رأى رئيس "تجمع أنصار الثورة" عمر إدلبي أن لقاءات موسكو والقاهرة ستكون ذات مردود سلبي لأنها تساهم بارتجاليتها وطبيعة مواقف الجهات الراعية لها في تشتيت المعارضة.
وأكد في تصريح لـ"زمان الوصل" أن تلك المؤتمرات ستساهم في إعطاء "أدوار خطرة على قضيتنا لدول عملت ومازالت تعمل على قهر شعبنا وكسر إرادته بدعمها الصريح أو الخفي لنظام الأسد".
وتنطلق اليوم محادثات في موسكو بين معارضين سوريين، قبل أن ينضم وفد نظام الأسد في اليوم الأخير من اللقاء الذي يستمر من 26- 28 الجاري.
ولم يخفِ إدلبي خشيته من أن يكون عمل بعض الأطراف الدولية هو "الدفع بالمعارضة لإنتاج وثائق أو تقديم مبادرات تقفز على وثائق القاهرة التي أقرتها جميع تشكيلات المعارضة السورية في أواخر العام 2012".
وأوضح أن "هذا الأمر إن تم فهو محاولة لدفن مقررات بيان جنيف، ومنح الأسد ونظامه المجرم شرعية المشاركة في النظام السياسي المستقبلي لسوريا بعد أن دمر البلاد ودمر تماسك المجتمع السوري لأجيال.
ووصف إدلبي لقاء موسكو بأنه "عمل خبيث سيفضي فيما لو نجح عرابوه في إنجازه إلى إجهاض ثورتنا وتضييع تضحيات السوريين".
*تحقيق أهداف الثورة السورية
وأكد إدلبي استقلالية "تجمع أنصار الثورة" وابتعاده عن الارتهان للمال السياسي قائلاً "حافظ التجمع إلى حد الآن على استقلاليته، وتمكن ناشطوه من الحفاظ على توجهاتهم الوطنية بعيداً عن الارتهان للمال السياسي، وللتكتلات السياسية المعارضة التي نعتقد بأنها ساهمت إلى حد بعيد في إفساد النفوس والحراك الثوري وحرفته بعيداً عن أهداف الثورة".
وهذا ما جعل -مهمة إسقاط النظام غاية عند البعض -كما يقول إدلبي- في حين أنها لدى التجمع وسيلة للوصول إلى هدف أسمى هو بناء دولة الحرية والمواطنة والقانون".
وأوضح إدلبي أن "اعتماد التجمع في مشاريعه على تبرعات السوريين وبعض المنظمات المدنية غير السياسية ساهمت في تمكينه من الحفاظ على صوته الثوري الوطني السوري".
وعن المحددات التي ينطلق منها "تجمع أنصار الثورة" قال إدلبي إن "التجمع ينطلق من مبادئ يعتقد ناشطوه بأنها أوليات ثورتهم، فالشعب السوري واحد، يقوم على تعدد وتنوع تكفل المواطنة لجميع أفراده المساواة في المشاركة في بناء سوريا الوطن والتمتع بالحقوق المادية والمعنوية دون أي تمييز".
وأردف أن "التجمع يرى في الديمقراطية الأداة المثلى التي يستطيع السوريون من خلالها الوصول إلى غاياتهم وطموحاتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية".
وتابع رئيس التجمع: "نعمل من خلال نشاطاتنا الثورية المدنية على تحقيق أهداف الثورة السورية، متوسلين لذلك بكل أشكال المقاومة المدنية المشروعة لإسقاط النظام الديكتاتوري بكافة رموزه وأركانه وتفكيك الدولة الأمنية، واجتثاث الاستبداد من ذهنية وثقافة المجتمع بشكل عام، لا من الحياة السياسية فحسب".
* هوية التجمع
ويعرف "تجمع أنصار الثورة في سوريا" على أنه تكتل شبابي ثوري يضم مجموعة كبيرة من الثوار والناشطين والتنسيقيات الذين عملوا منذ بداية الثورة السورية في آذار 2011، وتولى التجمع الذي تم تأسيسه في حمص بدايةً قيادةَ وتنظيم المظاهرات والحراك الثوري وتوثيق انتهاكات النظام بحق الشعب السوري. وينظّم التجمع اليوم العديد من المشاريع الثورية والمبادرات والأنشطة الخدمية والإنسانية التي تخدم قطاعات واسعة من المدنيين والثوار على حد سواء، علاوة على دوره في شرح أهداف الثورة وتطلعاتها وتنظيم النشاطات والحملات خارج سوريا.
يقول الناطق الإعلامي باسم التجمع مالك الخولي إن التجمع بدأ من نواة "تنسيقية حمص" التي تكونت من تنسيقيات عدة أحياء ومدن في محافظة حمص.
ويضيف في حديث لـ"زمان الوصل": بعد انفصال تنسيقية حمص عن لجان التنسيق المحلية في أيار 2013 شكّلنا "تجمع أنصار الثورة" بمشاركة العديد من التنسيقيات والناشطين في مختلف أنحاء سوريا.
وألمح الخولي إلى أن "السبب الجوهري لتشكيل التجمع هو تفكك معظم التشكيلات الثورية المدنية، والحاجة الملحة لوجود تشكيل يجمع ناشطي الثورة الأوائل، فكل ناشط همه الأول هو الثورة وليست ألاعيب السياسة".
ويردف الناطق باسم التجمع إن نشاطات التجمع بدأت من الحراك الثوري كتنظيم المظاهرات وإيصال رسائلنا للعالم وتوثيق الانتهاكات وحملات التضامن والتنديد.
ويشير إلى نشاطات ومشاريع مدنية لتخفيف معاناة المدنيين في المناطق المحاصرة والمحررة، ومن هذه النشاطات -حسب الخولي-: "معهد أجيال التعليمي في ريف حلب- فرقة ربيع سوريا لفنون المسرح- وحدة الدفاع المدني بحي الوعر بحمص– تجهيز ملاجئ للمدنيين ونقاط طبية بحي الوعر- مدرسة ابتدائية بريف حمص- مخيم للنازحين بريف حمص- ومؤخراً معهد إعداد المعلمين في ريف حلب– وهو الأول من نوعه- ويهدف إلى توفير الفرصة للطلاب الذين حرموا من إكمال دراستهم الجامعية، وسد الفراغ في العملية التعليمية، الناتج عن الظروف التي تمر بها البلاد، بالإضافة لمشاريع خدمية عدة في مناطق مختلفة ونشاطات ترفيهية دورية للأطفال لزرع البسمات على وجوههم".
*تعزيز صمود الناشطين في الداخل
ومن أهم نشاطات تجمع أنصار الثورة -كما يؤكد الخولي- "توفير وسائل الاتصال للناشطين في الداخل واستمرارية تشغيلها، ودعم الناشطين بمخصصات مالية شهرية تساعدهم على تأمين أسباب معيشتهم بالحد الأدنى، مما يساعد على تعزيز صمود الناشطين في الداخل، وسد الثغرات التي تسببت في هجرة الكثير منهم خارج البلاد" والهدف الأول من ذلك –كما يبيّن الخولي- هو"تعزيز علاقات التعاون بين الناشطين أنفسهم، وتعزيز علاقاتهم بمجتمعاتهم المحلية، وتمتين الثقة المتبادلة بين الأهالي والناشطين، وإصلاح ما تضرر منها".
وألمح الخولي إلى الصعوبات التي تواجه عمل التجمع ومنها –كما قال– "ضعف الموارد المالية، والتضييق على عمل ناشطي التجمع وملاحقتهم واعتقال عدد منهم أيضاً، إضافة لاستهداف مكاتب التجمع.
ولفت إلى "استهداف قوات النظام مكتب التجمع في ريف اللاذقية ببرميل متفجر في تموز عام 2014، ما أدى لدماره بالكامل، كما تعرض ناشطو التجمع في مكتب حي سيف الدولة بحلب خلال شهر تشرين الأول 2014 –حسب الخولي- لعملية سلب تحت التهديد بالقتل من قبل ملثمين سرقوا كافة معدات المكتب وتكسير أثاثه، إضافة إلى استهداف مكاتب أخرى للتجمع من قبل قوات النظام في مناطق عدة.
وحول تنسيق التجمع مع التكتلات والتجمعات الثورية الأخرى قال الناطق الإعلامي باسم التجمع: "لا يمكن أن ننجح وحدنا، فالتعاون مع التجمعات الثورية الأخرى، على ندرتها، مهم لاستمرارنا جميعاً، ونعمل على توطيد هذا التعاون قدر الإمكان"، وإن كانت الساحة تخلو حالياً -كما يشير- من تشكيلات ثورية تعمل بجدية واستقلالية.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية