أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"لواء اليرموك" للسيطرة على المخيم.. مولود موؤود رغم رعاية سفير السلطة الفلسطينية

يعيش سكان مخيم اليرموك حصارًا خانقًا - عدسة شاب دمشقي

يسعى النظام إلى تطبيق مبدأ "اقتل نفسك بنفسك" على جميع المناطق المحررة، فبعد انحسار الموارد البشرية لجيشه، بات يلجأ بشكل كبير في مواجهة الثوار عبر تجنيد أصحاب الذمم الرخيصة، وتنظيمهم في ميليشيات لقتال أبناء جلدتهم.

تختلف التسميات ويبقى الجوهر واحد، فمن ميليشيا "الدفاع الوطني" إلى "جيش الوفاء" مرورا بـ"اللجان الشعبية" وحركة "حمو" وغيرها الكثير من الأسماء التي تجمعها عقيدة حب المال والسلطة.

وليس آخرا ما بات يعرف بـ "لواء اليرموك" الذي يتم التداول حوله بكثرة مؤخرا، كان الغرض منه السيطرة على "مخيم اليرموك" وإعادته إلى مربع النظام، لكن بأياد فلسطينية، تماما كما هو حال من يحاصر المخيم اليوم ويمنع عنه الماء والطعام هي في غالبها ميليشيات فلسطينية موالية، نشأت وترعرعت في أفرع مخابرات الأسد، وليس أدل على ذلك مرتزقة "الجبهة الشعبية- القيادة العامة"، و"فتح الانتفاضة" التي أسسها حافظ الأسد مطلع الثمانينات، و"جبهة النضال الشعبي الفلسطيني" و"طلائع حرب التحرير الشعبية- قوات الصاعقة".

*لواء اليرموك فشل في مهده
في حديث خاص لـ"زمان الوصل" توجه به قائد "أكناف بيت المقدس" "أبو أحمد المشير" أكبر فصيل عامل داخل "مخيم اليرموك"، كشف "المشير" عن انتكاسة في مهد مشروع "لواء اليرموك" قبل أن يبصر النور.
فبعد فشل جميع محاولات اقتحام المخيم من قبل الفصائل الفلسطينية "التقليدية"، كان التوجه إلى تشكيل "لواء اليرموك" بهدف الخروج من صبغة الحزبية وجمع العدد الأكبر من أبناء المخيم إلى هذا التشكيل الوليد، إلا أنه وبعد أشهر على إطلاق مشروع تأسيس اللواء، لم يتمكن القيّمون عليه من جمع بضعة أشخاص قد لا يتجاوز تعدادهم أصابع اليد الواحدة.

وبيّن قائد "الأكناف" أن الميليشيا الفلسطينية الموالية شهدت في الفترة الأخيرة تململا واضحا في صفوفها، مؤكدا امتلاكه معلومات خاصة تفيد بهروب المئات من عناصرها وقياداتها مؤخرا إلى خارج البلاد ومن بينهم القائد العسكري لمرتزقة "فتح الانتفاضة" المدعو "أبو زهره" الذي هرب إلى تركيا وتوجه منها إلى إيطاليا.

*السفير عبد الهادي قائد اللواء
وأوضح "المشير" أن فكرة "لواء اليرموك" كانت من صنيعة سفير السلطة الفلسطينية في دمشق ومدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية "أنور عبد الهادي" من خلال إطلاق النظام سراح المعتقلين في سجونه من الفلسطينيين ليتم تجنيدهم في هذا اللواء، وبالفعل في 10 كانون الثاني/يناير من العام الجاري نشرت مواقع موالية، نبأ الإفراج عن دفعة من المعتقلين الفلسطينيين وتوجههم إلى لقاء السفير "عبد الهادي" في دمشق.

ويضيف "المشير" إلى أن "عبد الهادي" كان يطمح من خلال "لواء اليرموك" إلى تحقيق مكاسب شخصية، إضافة إلى محاولة استعادة وجود حركة "فتح" في دمشق، مستوحيا هذا من فكرة "لواء القدس" الذي أنشأه النظام من بعض أبناء "مخيم حندرات" في حلب بغرض قتال الثوار، كذلك أيضا في مخيم "خان الشيح" غرب دمشق حيث أنشأ لواء "الجليل" لنفس الهدف أيضا.

*الفلسطينيون يدركون اللعبة
ويعزو "المشير" فشل مشروع "عبد الهادي" في تشكيل هذه الميليشيا إلى وعي الشعب الفلسطيني وإدراكه حقيقة اللعبة، فنظام الأسد هو من يمارس الحصار والتجويع والقتل بأدوات فلسطينية.
كما ناشد محدثنا الشعب الفلسطيني لعدم الانخراط بهكذا مشاريع، والوقوف إلى جانب الشعب السوري المدافع الحقيقي عن الشعب الفلسطيني وحقه في العودة، وليس النظام المتاجر بقضية الشعب الفلسطيني- حسب وصفه.

* نشاط اللواء يقتصر على "فيسبوك"
تشير الدلائل إلى إفلاس أصحاب مشروع لواء "اليرموك" وذلك بعد إعطائهم مجددا مهلة لأنفسهم تنتهي شهر حزيران القادم موعدا لإطلاق هذا اللواء وتحريره "مخيم اليرموك".
بالمقابل وبعد عدة أشهر على طرح هذه الفكرة، يقتصر وجود "لواء اليرموك" الفعلي على صفحة "فيسبوك"، لا عمل لها سوى استجداء أبناء المخيم ومناشدتهم الانضمام إلى مشروعهم وإغرائهم بحلم العودة إلى "مخيم اليرموك"، وهو الحلم الذي ما فتأ يراود مخيلة 400 ألف إنسان هجرهم حصار النظام وأبناء جلدتهم.

أبو عبد الله الحوراني - دمشق - زمان الوصل
(101)    هل أعجبتك المقالة (96)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي