أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"زمان الوصل" تستطلع حقيقة "شعبة المعلومات" بعد جدل حول دورها في حلب

جمعة موسى والطبيب سالم أبو النصر - زمان الوصل

كثرت في الآونة الأخيرة التساؤلات عن "شعبة المعلومات" التي أحرقت عددا من المجلات والصحف التي توزع في الداخل السوري (المحرر) بحجة أنها تحتوي على مواضيع وصور مسيئة للرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى اتهامها من قبل ناشطين بخطف ناشطين.

*ماهية "شعبة المعلومات"
صادق قادة عدة فصائل عسكرية في محافظة حلب من بينهم قائد "الجبهة الشامية" عبد العزيز سلامة، على قرار تشكيل "شعبة المعلومات" بداية العام الحالي، على أن تكون الشعبة حسب مصدر مطلع، بمثابة فرع "الاستخبارات" الثورية، ومهمتها متابعة الأشخاص الذين يُشك بتبعيتهم للنظام أو لجهات "خارجية"، واعتقالهم للتحقيق معهم ومحاكمتهم.

*اعتقال "الثوار"
اختطف الطبيب "سالم أبو النصر" قبل حوالي عشرة أيام من داخل عيادته، واتهم ناشطون "جبهة النصرة" بالعملية التي لاقت استهجانا شديدا من قبل ناشطي حلب، خاصة أن "أبو النصر" من الأشخاص المشهود لهم بالعمل لخدمة الثورة منذ انطلاقها.

وانتقلت الاتهامات فيما بعد، إلى "شعبة المعلومات" بعد أن نشرت قناة "حلب اليوم" صورة لتعميم صادر عن "الشعبة" تبنت فيه "اعتقال "أبو النصر" على خلفية ورود تقرير من أحد مصادرها يفيد بأنه شوهد في لبنان برفقة أحد عناصر ميلشيا "حزب الله"، وأنه على علاقة مشبوهة بعدة نساء.

*إحراق جرائد واعتقال موزع 
وعرضت لاحقا ذات القناة "حلب اليوم" تسجيلا مصورا يظهر قيام مسلحين بحرق عدد من الصحف والمجلات (تمدن، صدى الشام، سوريتنا، عنب بلدي) التي قالوا إنها أساءت للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وإنهم يتبعون لشعبة المعلومات.

بعد ذلك، اعتقل الإعلامي "جمعة الموسى" الذي يعمل كموزع للجرائد المذكورة من قبل جهة مجهولة قبل أن يتم إطلاق سراحه بعد يومين ليتضح أنه كان موقوفا لدى "شعبة المعلومات" بسبب قيامه بتوزيع الجرائد المسيئة للنبي.

*استنساخ لأشكال القمع الأسدي
أظهر ناشطو مدينة حلب موقفا سلبيا تجاه "الشعبة"، حيث اعتبروها استنساخا لأفرع المخابرات التابعة لنظام الأسد، خاصة أنها قامت باختطاف أشخاص محسوبين على الثورة.

وفي ذات السياق، أصدر "ثوار حلب" مساء الجمعة، بيانا استنكر فيه انتهاكات الشعبة وطالب فيه "الجبهة الشامية" اتخاذ قرارات حاسمة وسريعة لمحاسبتها وتطبيق الشرع عليها، حسب ما جاء في البيان الذي حصلت "زمان الوصل" على نسخة منه.

*شعبة المعلومات ترد وتوضح 
وأوضح مصدر من الشعبة لـ"زمان الوصل" أن موزع الجرائد "المسيئة" الإعلامي "جمعة الموسى" هو من راجعهم بنفسه، ولم يتم اعتقاله أو خطفه من قبلهم، لافتاً إلى أن مراجعته للشعبة جاءت بعد أن قام أحد أصدقائه بنصحه باللجوء إليهم لحل قضيته وإعطائه "حكم براءة" من تهمة مشاركته في توزيع جرائد مسيئة للنبي.

وأشار المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، إلى أن الموسى بقي عندهم لمدة لم تتجاوز اليومين، تم خلالها معاملته بشكل جيد، ولم يتعرض له أحد بالضرب أو الإساءة، وقرر القاضي الشرعي في الشعبة إخلاء سبيله بعد أن تأكد بأنه لم يكن يعلم بمحتوى الجرائد وما فيها من إساءة للنبي.

واعتبر المصدر، أن الشعبة قدمت الحماية للموسى من الفصائل التي كانت تبحث عن كل من له صلة بالجرائد "المسيئة"، مشيراً إلى أنهم أرسلوا تعميماً لكافة الفصائل يؤكد براءته وعدم ضلوعه في الإساءة وجهله بمحتوى تلك الجرائد.

أما بخصوص الطبيب سالم أبو النصر المعتقل لديهم منذ أكثر من 15 يوما، قال المصدر إن الشعبة نشرت التوضيح عبر قناة "حلب اليوم" والتهم الموجه إليه، والتي تفيد بورود تقرير بحقه يشير إلى مشاهدته في لبنان أثناء الثورة مع أحد عناصر ميلشيا "حزب الله"، إضافة لكونه على علاقة مشبوهة مع عدة نساء من بينهم الممرضة التي كانت تعمل معه، والتي انتقلت سابقاً إلى مناطق سيطرة النظام في حلب.

ورفض المصدر، الإفصاح عن تفاصيل أكثر حول قضية الطبيب "أبو النصر" حرصاً على سلامة مجرى التحقيق حسب تعبيره، مؤكداً أن الطبيب بصحة جيدة ويتلقى معاملة جيدة من قبلهم، وسيتم إطلاق سراحه حال التأكد من براءته من التهم المنسوبة إليه.

وحول تبعية الشعبة ونظامها الداخلي وآلية عملها، أكد المصدر أن الشعبة ستقوم بنشر توضيح يجيب عن كل هذه التساؤلات بطريقة "أخرى" حسب تعبيره.

وقال المصدر إن سببين وراء الغموض حول الشعبة والتأخر في الإعلان عنها بشكل رسمي، الأول هو الحرص على سلامة كوادرها، والثاني وجود خلافات داخل "الجبهة الشامية" التي تعتبر أكبر الفصائل العسكرية في حلب، الأمر الذي دفعها لتأخير الإعلان عن الجهة العسكرية التي تتبع له.

واستغرب المصدر، الحملة التي يقودها ناشطو مدينة حلب ضد الشعبة واتهامها بالعمالة للنظام أو لتنظيم "الدولة"، بحجة غموضها وعدم الكشف عمن يقف وراءها، في الوقت الذي يوجد فيه عدة مؤسسات أمنية تقوم بأعمال قريبة إلى حد كبير لأعمال الشعبة، معتبراً أن من يقوم أو يشارك بالحملة ضدهم يظن أن الشعبة لا تتبع لأحد أو غير معترف بها من قبل الفصائل، إلا أنه أكد أن الشعبة تملك اعترافاً من الفصائل العسكرية أكثر من غيرها بكثير.

*رئيسها محام وقاضيها متشدد
وفي ذات السياق، قال مصدر آخر مُطلع لـ "زمان الوصل" إن "شعبة المعلومات" يرأسها المحامي "عصام الخطيب" الذي كان سابقاً محققاً لدى "حركة أحرار الشام" الإسلامية.

وأضاف أن مسؤول القضاء في الشعبة هو "أبو شعيب المصري" الذي "يحمل فكراً متشدداً".
وأثناء إعداد التقرير علمت "زمان الوصل" بأن شعبة المعلومات أطلقت سراح الطبيب سالم أبو النصر ظهر اليوم، بعد اعتقال دام أكثر من 15 يوما.

وأكد "أبو النصر" خلال تصريح خاص لـ"زمان الوصل" أنه تلقى خلال فترة اعتقاله معاملة جيدة.

أحمد بريمو - زمان الوصل
(138)    هل أعجبتك المقالة (109)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي