".
وأشار محدثنا إلى أن "الأمر يبقى أولاً وأخيراً مسؤولية أخلاقية وإنسانية على الجميع تحمل مسؤولياته تجاه هذا الأمر".
ودعا النعيمي إلى تبرئة قضية اللاجئين من دناءة القضية العسكرية، وعدم جرها كقضية إنسانية إلى وحول السياسية أو الاصطفافات الأخرى".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية