لماذا لم يقصف "القصر".. صواريخ علوش تثير الموت والجدل في دمشق

"إلزموا بيوتكم، فالموت في المنزل أكثر كرامةً"؛ عبارةٌ تصلح لتكون شعاراً لحملة صواريخ قائد تشكيل "جيش الإسلام" زهران علوش التي أُسقطت على رؤوس المدنيين انتقاماً من النظام!، بحسب شهادات من دمشق..
وبحسب تقارير بعض الناشطين الميدانيين في تنسيقيات العاصمة، فإن عددا من سكان دمشق لم يلتزموا بحظر التجوال الذي فرضه علوش لأن من اعتاد على ملاقاة قذائف الهاون القادمة من السماء وعلى الهروب من حواجز الموت على الأرض لن تخيفه الصواريخ "العلوشية".
يقول الناشط مجد الشامي إنه لو أريد من الصواريخ التي أطلقها زهران علوش الانتقام من النظام، لوجهت نحو جبل قاسيون حيث تتركز ثكنات النظام التي تقصف الغوطتين، أوربما نحو القصر الجمهوري عوضاً من إسقاطها على رؤوس المدنيين.
ويدلل الشامي على كلامه بأن ما يزيد عن عشر مدنيين هي حصيلة ضحايا صواريخ الانتقام، التي بدلاً من الانتقام من القاتل قرر مرسلها توجيهها نحو الضحية.
ويتابع الناشط: أغلب الذين مازالوا مقيمين في دمشق هم من الفقراء الذين تقطعت بهم سبل السفر إلى الخارج، إضافة إلى عدد كبير من النازحين اللذين قدموا من المحافظات الأخرى، وهؤلاء حسب وصف الناشط لا ينقصهم موت جديد يُزايَد عليهم بدعوى أنه ينتقم لموت إخوتهم من الغوطة، ولا يسقط الناشط من حساباته الخسائر المادية التي تكبدها المدنييون بسبب الصوارخ التي انتقمت من الممتلكات والسيارات.
*دمشق ليست بخير
على الجهة الأخرى، هناك من يهلل لسقوط اكثر من 20 صاروخا على حي الـ 86 في منطقة المزة الذي يقطنه مؤيدو النظام، ومن وجهة نظر هؤلاء فإن صوارخ علوش أفهمت النظام بأن أمن العاصمة لم يعد بيده، وبأن المعارضة قادرة على زعزعة الحالة الأمنية في دمشق بأية لحظة، ويستشهد هؤلاء بأنه بسبب حملة الصواريخ أطلقها النظام للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة صفارات الإنذار في العاصمة، معلناً أن "دمشق ليست بخير"، وإمعاناً في رأيهم يقول الواقفون على الضفة المؤيدة لصواريخ علوش، إنه على سكان العاصمة تحمل المآسي التي مرت على سواهم من سكان المحافظات الآخرى، فهم ليسوا أفضل مكانةً من سواهم حتى لايتكبدون الخسائر ثمناً للحرية.
ولكن بين ضفتي الرأي المختلفين ستبقى سماء الشام تُمطر المدنيين بالقذائف، بينما على الأرض تترصدهم بالحواجز.
لمى شماس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية