غيّبت الحرب الكثير من ناشطي الإغاثة والعمل الإنساني والإعلامي عن مشهد المخيمات الفلسطينية في سوريا، فمنهم من استشهد بفعل القصف المتواصل على تلك المخيمات، وبعضهم الآخر استشهد جراء استهدافه برصاص القنص بشكل مباشر وبعضهم غُيب عن الأحداث باعتقاله، كما هو الحال مع الناشط الإغاثي "خالد بكراوي" الذي اعتقل من قبل فرع الأمن العسكري على أوتوستراد المزة بدمشق أواخر العام 2012 وانتشر خبر وفاته تحت التعذيب بعد أشهر من اعتقاله.
الفنان والناشط "محمد الزغموت" الذي أعد تقريراً تلفزيونياً بعنوان "خالد بكراوي في كلمات" تحدث لـ"زمان الوصل" عن جوانب من حياته ونشاطه الإنساني والإغاثي قائلاً: "كان خالد المخيم كما يسميه أصدقاؤه مدرسة في العمل الإغاثي والإنساني داخل المخيمات الفلسطينية على امتداد الأراضي السورية، تراه في تشييع شهداء الثورة الفلسطينية ومحاضراً تنموياً لأبناء المخيم، كما هو الناشط الشبابي الذي يدعم أطفال النازحين والمنكوبين في الأطر الفلسطينية الشبابية.
وأردف الزغموت أن "مؤسسة جفرا ومراكز الشباب" التابعة للأونروا وحركة الشباب الفلسطيني كما وسائل الإعلام الفلسطينية داخل المخيمات جميعها كانت حاضرة في أنشطة خالد التي استطاع من خلالها –كما يقول- تقديم خدمات جلّة للمخيمات الفلسطينية، ورفع الصوت عالياً للمطالبة بحقوق اللاجئ الفلسطيني في المؤتمرات العالمية"، وكان خالد بحسب اليرموكي صديق الشهداء ومن رفاقه الفنان والمخرج الشهيد "حسان حسان" والناشط الإغاثي "أحمد الكوسا" و"بسام حميدي" الذي استشهد في قصف على دوار فلسطين".
وألمح الناشط زغموت إلى أن "بكراوي أصيب في مسيرة العودة الفلسطينية عام 2011 على الحدود السورية -الفلسطينية برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن إصابته –كما يؤكد– "لم تثنه عن متابعة مسيرته في المؤسسات الإغاثية والتنموية، إذ استطاع تشكيل فريق عمل أطلق عليه اسم جفرا تيمناً ببوصلته فلسطين، فعمل ليلاً ونهاراً على تخفيف معاناة النازحين السوريين داخل المخيمات".
ورأى الناشط "أبو محمد اليرموكي" أن "خالد بكراوي كان الوجه الإغاثي لمخيم اليرموك".
وأضاف: "في الفترة التي سبقت دخول المخيم على خط الثورة السورية كان رحمه الله من مؤسسي مؤسسة جفرا بشكلها الجديد وليس القديم، وكان ناشطاً فيها من قبل عندما كانت جفرا محسوبة على الجبهة الشعبية".
وتابع محدثنا: "بعد أن دخلت الثورة السورية إلى جنوب دمشق اتجهت مؤسسة جفرا للنشاط الإغاثين وتقديم الدعم النفسي للأطفال المهجّرين الذين تهجروا من مناطق الحجر الأسود والتضامن ويلدا وبيبيلا واضطروا للنوم في المدارس.
وكان بكراوي –حسب اليرموكي- "يعمل على إغاثة هذه العائلات في مدرسة المعتمد في شارع الثلاثين بمخيم اليرموك، وكان "خالد المخيم" كما اعتدنا على تسميته- يداوم فيها دائماً، وكنا كناشطين إعلاميين على تواصل معه حتى الشهر العاشر من عام 2012 قبل أن يتم اعتقاله".
اعتقل "خالد بكراوي" على أوتستراد المزة أثناء محاولته قطع الشارع، وكان قد استأجر بيتاً مع بعض أصدقائه الاغاثيين هناك –كما يقول صديقه اليرموكي–مضيفاً أن "بكراوي استشهد تحت التعذيب بعد شهرين من اعتقاله -أي في الشهر الثاني من عام 2013- ولكن خبر استشهاده لم ينتشر إلا في شهر آب- أغسطس عام2013"، وكشف اليرموكي أن "إشاعات كثيرة تواردت خلال فترة اعتقاله كان مصدرها مخابرات نظام الأسد، ومنها إشاعة سفره إلى لبنان لسهولة تصديق هذه الإشاعة لأن بكراوي –كما يقول محدثنا– "كان يتردد فعلاً على بيروت في أوقات سابقة لاعتقاله، لأسباب ترتبط بعمله"، وكان خالد بكراوي- حسب ما يقول صديقه أبو محمد اليرموكي- أحد كوادر منظمة فتح ومن خيرة ناشطيها قبل أن تتخلى سلطة عباس عن مخيم اليرموك وشبابه، كما كانت له مشاركاته في أنشطة خارجية فلسطينية، وفي حراكات شعبية داعمة لفلسطين.
وأصيب برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال مسيرة الجولان الأولى".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية