من قلب مكة.. طبيب سعودي يبارك براميل بشار

بعد ساعات من تعليقات الإعلامية اللبنانية الناضحة بالكراهية والشماتة الرخيصة بمأساة الشعب السوري، جاءت الأخبار من قلب مكة، لتكشف عن طبيب سعودي يبث خطابا ينضح بعبارات قد يستحي بعض شبيحة بشار من قولها بهذا الشكل السافر، دون تورية أو كناية.

فقد صدم رواد مواقع التواصل بتعليقات لطبيب يدعى "بندر عبدالقادر قدير"، مدير إحدى المشافي العامة في مكة (عرفات تحديدا)، يحيي فيها جيش بشار الأسد مسميا إياهم "الأبطال"، وداعيا إياهم لقصف الشعب السوري بمزيد من البراميل، متابعا: "عاش الأسد وعاشت أمة أنجبته، نعم ليقلب سافلها عاليها".

وانصبت معظم تعليقات رواد مواقع التواصل على انتقاد "قدير" ومهاجمته، ومطالبة السلطات السعودية باتخاذ إجراءات عقابية رادعة بحقه، وأولها تجريده من منصبه، بل وحتى من شهادة الطب التي يحملها، لأن من "يحرض على القتل، لا يمكن أن يؤتمن على أرواح الناس"، حسب ما ورد في فحوى العديد من التعليقات.

وبعيد نشر "قدير" تعليقاته، ردّ مغردون سعوديون سريعا بإطلاق وسم "‫#‏بندر_قدير_من_مكة_يبارك_براميل_بشار‬"، الذي شهد تفاعلا كبيرا، عبر عن عمق استياء السعوديين لمثل هذه النماذج "المنحرفة"، كما قدم خلاله البعض ما يشبه كشف حساب لتغريدات سابقة كتبها "قدير" توضح بلا شك مستواه، وتثبت أن تغريداته الأخيرة بشأن بشار وبراميله ليست استثناء.

ومن تغريدات "قدير" واحدة يقول فيها إن "بشار الأسد الرئيس للشرعي" لسوريا، متابعا: "والي ما يعجبه يروح يبلط البحر أو حيستضاف تحت بساطير الجيش"، كما ينكر في تغريدة أخرى ارتكاب مليشيا "حزب الله" أي جرائم في سوريا.

بل إن تغريدات "قدير" تتجاوز ما عرف من خطوط حمر بالنسبة للحكم السعودي، ومنها وصفه الأسرة الحاكمة بأنها "تتخذ من الوهابية ستارا لشرعيتها، وفي الحقيقة هي كغيرها من الأسر الشمولية".

ومثل هذه التغريدات جعلت البعض يبدي استغرابه من موقف السلطات السعودية، وعدم قيامها بملاحقة صاحبها، رغم أنها لا تتأخر أبدا عن ملاحقة من يخالفون تعليماتها، لاسيما عندما يتعلق الأمر بجماعة الإخوان المسلمين أو تنظيم "الدولة".

وقد تتبعت "زمان الوصل" مسار التفاعل مع الوسم الخاص بتغريدات "قدير"، فوجدت أن شخصا يسمي نفسه "عبدالملك قدير" قال بأن "بندر قدير" هو عمه، موضحا: "هو لا يمثل آل قدير الشريف نهائيا، وكل من أعرفهم في الأسرة أجمعوا على انحراف أفكاره". 

وتابع عبدالملك مؤكدا: "لا يمثل إلا نفسه.. اللهم انتقم من بشار وكل من ناصره وعاونه وإن كان أقرب الأقربين، اللهم إني أشهدك وأشهد ملائكة عرشك وأشهد عبادك المؤمنين أني بريء منه ومن أفكاره".

وتتسق هذه التغريدات لـ"عبد الملك قدير" في التبرؤ من مناصرة بشار وغيره من الديكتاتوريات مع تغريدات كثيرة له، حيث يبدو موقفه بالغ التعاطف مع السوريين في محنتهم، كما تظهر آرائه الناقدة بشدة لانقلاب السيسي في مصر، وكذلك انقلاب الحوثيين في اليمن.