حيلة بصيغة "مقترح" للاستيلاء على عقارات "الغائبين" في حمص القديمة

حي الخالدية - عدسة شاب حمصي

لجأ نظام الأسد مؤخرا، عبر العديد من الوسائل المتاحة له كالموظفين وطلاب المدارس والجامعات إلى نشر ما أطلق عليه اسم "مقترح" من شأنه، حسب سكان محليين، أن يؤدي إلى الاستيلاء على العقارات التي هجّر نظام الأسد أصحابها رغما عنهم.

ويتمثل المقترح، الذي لم تنشره وسائل الإعلام الرسمية التابعة للنظام، واكتفت فقط بنشره عبر الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي المؤيدة لبشار الأسد وبخاصة صفحات "فيسبوك"، ويحض "المقترح" الأهالي الذين لا ينوون العودة حاليا إلى بيوتهم، لـ"تأجيرها" لمن يود مقابلا مبلغا ماليا مقبولا يبدأ بتلقيه فعليا بعد ستة أشهر من استلام المستأجر للبيت، ويتعهد الأخير بعملية الترميم، ولم يتضمن المقترح نصوصا قانونية تضمن حقوق أصحاب هذه العقارات، حسب سكان.

* مقترح مستهجن
وأثار المقترح المذكور استهجان الكثيرين من أبناء حمص، وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات على هذه الخطوة.

"زمان الوصل" رصدت بعضا من التعليقات التي حفلت بها صفحات "فيسبوك" التي نشرت المقترح.
"أبو فادي" قال: "ما حدا رح يستأجر لأنو كل واحد وضعو أضرب من التاني"، أما "الياس"، فشكك بالهدف والنوايا التي يراد تحقيقها من هذا المقترح:
"هي الفكرة بتشجع تستأجر رجل غريبة بالحارة لأنو معن مصاري أكتر ورح يدفعو أكتر من أهل الحارة".

ويستطرد الياس: "يعني كل هالدمار اللي صاير بيتصلح، بس الرجل الغريبة ما بتطلع بتجيب الرجل التانية وراها وما بستبعد يطبقوا علينا قانون الإيجار القديم اللي ما بيسمح لصاحب البيت يطالع المستأجر بنوب".

أما ميخائيل، فيروي قصته مع حواجز النظام وعملية التضييق المتعمدة التي يمارسونها مع أهالي حمص القديمة لـ"تطفيشهم" منها:
"والله العظيم ياجماعة اليوم بالتحديد نزلت انا وابي ع لحارة من بعد زمان كتير، انا اول مافتحت الحارة نزلنا جبنا اغراضنا المتبقية من البيت والمحل ومعد نزلت منوب، المهم فتنا ع لبيت المضعضع طبعا وما بينسكن تزكرت بلماضي كيف كان، ابي شاف فرشتين سفنج لازمين لشغلو واكيد بقصن شقف حطيناهن معنا بلسوزوكي ومشينا، وقفنا الحاجز يلي عند اليان طرابلسي، وصار بدو ورقة بالسفنجات وصار يبعق علينا واشتغل الممنوع تفوت وممنوع تطلع وصار بدو يحجز السيارة حتى ابي قلو لك خدن كبن يعني مالن اي قيمة وبعد عياط مع ابي انا رحت جبتلو علبتين متة من عند الغندور وطبعا مشي الحال، فكيف اذا بدنا نفوت ونقعد ونشتغل ونجيب بضاعة ونطلع بضاعة انا واحد من الناس كرهت الحارة ومعد أرجع عليها منوب".

أما (كريستين) فلم تخف مخاوفها مما هو قادم:"حلوة هالفكرة والكل مفكر فيا بس للاسف اذا واحد استاجر البيت وما طلع منو ... مين بيقدر يطالعوا منو وخاصة اذا كان هادا المستأجر مدعووووم.؟؟".
وتنتاب الشكوك نفسها "أبو غسان" من هذا المقترح الذي يتخوف كثيرون من أن يلجأ النظام لتحويله إلى قانون ملزم من شأنه أن يمهد الطريق للاستيلاء على عقارات الغائبين تحت ذريعة التأجير بداعي خلوها من السكان، على غرار قانون التصرف بأملاك الغائبين الذي أصدرها المحتل الإسرائيلي السيء، يقول أبو غسان:
"هي الفكرة عم تخطر ببالي من فترة وانا حابب حاليا نفذا..بس في مشكلة وحدة ..انا ما بقدر اجر بيتي بلا عقد اجار..الدنيا فيها موت وحياة والحق ما بينزعل منو..وحسب ما سمعت غير مسموح بتأجير البيوت حاليا بشكل رسمي".

ويتابع: "إذا المواطن إلو قيمة عنكم، جيبوا موافقة للعالم يلي بدا ترجع عبيتها وصارت نص غراضها ببستان الديوان وما سمحولن ينامو ببيتون وقبل ما تقترحو موضوع الايجار وتاخدوا رأي العالم نسيتو الناس اللي انخرب بيتها ومافي امكانيه تستاجر وتفرش من جديد وصارت الرجعه مجردحلم مستحيل".

* شروط تعجيزية
وحسب ناشطين في مدينة حمص، فإن الشروط التعجيزية التي فرضها نظام الأسد على الراغب بالعودة للسكن في بيته، أدت إلى عزوف الكثير من أهالي حمص عن الرجوع إلى أحيائهم ولم تتجاوز نسبة العائدين 1% فقط من مجموع سكان الأحياء القديمة الذي كان يتجاوز عددهم بداية العام 2012، قبل التهجير 170 ألف نسمة.

وتتألف منطقة حمص القديمة، التي تقع ضمن الأسوار، من 8 أحياء رئيسية وهي: (باب هود، ظهر المغارة، الصفصافة، جمال الدين، بني السباعي، باب تدمر، بستان الديوان، الحميدية جنوبي).
هذا عدا عن أحياء حمص الأخرى البالغ عددها 18 حيا أكثر من نصفها مدمرة كليا، حسب ناشطين ميدانيين، وغير صالحة للسكن كالخالدية ووادي السايح والحميدية شمالي والجزء الأكبر من جورة الشياح والقطاع الجنوبي من القصور وغيرها.

أما البياضة ووادي العرب وحيا دير بعلبة الشمالي والجنوبي والكسارة والفاخورة وجب الجندلي وكرم الزيتون، فهذه الأحياء مجتمعة والتي جعلها مرتزقة الأسد يبابا صفصفا وكتلا اسمنتية تعصف بها الرياح هجر سكانها الذين كان عددهم يتجاوز 800 ألف نسمة ولم يعد يسمح لهم بالعودة إليها مطلقا، ويتخوف الكثيرون منهم مما يخبئ النظام لهذه الأحياء من "مقترحات".

مأمون أبو محمد -زمان الوصل
(139)    هل أعجبتك المقالة (150)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي