أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أخيرا،ملف هيئة الإذاعة والتلفزيون يحال إلى النائب العام ... رشيد شاهين

أخيرا تم تحويل ملف هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطيني إلى المدعي العام وبهذا يكون ما تمت إثارته في وسائل الإعلام من قبل بعض الكتاب قد حقق اختراقا مهما في إثارة قضايا قد تتصل بالفساد أو الإهمال وعدم الاهتمام ويمكن القول بأنه قد تحقق انجازا وليس كما اعتقد البعض بان كل ما يكتب إنما هو تجن أو اتهامات باطلة أو طحن في الهواء.

ففي خبر تناقلته وسائل الإعلام الفلسطينية بشكل خاص قال د. رياض المالكي الناطق باسم الحكومة أن ملف هيئة الإذاعة والتلفزيون سيحال إلى النيابة العامة للتحقيق, قائلا': إن اللجنة الوزارية الخاصة بملف هيئة الإذاعة والتلفزيون توصلت إلى استنتاج ' إن هناك ما يكفي من المخالفات في إدارة هذه المؤسسة'، ويستوجب إحالة هذا الملف إلى النيابة العامة للتحقيق في الإدارة العامة للمؤسسة، وذلك لاتخاذ إجراءات لتصويب الأخطاء في كل الهيئات الإدارية.

موضوع المخالفات الذي تحدث عنه الدكتور المالكي تمت الكتابة فيه أو عنه قبل حوالي ثلاثة أشهر من قبل بعض الزملاء والزميلات الإعلاميات وقد كتبت حول الموضوع مقالتين كانت الأولى بعد أن قامت الأستاذة محاسن الإمام رئيسة اتحاد الإعلاميات العربيات بتنبيهي إلى المقال الذي كتبته إحدى الزميلات تطرقت فيه إلى ما يجري في هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية "من فساد مالي وإداري وفني وأخلاقي" كما قالت، والتي تم تحريك قضية أمام المدعي العام ضدها بسببه، وقد قلت في حينه إن من يجب أن تتم محاكمتهم هم أولئك الذي أوصلوا هذه المؤسسة التي من المفترض أن تكون رائدة في مجال الإعلام الفلسطيني إلى هذا "الحال المايل" والبائس الذي وصلت إليه كما توجهت بمناشدة إلى السيد الرئيس محمود عباس- الذي كان تدخل قبل ذلك وأمر بتجميد قرارات الفصل التي صدرت بحق ما يزيد على الثمانين من موظفي الهيئة وأمر بتشكيل لجنة لتحقيق في موضوع الهيئة- بان يعتبر أن ما كتبته الزميلة لا يدخل ضمن التشهير بقدر ما هو محاولة أو صرخة استغاثة به من اجل إنقاذ الهيئة وان يأمر بإيقاف ملاحقتها قانونيا.

كما تعرضت في المقال الثاني- الذي كتبته بعد أن تلقيت سيلا من الرسائل عبر بريدي الالكتروني تحمل كما لا يستهان به من المعلومات التي لم أحاول استثمارها لأنني لم أكن واثقا من صدقيتها- إلى النفاق الإعلامي الذي مارسته بعض الوكالات والمواقع الالكترونية المحلية التي امتنعت عن نشر أي شيء يتعلق بموضوع "زميلتهم" الإعلامية، وقامت بعض الوكالات بحذف ما كتبته الزميلة من على صفحاتها بعد ما قالت انه ضغوطا مورست عليها، وقد حاولت أن أنبه بأن الإعلام رسالة وان من العار أن نقف هكذا دون قول كلمة حق لإسناد الزميلة، وذكرت بان بعض رؤساء الدول ومنهم نيكسون كانوا قد استقالوا بسبب تقرير أو قصة صحفية وان على الإعلامي أن يكون صاحب رسالة ومبدأ وان لا تأخذه في قول الحق والحقيقة لومة لائم إلا أن بعضا من الوكالات توقفت بعد ذلك عن نشر ما اكتب لأنها اعتبرت أنها كانت مقصودة بما كتبت، وكانت هي نفسها قد رفضت نشر المقال الأول بحجج وذرائع مختلفة غير مقنعة.

لا أعتقد بأنني أحمل ضغينة شخصية ضد أي من القائمين على هيئة الإذاعة والتلفزيون فلم أكن في يوم من الأيام موظفا فيها ولم أتقدم أبدا بطلب للعمل بها لا بل لم أكن أبدا موظفا لدى أي دائرة حكومية أو رسمية، وعلى هذا الأساس فلا يمكن أن اتهم بأنني أحاول الوصول إلى غرض ما أو إلى منصب ما أو وظيفة ما،وعلى هذا الأساس أرجو ألا يساء فهم ما اكتب، ولا بد من الإشارة هنا إلى كنت قد لاحظت بأنه وما أن علم بعض الإعلاميين بأن السيد نمر حماد سيتولى عملية التحقيق أو التغيير في الهيئة حتى بدأت أقلامهم بكتابة ما يمكن أن أسميه "مديحا" حتى لا أقول نفاقا للرجل وكانت محاولاتهم بتقديري مكشوفة للسيد حماد الذي لا يمكن أن تمر عليه هذه "الحركات" وهو يعلم ويعرف كيف يقوم بعمله.

الحقيقة إن ما كتبته في السابق لا يندرج سوى تحت ما يمكن أن اسميه حرية الرأي، وأنني كنت أدافع عما كتبته الزميلة لان من حقنا أن ننتقد كل المظاهر السلبية الموجودة في أي مؤسسة مهما كانت، وشخصيا لدي قناعة بأن هيئة الإذاعة والتلفزيون هي من أهم المؤسسات التي يجب أن ندافع عنها، وأن نطالب بان تكون من أفضل مؤسسات الوطن لان المعركة الإعلامية في ظل العولمة، وحتى ما قبل العولمة ومنذ غوبلز في الحكم النازي، أثبتت أنها لا تقل أهمية عن معارك الحرب وساحات القتال إن لم تكن أهم، واعتقد بأننا لدينا حالة من العجز الإعلامي الكامل في مواجهة إعلام معادي يفوق التصور بتطوره وتزويره للحقائق وتشويه التاريخ وفبركة القصص التي لا تمت للواقع بصلة، إعلام حاقد مسموم بكل المعايير، ولا بد لمن كان سببا في تخلف الإعلام الفلسطيني أن يحاكم وأن يتم التحقيق معه وان يتلقى العقوبة إذا كان يستحقها وان تتم مكافأة من يستحق المكافأة والتكريم.

عندما نكتب واعتقد بأن هذا ينسحب على الكثير من الكتاب فإنما نكتب لما نشعر به من إحساس بالمسؤولية والغيظ والقهر أحيانا، لأن هنالك من الكتاب الذين لا هم لهم سوى التزلف والنفاق ويحسبون كل كلمة وكم سيكون مردودها عليهم، ولأن هنالك من المسائل والمظاهر البائسة التي لا يجب أن تستمر ليس في هذه الهيئة فقط لا بل في كل الهيئات والمؤسسات لان في توقف الظواهر السلبية خطوة إلى الإمام ليس بالمؤسسة فقط بل بالوطن بشكل عام.

لست سعيدا لأن هناك من ستتم محاسبته أو معاقبته فكما أشرت لست على عداء مع أي منهم ولا أعرف أي منهم ولم أرتبط بأي منهم بعلاقة لا من قريب ولا من بعيد، وكنت أتمنى ألا يكون هنالك من الفساد أو التقصير ما تمت الإشارة إليه من قبل السيد المالكي، لكن هذا ما حصل وهذا ما هو موجود وهو مؤسف، ونتمنى على إعلاميينا وكتابنا ووكالاتنا أن لا تجزع من قول الحقيقة وان تبقى على رسالتها ومبادئها لأن من غير المعقول أن نقف قلبا وقالبا مع مراسل البي بي سي ألان جونسون ولا نقف مع زميل أو زميلة فلسطينية خاصة وأننا رأينا النفاق الإعلامي الغربي في قضية المصور الشهيد شناعة والتعامل مع مقتله بطريقة لا تمت للموضوعية والحياد بشيء ، أنا لست ضد التضامن مع جونستون أو سواه ولكن أنا مع أن نبدي نفس الحمية والنخوة في الدفاع عمن هم من أبناء جلدتنا.

هنيئا للإعلام والإعلامي الفلسطيني ولمن كتب ولو خبرا أو مقالا أو كلمة واحدة ينتقد فيها الوضع البائس في الهيئة والذي لا شك نأسف عليه وحتى لا نتهم بالمبالغة فإننا لا ندعي بان ما تمت كتابته من قبل كل الإعلاميين كان سببا في هذه النتيجة لكن لا شك بان ما تمت كتابته حرك ولو قليلا وساعد ولو بشكل ضئيل على الوصول إلى هذه النتيجة فإلى الأمام في قول الحق وإظهار الحقيقة.

بيت لحم
2-7-008
[email protected]

(99)    هل أعجبتك المقالة (110)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي