"كردستان سوريا" خارطة تداعب مخيلة الانفصاليين الأكراد وتعمّق هواجس السوريين

أثارت الخريطة التي نشرها نوري بريمو عضو "المجلس الوطني الكردي" وحدد فيها منطقة نفوذ "كردستان سوريا"-أثارت- الكثير من التساؤلات لدى المتابعين.

كما عبر مراقبون عن التخوف من المصير المجهول في حال الانفصال لدى سكان الشمال السوري من غير الأكراد.

الخريطة التي نشرها القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني -سوريا مع مسودة بنود النظام الداخلي لـ"المرجعية السياسية الكردية"، التي ستمكن الأحزاب الكردية في المجلس الوطني الكردي من مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في إدارة مناطق سيطرته شمال سوريا، أظهرت طموحات هذه الأحزاب في إقامة إقليم كردي مستقل شمال سوريا.

واعتبر عزيز بيرو –أحد منظمي حملة "لا للفتنة" في تصريح لــ"زمان الوصل" أن نشر الخريطة "فتنة"، ويجب على الحزب الديمقراطي الكردستاني -سوريا محاسبة "المتاجر نوري بريمو" على نشر الفتنة من خلال خريطة التي نشرها، وأن ينشر توضيحا لتصرفاته الصبيانية"، في وقت اعتذر "بريمو" عن الإدلاء بأي تصر لــ "زمان الوصل".

وقال: أكتفي بإثارتي لهذا الملف العالق والشائك والذي تم توضيحه في الوثيقة التي أقرتها المرجعية السياسية الكردية".

من جهتها قالت ليندا إيلي لـ"زمان الوصل": "إن نشر الخريطة هو جس نبض، وتعبير عن رغبة بتقسيم المنطقة من قبل السياسة العالمية".

وأضافت:"أصبح استعمال العالم للأكراد الانفصاليين ورقة رابحة إنهم يبنون دولة إسرائيل الثانية باسم كردي بالمنطقة لتفتيت شعوب المنطقة وخلق حروب قومية وطائفية تستمر خلال قرون، والشعب المسكين سيدفع الثمن".

وطالبت إيلي "جميع أبناء سوريا الصادقين" أن يعملوا بحذر ويقفوا أمام هؤلاء الانتهازيين المتسلقين".

وفي حلب قال الصحفي محمد الشيخ علي لــ"زمان الوصل": إن بلدته "دير حافر" بريف حلب تقع ضمن المناطق التي يطمح الأكراد لضمها إلى إقليمهم، حسب هذه الخريطة التي نشرها عضو المجلس الكردي، والذي يعتبر أهم كتل الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية.

ويضع شكل الخريطة الجديدة أكثر من نصف ريف حلب الغربي والشمالي والشرقي ضمن "جمهورية روج آفا" التي يعمل على اقتطاعها من شمال سوريا.

وأضاف أن الأحزاب الكردية كانت تمهد لخطوات أولية باتجاه الانفصال منذ بداية الثورة السورية، مشيراً إلى أن الثوار ضبطوا بطاقات تحمل اسم "كردستان سوريا ولاية حلب"، لدى بعض أعضاء الأحزاب الكردية في مدينة منبج وجرابلس بعد طرد قوات النظام منها.

وأردف الشيخ علي إنه من الصعب تحقيق الخريطة الجديدة التي تظهر إقليم أو دويلة باسم "كردستان سوريا" التي تحتل المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا بشكل كامل، مشيرا إلى أن هذه المناطق تحتوي أكثر من 70 % من المدن والبلدات العربية في الشمال.

ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان الجدل حول "خريطة بريمو" من موقع "فيسبوك" إلى مواقع شبكة الإنترنيت عبر موقعه الذي نشر الخريطة نقلا عن "نوري بريمو"، لتنقلها عنه صحيفة "الحياة" مع إيراد أقوال لعبد الحميد درويش رئيس "الحزب الديموقراطي التقدمي الكردي" اعتبر أي "مطالب انفصالية خيانة للشعب الكردي".

وحسب عبد العزيز خليفة عضو اتحاد شباب الحسكة، نشرت هذه الخريطة في السابق خلال المعارك التي حصلت بين الجيش الحر وبين حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في مدينة رأس العين نهاية عام 2012 وبداية 2013، ضمت فيها كامل محافظة الحسكة لإقليم مفترض يحمل اسم "كردستان سوريا"، يمتد من الحدود العراقية شرقاً إلى البحر المتوسط غرباً، كما ظهر اسم "إسرائيل" بشكل واضح محل فلسطين، ما يوحي بموقف الكيان الوليد من احتلال اليهود لفلسطين والجولان السوري أيضاً كرسالة واضحة للغرب.

وأشار الخليفة إلى أن سكان الحسكة بشكل كامل بعربها وكردها وسريانها، ومع فرضية أن جميع سكانها من الأكراد، هذا لا يخولهم تحديد شكل الدولة، والحكم في سوريا، فهذا يحتاج لاستفتاء شعبي، لا إلى اجتماع حزبي في مدينة القامشلي، موضحاً أن المرجعية السياسية الكردية لأحزاب المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي تريد إعادة بناء الدولة وفق النظام الاتحادي الفيدرالي، واعتبرت الأكراد فيها قومية ذات وحدة جغرافية سياسية متكاملة، ما يعني إنشاء إقليم كردي مستقل في الشمال وتجاهل الواقع الذي يفيد بانفصال التجمعات الكردية في الشمال عن بعضها بمناطق من القوميات الأخرى.

وكان حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) أعلن قبل أكثر من عام، عن تأسيس إدارة ذاتية، لها أجهزتها الأمنية والعسكرية، ومحاكمها، ومؤسسات شبيهة بمؤسسات الدول، في 3 مقاطعات هي عفرين وعين العرب والجزيرة (شمال الحسكة).