لم يترك سكان ريف حمص الشمالي المحاصر، مادة إلا وجربوها هذا الشتاء، للحصول على قسط مقبول من الدفء. فبعد أن حرقوا ثيابهم القديمة، وأشجارهم المثمرة والحراجية، وأثاث بيوتهم الخشبية، وكتبهم القديمة، تفتق ذهن بعص السكان المحاصرين بالريف الحمصي، عن فكرة إحراق دواليب السيارات القديمة، بعد قصّها لقطع صغيرة، واستخدامها للطبخ والتدفئثة معا، في شتاء هذا العام، الذي يعد الأكثر بردا منذ عدة سنوات.
يقول الشاب عصام، الذي يعمل في صالون حلاقة رجالية: لا أشعر بالدفء إلا إذا وضعت قطعة من دولاب سيارة في مدفأة المازوت، التي حوّلتها إلى مدفأة حطب.
وأشار في حديثه لـ"زمان الوصل "، إلى أن قطعة صغيرة من "دولاب سيارة" تحوّل المدفأة من اللون الأسود إلى اللون الأحمر، (كما في الصورة المرفقة)… وقد جربّنا في هذا الشتاء، وشتاء العام الماضي، كل شيء، ووجدنا البلاستيك الثقيل هو الأفصل لتدفئة الأطفال.
ونفى عصام، حدوث أي أضرار على صحته، وصحة أطفاله الصغار جراء حرق دواليب السيارات داخل منزله، بالرغم من أنه يعاني من التهاب حاد في البعلوم!؟.
الحلاق عصام ليس الوحيد في بلدته، الذي يتدفأ مع أسرته، في هذه الأيام الباردة على "البلاستيك "، فمن يسير الآن في شوارع بلدات وقرى ريف حمص الشمالي المحاصر، لا يشم سوى رائحة البلاستيك السامة المنبعثة من مدافئ المازوت سابقا، ويحسب المرء نفسه بأنه يعيش في منطقة صناعية مختصة بأعادة تصنيع المواد البلاستكية القديمة.
ريف حمص - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية