أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مواطن "معارض" يسخر من محافظ حلب على شاشة النظام ثم يعتذر

حي الشعار في حلب - ناشطون

لا يكتفي مؤيدو نظام الأسد بإظهار تأييدهم الأعمى في كل مناسبة، بل يصطنعون في أحيان كثيرة "معارضة مقنّعة" وينتقدون المسؤولين جهاراً نهاراً ثم لا يلبثوا أن "يعتذروا عما فعلوا"، وكأنهم ارتكبوا خطيئة كبرى، كما حصل مع شاب حلبي دأب على تقديم لوحات فنية ناقدة، انتقد محافظ حلب متسائلاً:"أين هو مما يجري في حلب من احتكار وغلاء وفساد". 

وبعد أن انتشرت مقابلته على القناة الأولى لتلفزيون النظام اعتذر المعارض المفترض من المحافظ شاكراً له رحابة صدره وتقبّله للنقد، معتبراً أن نقده هذا ظاهرة جديدة في إعلام النظام وخطوة جريئة" .

وفي المقابلة المفبركة التي أجراها مذيع القناة الأولى "شادي حلوة" لبرنامج "هنا حلب" سأل مضيفه الذي يُفترض أن يكون مواطناً عابراً التقاه في الشارع عما يطلبه من المحافظ ففاجأه بقوله:"أي محافظ تقصد"، فأعاد المذيع سؤاله قائلاً: "محافظ حلب"، فقال "ليش نحنا في عنا محافظ" وأعاد بلامبالاة:"ماعنا محافظ".
وتابع:"مي ما في كهربا ما في مازوت.. ما في بنزين"، واستدرك أن كل واحدة من هذه المواد موجودة في حلب ولكن لكل منها سعر.

وأعاد المواطن المفترض سؤاله: "أين هو المحافظ وما هو دوره، بيطلع على شغلو وبيرجع".

وكرر قائلاً:"كل شي فيها حلب، فيها بنزين بس بألف فيها مازوت بأربعمية". وأوضح أن "هذه المواد موجودة في منطقة الخالدية وبأسعار خيالية"، وأعاد المواطن تساؤله ببرود، وهو يهز رأسه:"وين المحافظ واش دور المحافظ".

وأردف موجهاً سؤاله للمذيع :"أنا بدي اسألك اش دور المحافظ "، وهنا علق المذيع الذي يبدو أنه انسجم في اللعبة:"ما بعرف اشو دورو"، وعقّب المواطن:"ما بعرف بيجوز نحنا عم نظلموا".

وأضاف بنبرة استصغار: "ما بعرف المحافظ عندو صلاحيات، إذا عندو صلاحيات الحق عليه ما عندو صلاحيات هوي متلو متلنا".

وعندما سأل المذيع المواطن السؤال ذاته الذي طرحه في بداية اللقاء ماذا تطلب من المحافظ، قال له بنبرة ساخرة:"سلملنا عليه". 

ليكتشف المشاهد من خلال منشور للمواطن وهو دكتور يُدعى "حسام وتار أبو بكري" أن الأمر لا يعدو كونه مزحة سمجة لا علاقة لها بهموم المواطن ومعاناته اليومية، ففي منشوره المذكور شكر المحافظ على رحابة صدره وتقبّله للنقد، وسعة صدره.

واعتبر أن "مزاحه" مع المحافظ "ظاهرة جديدة في الإعلام السوري وخطوة جريئة".

وأضاف:"أرجو أن تكون فعالة ومثمرة في المراحل القادمة".

واستطرد وتار أن "المقابلة لم تكن مقصودة ولو كانت مقصودة لكان ظهر بالطقم الكامل حليق الذقن كما يظهر نزلاء الفنادق في التلفزيونات، مضيفاً: "لست مضطراً لأبرر لكتاكيت فيسبوك موقفي".

ولا ندري ما علاقة الزي أو حلاقة الذقن بمقابلة يُفترض أنها تنقل معاناة المواطن إلا إذا كانت نوعاً من الضحك على اللحى". 

ومع اعتراف الدكتور المذكور بأن انتقاده لم يكن جدياً -بدليل اعتذاره ممن طاله هذا الانتقاد- إلا أنه وجّه هجومه على من انتقد هذه المقابلة، متحدياً أي واحد منهم لو كان بطلاً وطنياً وممن يعيشون في حلب أن يقولوا نصف ما قاله، وأكمل موجهاً كلامه لـ"كتاكيت فيس بوك" أنا عايش في حلب وما زلت عايش ولم أمت بعد المقابلة".


فارس الرفاعي - زمان الوصل
(100)    هل أعجبتك المقالة (97)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي