الجزيرة .. قناة قليلة الدسم !! .... ماضي الخميس

عادت المياه الى مجاريها الصافية بين السعودية وقطر بعد أن كانت خطوط الود قد تعطلت سنوات عدة بسبب خلافات جغرافية وفضائية، أما الجغرافية فكان الخلاف متعلقا ببعض الأراضي الحدودية التي استطاع الجانبان حلها الى الأبد، وأما الفضائية فهي تلك المتعلقة بما تثيره قناة الجزيرة القطرية من وقت لآخر ضد السعودية وبشكل متعمد ومقصود على اعتبار أن الحكومة القطرية تتخذ من قناة الجزيرة سابقا سلاحا لتقوية موقفها وإيذاء خصومها .. لكن ذلك السلاح لم يجد نفعا مع السعودية التي التزمت الحكمة ولم تواجه السلاح بالسلاح مع أنها تملك من المحطات الفضائية والوسائل الإعلامية الأخرى التي تفوق ما تلكه قطر وتموله !!.
انتهى الخلاف السعودي القطري .. وبدأت مرحلة جديدة من العلاقات وصفتها جريدة إيلاف الالكترونية بموجة العشق الجديدة التي تنهي سنوات من الجفاء .. وهذه الحالة بين البلدين المرتبطين جغرافيا وتاريخيا لابد أن لا تكون مؤقتة، وأن لا تكون عرضة للاهتزاز لأي سبب كان.. وأن لا تكون تلك المودة مرتبطة بالظروف الإفليمية أو السياسية الدولية .. نتمنى أن يستمر هذا التقارب والتواد الى أطول مدى ممكن ليس بين قطر والسعودية فحسب، بل بين بقية دول الخليج بعضها البعض والدول العربية أجمع .. التي نرى وللأسف الشديد علاقاتها تتأثر لأبسط الأسباب التي من الممكن احتوائها بالحكمة، ووأدها منذ البداية قبل أن تستفحل.
لقد سلكت قطر طريقا أثبتت الأيام عدم جدواه .. عندما سخرت قناة الجزيرة للتصيد الى أخطاء وأزمات ومشاكل أشقائها في الدول العربية .. واجتاحت حالات من الغضب الشديد ضد الجزيرة في دول عدة، قامت على أثره باتخاذ مواقف سلبية ضد الجزيرة وقطر .. وخاضت قطر عن طريق الجزيرة خصومات عديدة أثبتت الأيام أنها جميعا كانت بلا نتائج ايجابية لقطر أولا .. الأمر الذي جعلها تكمم فاه قناتها بنفسها .. لأنها اكتشفت أن المارد الذي صنعته أصبح وبالا عليها .. وكان الحل أن يتم نزع الدسم من قناة الجزيرة ليصبح شعارها الجديد : الجزيرة .. قناة قليلة الدسم .. ودمتم سالمين.