قطع النظام الاتصالات الأرضية والخليوية عن كامل بلدات ريف حمص الشمالي، منذ عامين تقريبا، كعقوبة للسكان الثائرين عليه، ما أجبر شبان من الريف المحاصر، للبحث عن وسيلة اتصالات بديلة تؤمّن التواصل بين المغتربين والنازحين وذويهم في الداخل.
ويعد الشاب "منيب" طالب الهندسة، من أوائل الذين توصلوا إلى حلّ يعوّض غياب الاتصالات الخليوية والأرضية، ويفي بالحاجة.
وأوضح منيب في حديث لـ"زمان الوصل"، إن سبب قيامه بالبحث عن وسيلة اتصال بديلة، هو حاجة الناس للتواصل مع أبنائهم في الخارج.
ويضيف: "سمعت بتوفّر أجهزة النت الفضائي في تركيا، فطلبت من صديقي النازح هناك، تأمين جهاز، وإرساله بأقصى سرعة.
وقال: افتتحنا قبل عام من الآن أول مقهى إنترنت فضائي في "تلبيسة"، وقد اعترض على افتتاحه معظم الناس بحجة أن طيران النظام، يستهدف صحون النت الفضائي العائدة للناشطين الإعلاميين بالمنطقة، ولكن سرعان ما تناسى الناس موضوع المقهى، بعد أن شاهدوا الخدمات الكبيرة التي يقدمها لهم.
وأمام إقبال الناس عليه -يقول منيب- انتشرت مقاهي النت الفضائي في ريف حمص الشمالي المحاصر، وتطورت خدماتها، وأصبحت تقدم خدمات الاتصال لجميع أنحاء العالم، وبسعر رمزي جدا، حوالي 100 ليرة سورية (أقل من نصف دولار) باليوم الواحد. ووصل عددها حاليا إلى 100 جهاز نت.
*2000 دولارتكلفة الجهاز
وردا على سؤال "زمان الوصل "،عن تكلفة جهاز النت الفضائي ،وممّا يتألف؟. قال أحد مورّدي أجهزة النت الفضائي: نستورد هذه الأجهزة من تركيا بأسعار مرتفعة جدا، بالإضافة إلى صعوبة الطريق وخطورته، وفي معظم الأحيان تصل كلفة الجهاز مع ملحقاته (إبرة -صحن-نواشر) إلى (2000)دولار أمريكي، وهناك نوعان من الأجهزة حاليا هما: tooway-وastra (تو ّوي- استرا).
*مشروع غير ربحي
يقول أبو العبد- صاحب مقهى نت فضائي: "لا يصدّق البعض ٱن هدف المشروع غير ربحي.. وأضاف في حديث لـ"زمان الوصل": بعد أن حاصر النظام منطقتنا منذ أكثر من عامين، وتوقفت أعمالنا التجارية كليا، فتحت مقهى نت فضائي منذ 4 أشهر تقريبا، لخدمة أبناء بلدتي، وتأمين جزء من نفقات البيت المرتفعة، وتأمين عمل لأولادي العاطلين عن العمل منذ 4 سنوات.
وأشار إلى صعوبات كبيرة واجهته في البداية أهمها تأمين كافة مستلزمات جهاز النت، حيث بقي شهرا كاملا وهو يبحث عن صحن مساحته 190سم، وبحالة جيدة،كما واجهته مشكلة ضعف النت، ولم يعد يعرف مصدرها، هل هي من المورّد، أم من الشركة؟.
وحول أسعار خدمات "النت الفضائي"،قال أبو العبد: بداية افتتاح المقهى، كنا نبيع1 ميغا بليرتين ونصف، بعدها شحنّا الجهاز "شحنة بزنس"، وأصبحنا نبيع بطاقات بسعات متعددة، وكل بطاقة لها أسم مستخدم، وكلمة مرور خاصة بها، أما أسعار البطاقات فتتراوح ما بين (100) ليرة ليوم واحد (40ميغا)، إلى(1000)ميغا، ولمدة شهر كامل بسعر (2000)ليرة سورية فقط، وأحيانا نبيع (1000) ميغا بألف ليرة، عند اقتراب موعد تجديد شحن جهاز النت الفضائي.
*أتصل بأولادي يوميا
وقال محمد، أحد سكان ريف حمص الشمالي المحاصر،: إن معظم من تبقى من مدينتي، مشترك حاليا بالنت الفضائي من أجل التواصل مع أقاربه، والتسلية والاطلاع على أخبار البلد، لأن النت الفضائي يعد حاليا الوسيلة الإعلامية الوحيدة بالمناطق المحاصرة، في ظل انقطاع التيار الكهربايي لأكثر من( 22) ساعة يوميا.
أما أبو فادي، فقد أثنى على مقاهي النت الفضائي، وقال: "لولاها لما تمكنت من الاتصال بأولادي،وأحفادي بالسعودية ومصر، ويوميا أتصل معهم عبر"الماسنجر"، أو"الوتس آب". وقبل "النت الفضائي "،كنت أذهب إلى الأراضي الزراعية القريبة من القرى الموالية للنظام، لأتواصل معهم من شبكة الخليوي، بعد انقطاعها في الحولة".
وأضاف يقول: أما الآن فصديقي أبو العبد، افتتح صالة نت فضائي، أذهب إليه يوميا ،وأطمئن على أولادي وأحفادي.
*سلبياته
لكل وسيلة اتصال، سلبيات وإيجابيات، فالنت الفضائي، الذي حلّ مشكلة الاتصالات الأرضية والخليوية المقطوعة بالمناطق المحررة، وفكّ جزئيا الحصار الخانق الذي فرضه النظام، تكمن سلبياته بأن كافة مواقع الإنترنت مفتوحة أمامه، وخاصة المواقع الإباحية، مما يشكّل خطرا على الشباب والشابات صغار السن، لذلك عمد أصحاب مقاهي النت إلى كتابة عبارات دينية على مواقعهم، وتحذّرهم من استخدام "النت الفضائي" في أشياء مشبوهة.
ماهر رضوان - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية