اتهمت بعض الوسائل الإعلامية جريدة "زمان الوصل" بالمبالغة والتحليل غير المستند إلى معلومات، كما ذهب آخرون للتشكيك بمصادرنا عندما نشرنا الأسبوع الماضي عن تقارب سياسي وشيك بين الرياض وأنقرة، وأن الخلافات بين الطرفين بدأت تضمحل في الآونة الأخيرة، واستندنا خلال نقلنا التقرير إلى مصادر خاصة أكدت لـ"زمان الوصل" نية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارة المملكة العربية السعودية، والتي حال دونها دخول خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في عارض صحي.
اليوم، بدأ يتكشف ما أشارت إليه "زمان الوصل" في سبق صحافي تناقلته عنها وسائل ووكالات، ففي قطع الرئيس التركي زيارته لأفريقيا ومشاركته بجنازة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، بعض الأدلة، لتكتمل خصوصية العلاقة بالتعامل الخاص الذي، ربما، لم يلقَه سواه يوم الجمعة الفائت، فقد تم إدخال أردوغان إلى المكان المخصص للأمراء أثناء الصلاة على الجنازة، لترد تركيا مساء الجمعة بإعلان يوم حداد على وفاة الملك الراحل.
ولعل تكتم الوسائل الإعلامية، أو معظمها، على زيارة الرئيس التركي، يبعث على مزيد من التحليل وأن ثمة ما هو مؤجل بسبب الحداد، قد تكشفه الأيام المقبلة.
ليس من عظيم شك أن الخلاف السعودي -التركي الذي نشأ بسبب الإخوان المسلمين وتنامى بعد الانقلاب في مصر، أثر على حلحلة قضايا المنطقة عموماً وعلى الملف السوري على وجه التحديد، بيد أن تسارع الأحداث في المنطقة وعلى رأسها الاحتلال الحوثي لصنعاء والانقلاب العسكري على الرئيس هادي عبد ربه منصور، ربما سرّع في ضرورة وأد الخلاف، أو تصفيره، كما النهج التركي، لطالما هناك ما هو أهم وينعكس على مصالح الدولتين القطبين في الشرق الأوسط. والملفت أن طهران وأنصارها تنبّهت لذلك التقارب، فبعد نعي الرئيس روحاني للملك عبد الله، زار وزير الخارجية الإيراني ظريف الرياض لتقديم العزاء، بالتوازي مع زيارة نبيه بري رئيس البرلمان اللبناني المحسوب على إيران. وترافقت المساعي لتطاول حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض لأردوغان والسعودية والمقرب من نظام الأسد و"وحلف المقاومة "، رغم الخلاف الشاسع في الايديولوجيا. ليبعث رئيسه كمال قلينشدار برسالة تعزية يعبر خلالها عن حزنه بوفاة الملك السعودي.
وهنا تقفز إلى الذاكرة زيارة الرئيس التركي أحمد سيزار لسوريا لتقديم التعازي بوفاة حافظ الأسد، بعد عامين فقط من تهديد الجيش التركي للأخير، وإبرام صفقة عبد الله أوجلان، فمن زيارة سيزار التي أعادت العلاقات بين دمشق وأنقرة إلى زيارة أردوغان للرياض، فهل يعيد التاريخ نفسه ويكون للأموات دور بإعادة تحسين علاقات الأحياء وإحياء مصالح الدول.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية