أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الهيئة السورية للإعلام.. بوادر تضارب مصالح بين نظامي الأسد والملالي وحزب الله أول الضحايا

نشاط كبير للحرس الثوري الإيراني في دمشق والمنطقة الجنوبية والشرقية من سوريا - وكالات

لم يكن المشروع الإيراني خافيا على أحد منذ بداية الثورة السورية، وسرّع استغلال الإيرانيين لها من وتيرة إنجاز مشروعهم مع إيجاد ذريعة لإدخال عشرات الآلاف من المقاتلين الشيعة إلى سوريا.

وكانت أهداف نظام إيران تصب في دعم الأسد في كل مراحل الثورة، لكن مراقبين للصراع في سوريا يرون أن تضارب المصالح بين الطرفين اقترب.

واعتبرت الهيئة السورية للإعلام في تقرير لها نقلا عن محللين سياسيين، أن حزب الله اللبناني سيكون أول ضحايا الخلاف بين الحليفين في طهران ودمشق.

*إقصاء العلويين وتقوية النفوذ الشيعي المسلح
وقالت الهيئة إن الدعم الإيراني ركز على تقوية الوجود الشيعي المسلح الذي كان معدوما قبل الثورة، من خلال إقحام حزب الله في سوريا وإتباعه بآلاف المقاتلين الشيعة من "إيران وباكستان وأفغانستان والعراق" لخوض أكثر المعارك أهمية في المناطق الاستراتيجية، كما حدث في القلمون والقصير والأحياء الجنوبية من دمشق.

وأضافت أن هدف إشراك هذه العناصر في تلك المناطق تهميش العلويين وتقليص نفوذهم بدلا من دعمهم، الأمر الذي أكده تمركز المقاتلين الشيعة في المناطق المذكورة وعدم السماح لقوات النظام بالدخول إليها، وما ترافق مع ذلك من إتباع سياسة التهجير الطائفي.

إلى جانب ذلك، فإن ما يزيد الشكوك حول المشروع الإيراني مؤخرا، حسب الهيئة، هو نشاط الحرس الثوري في سوريا وخاصة في دمشق والمنطقة الجنوبية والشرقية من سوريا لتشكيل قوة عسكرية "شيعية" كميليشيا "حمو" التي شكلت مؤخرا في سوريا، بالإضافة إلى دعمها الميلشيات الشيعية في نبل والزهراء ومدها بأسلحة قد تفوق بتطورها ما تملكه قوات النظام، وسط تجاهل إيراني واضح لقوات النظام وميليشيا الدفاع الوطني واللتين يشكل العلويون فيهما نسبة تتجاوز 95%، ما يشير إلى ميل إيران لتشكيل قوة شيعية في سوريا على شاكلة حزب الله في لبنان أو الحوثيين في اليمن، أو كالمليشيات الشيعية في العراق، تمهيدا لتهميش العلويين وربما إقصائهم من الحكم في مرحلة قادمة.

*أولى خطوات الإقصاء
ورأت الهيئة أن أولى خطوات الإقصاء الإيرانية لبشار الأسد كانت إعلانها قيادة المعركة في الجبهة الجنوبية ضد الثوار بشكل واضح وصريح، وتجيير كافة وسائل الإعلام الموالية للتطبيل والتزمير لتلك المعركة، إضافة إلى الظهور العلني لقاسم سليماني فيها لقيادة المعارك وفق المصالح الإيرانية وليس لصالح حماية الأسد، وهو ما يعتبر مؤشرا إضافيا على المشروع الإيراني وإقصائه للعلويين أو تهميشهم، خاصة وأن المعركة وفقا لمحللين عسكريين واستراتيجيين تهدف لربط المنطقة الجنوبية في سوريا بجنوب لبنان الخاضعة لسيطرة حزب الله، وبالتالي ضمان سيطرة إيران على هذه المنطقة بشكل كامل، لاسيما وأن المعارك حاليا تدور بالأرياف الغربية من درعا والقنيطرة المحاذية للحدود اللبنانية.

*الصحوة .. 
بوادر صحوة النظام حيال ما يحيكه الإيرانيون، كما يبين تقرير الهيئة، قد تكون سبقت فتح المعركة في الجبهة الجنوبية، وهو ما يفسر أسباب وقوع العديد من الاشتباكات بين عناصر ميليشيا حزب الله اللبناني وقوات النظام في القلمون ويبرود والمناطق الجنوبية من دمشق منتصف العام الماضي، إلا أن ما تشهده معارك الجبهة الجنوبية اليوم من استهداف مدافع النظام في الفرقة التاسعة مجموعتين تابعتين لحزب الله في مرتين منفصلتين أثناء محاولتهم التسلل إلى مناطق في ريف درعا خلال أربعة أيام، ينذر بأن صحوة النظام قد بدأت بالتحول إلى صراع مع الحليف الإيراني، وحزب الله أول ضحاياه، والمؤكد أكثر أن هذا الصراع وإن بدأ خفيا في القلمون إلا أنه لن ينتهي في الجنوب وربما يتحول إلى أكثر علانية، ما يشير إلى المزيد من الدماء في اقتتال الحلفاء.

زمان الوصل - رصد
(102)    هل أعجبتك المقالة (99)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي