أعد تلفزيون النظام مؤخرا تقريرا من داخل حي الوعر المحاصر مدته ساعة وإحدى وأربعون دقيقة.
وقال ناشطون إن دخول سيارة الوفد الإعلامي تزامن مع توقف القصف وعمليات القنص عن الحي الذي يتعرض لقصف شبه يومي منذ بداية حصاره قبل أكثر من عام.
وطرح الناشطون تساؤلا عن المغرى من توقيت تصوير هذا التقرير في وقت ماتزال مفاوضات الهدنة قائمة ولم تنتهِ بعد.
وأتى ذلك بعد سماح النظام، منذ نحو أسبوعين، بدخول المواد الغذائية للحي.
وأشار الناشطون إلى أن المدة التي استغرقتها عملية تصوير التقرير المذكور امتدت لأكثر من خمس ساعات.
ﻭصرح ﻣﺤﻤﺪ ﺣﻮﺭﻱ ﻋﺜﻤﺎﻥ، ﺃﺣﺪ ﻭﺟﻬﺎﺀ ﺍﻟﺤﻲ، والذي ﻳﺸﻐﻞ ﻣﻮﻗﻌﺎ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ، يوم الأحد الماضي بأﻥ "ﻣﻌﺪّﺓ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺩﺧﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻲ، ﻭﺻﻮﺭﺕ برنامجا ﻋﻦ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺤﻲ ﻭﺃﺟﺮﺕ ﻟﻘﺎﺀﺍﺕ ﻣﻊ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ".
ونقلت ﻮﻛﺎﻟﺔ "ﺳﻤﺎﺭﺕ"، عن عثمان إﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺸﺎﻭﺭ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺟﻬﺎﺀ ﻗﺮﺭﻭﺍ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻠﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﺑﺎﻟﺘﺼﻮﻳﺮ، ﻭﺫﻟﻚ ﻹﻳﺼﺎﻝ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ، ﻭﺗﻮﺍﺟﺪ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﻓﻴﻪ، مشيرا إلى أن ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﺮﺝ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻓﻜﺮ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﺃﻱ ﻋﻤﻞ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻓﻴﻪ".
* الصدق وراء الكاميرا
غير أن تلفزيون النظام يأبى أن يحيد عما درج عليه من تعمد لإخفاء الحقائق، وإنكار ما يجري على الأرض منذ انطلاق الثورة، حسب ما قال سكان في الحي المنكوب لـ"زمان الوصل".
وأكدوا أن التقرير، الذي بثه تلفزيون النظام مساء الثلاثاء الماضي وأعاد بثه مساء اليوم التالي، أثار حفيظة العديد من الأهالي، لاسيما النازحين، داخل حي الوعر، نظرا للعينات التي انتقاها التقرير بدقة بحيث تصب جميعها في مصلحة النظام.
يقول أبو نزار -من أبناء الحي- لـ"زمان الوصل" إن اللقاء الذي صوره تلفزيون الأسد مع زوجته لم يتم بثه، لأنها "تكلمت بصراحة، وطالبت بإطلاق سراح المعتقلين لبث روح من الارتياح والتفاؤل لدى المواطن السوري".
وعزا امتناع تلفزيون النظام عن بث مقابلة زوجته أيضا "لأنها تكلمت بصراحة عن الإهانة التي يتعرض لها أهالي الوعر لدى مرورهم عند حاجز المزرعة عند مصفاة حمص".
وهو حاجز يمارس أسوأ درجات الابتزاز والإهانات بحق المسموح لهم بالخروج والدخول من وإلى الحي كالموظفين والطلاب، مانعا إياهم من إدخال حتى "الملح" إلى الحي المحاصر.
وقد يكون ما كتبه "بشير"، وهو أحد القاطنين بالوعر، ملخصا لرأي معظم الأهالي، فقال في صفحته على "فيسبوك": "تفرجت ع البرنامج تبع سوريا تتحاور بالكامل .. أقسم بالله شي مسخرة .. لك اشتهيت الـــ.......... بس يحطوا صور الدمار يللي دمروه هني وبسلاحن.. ماحطوا شي .. حطوا الشغلات يلي هني بدهن إياها".
* مظاهرة في الوعر
من جهته أشار الناشط من داخل الوعر (عبد الرحمن الحمصي) إلى أن ما تضمنه التقرير التلفزيوني المذكور من تسطيح متعمد للواقع المأساوي الذي يرزح تحته حي بحمص أثار غضب القاطنين فيه وخرجوا عصر اليوم في مظاهرة نددوا فيها باللجان التفاوضية وبعض القيادات المسلحة التي سمحت لوفد تلفزيون النظام بدخول الحي.
كما رذد المشاركون بالمظاهرة عبارة (بالروح بالدم نفديك يا دوما) نصرة للمدينة التي تتبع لريف دمشق وتتعرض وسكانها لحملة إبادة شاملة من جانب قوات النظام.
* قصة صورة القاتل
وفي تصريح خاص بـ"زمان الوصل" وصف عضو المجلس الوطني، معتز شقلب ماجرى في الوعر بأنه "لعبة كبيرة" خطط لها أزلام النظام وعلى رأسهم تمام تركاوي ونواف عبد العزيز الملحم.
وأضاف شقلب بأن التقرير المذكور محزن جدا يعكس الحالة التي وصلت إليها الثورة في حمص، لافتا إلى أن الوضع الآن في حمص يسير باتجاه مصالحات اشتغل عليها أزلام النظام كثيرا بظل غياب كامل لمندوبي الائتلاف عما يجري.
وتساءل شقلب: كيف تتوقع من ثوار تركوا وحدهم دون دعم أن يتصرفوا؟والمحزن أكثر -والكلام لشقلب- أن يقول أحد الثوار "نحن لايهمنا الائتلاف ولا المعارضة الخارجية بشيء"، معتبرا أن ذلك يعكس حقيقة الوضع الذي وصلنا إليه.
ويجيب معتز شقلب عن المغرى من وجود صور بشار الأسد داخل القصر العدلي الذي من المفترض أنه يخضع لسيطرة الكتائب الثورية، وهو الأمر الذي ترك استهجانا لدى الكثيرين وطرح العديد من التساؤلات، فيقول: يحز في القلب كثيرا أن يسمح الثوار بوضع صور القاتل بمبنى السرايا الحكومي مما يعكس اعترافا بشرعية هذا القاتل المجرم.
ويضيف: رغم كل الظروف والتقصير من جانبنا كمعارضة خارجية، فقد كنت أتمنى ألا أرى صور هذا القاتل موجودة بمناطق تحت سيطرة الثوار، وقد سألتهم عن الموضوع، فقالوا نحن لم نعبث بأي شيئ موجود بالسرايا على اعتبار أننا استلمنا المبنى خلال عملية تفاوض وتعهدنا بالمحافظة عليه كما هو.
ولكن بكل صراحة -يتابع شقلب- فقد دققت كثيرا في الصور لأخرج بقناعة أنها مرتبة وتم تنظيفها جيدا مقارنة بالتراب الموجود بكل مكان.
وختم شقلب: طبعا أنا لا أشكك بنزاهة ثوارنا الأبطال الصامدين المرابطين وأنا على يقين بأنهم يتصرفون بما يرونه مناسبا للمدنيين في الوعر.
مأمون أبو محمد -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية