أعلن تنظيم "الدولة" عن نيته مصادرة الأراضي الزراعية التي هجرها أهلها في ناحية "تل براك" شمال الحسكة، في حال لم يراجعوا ديوان الزكاة ويتعهدوا بدفع الزكاة وتوكيل أحد الشخاص بإدارتها شؤونها وزراعتها.
وقال الناشط محمود الأحمد لـ"زمان الوصل" إن تنظيم "الدولة" أنذر أصحاب الأراضي الزراعية في محيط بلدة "تل براك" التي تركت دون زراعة، وهدد بالاستيلاء عليها في حال لم يراجعه صاحبها أو المسؤول عنها.
وأشار الأحمد إلى أن الأراضي الزراعية المتروكة في قريتي "كريزيل"، و"تل أحمد"، تعود ملكية معظمها للسكان الأكراد الذين تركوها بعد المعارك التي حصلت في المنطقة بين التنظيم وبين حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، وما أحدثته من حالة فرز خطرة في المنطقة.
وأكد أن (PYD) طرد العرب المناصرين للثورة من مناطق سيطرته خلال عام 2013، واستولى الحزب على أراضيهم الزراعية ومنازلهم، وفي المقابل نزح السكان الأكراد من المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، وحزب الاتحاد بعد سيطرة تنظيم "الدولة" على المناطق المحررة بريف الحسكة خلال شهري شباط-فبراير وآذار-مارس من عام 2014.
وأكد الأحمد أن التنظيم وجه هذا الإنذار بحجة أنه يحتاج لتعهد من أصحابها لدفع الزكاة، مقابل حماية أموالهم وأرواحهم بالنسبة للمسلمين، سواء كانوا من العرب أو من الأكراد، ودفع الجزية بالنسبة للمسيحيين، مع إمكانية توكيل شخص ما بإدارتها وتسجل ذلك لدى التنظيم بشكل رسمي في سجلات خاصة بذلك.
وحسب الأحمد، فإن التنظيم يحاول أن يظهر نفسه كدولة قائمة لها قوانينها، ويستطيع المسلم والمسيحي ومن جميع القوميات العيش فيها، بشرط الالتزام بهذه القوانين، وعدم الارتباط بنظام الأسد أو حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، لأن ذلك سيؤدي إلى مصادرة جميع الأملاك.
*تحصيل الزكاة
وأفادت مصادر في مناطق بريف الحسكة بأن مجموعات من عناصر "مكتب ديوان الزكاة" التابع للتنظيم القرى في مناطق (الشدادي ومركدة والهول وتل حميس)، وتجري عمليات إحصاء مستمرة لقطعان الأغنام بغرض جمع وتوزيع زكاة الأغنام على المستحقين، حسب ما أعلنه المكتب.
وقال التنظيم في تقرير مصور نشره على شبكة الإنترنيت إن "مكاتب ديوان الزكاة" المنتشرة في "ولاية البركة" (الاسم الذي يطلقه التنظيم على الحسكة)، وزعت المئات من رؤوس الأغنام، بعد إبلاغ المستحقين للزكاة من أهالي "الهول والشدادي"، لاستلام حقهم في أموال الأغنياء ودعوتهم إلى مراكز توزيع الزكاة، التي تم تحصيلها ممن استحقت عليهم من الأغنياء.
وفي السياق زار مكتب العلاقات العامة التابع للتنظيم ممثلون عن عشائر "الرفيع" و"الكليزات" و"البورحمة" من قبيلة "البقّارة"، جنوب الحسكة، ودارت حوارات بين الطرفين حول الزكاة وتوزيعها والعفو عن بعض المطلوبين بقضايا سمتها مصادر التنظيم "أمنية"، في إشارة إلى عناصر الجيش الحر من أفراد هذه العشائر.
*مجلة ميسرة الإلكترونية
وزع تنظيم "الدولة" أكثر من 1000 نسخة إلكترونية لمجلة إلكترونية تحمل اسم (مجلة الميسرة) الإلكترونية على سكان البلدات والقرى التي يسيطر عليها في ريف الحسكة الجنوبي.
وقال المكتب الإعلامي لولاية البركة (الحسكة) إن "إصدار هذه المجلة جاء بعد "المحاولات الحثيثة في تشويه منهج "الدولة الإسلامية"، فكان لزاما على الإعلام الصادق الرد عليها، وكان ذلك عبر إصدارات "الدولة" والمناصرين لها، ومقالاتهم على شبكات التواصل الاجتماعي وغيرها".
وأضاف "إن توزيع هذه النسخ من العددين 35 و36 من المجلة، جاء نتيجة لما حققته من نجاح كبير وقبول لدى السكان، حيث توزع دورياً على الناس وعناصر التنظيم في المحافظة.
وأطلق عليها اسم "ميسرة" نسبة لبلدة "مركدة" جنوب الحسكة، التي غير تنظيم "الدولة" اسمها إلى "ميسرة" بعد سيطرته عليها العام الماضي إثر معارك عنيفة مع الثوار.
وحسب الصور التي نشرها التنظيم، استهدف التوزيع على وجه الخصوص فئة الشباب والأطفال في تلك المناطق، وهم الفئة التي يحاول التنظيم تجنيدها للقتال في صفوفه من خلال إقناعهم بأفكاره.
محمد الحسين - الحسكة - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية