أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حزب "الجمهورية" يعتذر عن حضور لقاء القاهرة مع معارضين سوريين

اعتذر حزب "الجمهورية" عن تلبية الدعوة المصرية للحوار بين أطياف المعارضة السورية اليوم الأربعاء.
وتوقع الحزب في بيان أرسله إلى السلطات المصرية، وحصلت "زمان الوصل" عليه، -توقع- الفشل للمؤتمر التشاوري لأسباب دعى أطراف المعارضة وجميع المشاركين، إلى العمل على تجاوزها مستقبلاً من أجل عقد لقاء ناجح يليق بطموحات الثورة السورية في أقرب وقت ممكن.

وفي مايلي نص البيان المرسل من حزب "الجمهورية" إلى الجانب المصري:
"حزب الجمهورية
اللجنة التنفيذية
رقم : 102/خ
تاريخ : 21 كانون الثاني / يناير2015
سعادة السفير الدكتور محمد شاكر المحترم
رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية
تحية طيبة وبعد:
يطيب لي، باسمي شخصياً، وباسم قيادة حزب الجمهورية، أن أهديكم أطيب التحيات، ولباقي السادة أعضاء مجلس الشؤون الخارجية المصري، وإنني إذ أشير إلى الدعوة الكريمة التي تلقيتها منكم لحضور اللقاء التشاوري بين أطراف المعارضة السورية في القاهرة يوم 22 يناير الجاري، فإنني أشكر لكم هذه الدعوة التي تنم عن حرصكم الأكيد على سورية وشعبها.
سعادة السفير المحترم:
لقد أطلق شعبنا في شهر آذار من عام 2011 ثورته العظيمة، بعد عقود من الظلم والاستبداد القهر، مطالباً بحقوقه الطبيعية في الحرية والكرامة الإنسانية، وهي الحقوق التي كفلتها جميع العهود والمواثيق الدولية، وصانها القانون السوري، لكن الطغمة الحاكمة واجهت شعبنا الأعزل بجميع أنواع السلاح، بما فيها السلاح الكيماوي، وقد واجه شعبنا بشجاعة آلتها العسكرية الضخمة، طوال السنوات الأربع الماضية، من أجل استعادة وطنه، وعودة سورية إلى المجتمع الدولي كعضو فاعل ومشارك في إنتاج سلم القيم الإنسانية، كما كانت دائماً عبر التاريخ.
حولت هذه الطغمة الفاسدة وطننا الحبيب سورية إلى بلد محطّمٍ يسكنه الموت في جنباته كافة، مئات الألوف من الشهداء، ومثلهم من المعتقلين، ملايين المهجرين خارج وطنهم، تدمير ثلث المباني السكنية، مع انهيارٍ تامٍ في منظومة الخدمات العامة. إنها بحق مأساة العصر الحديث التي وضعت العالم المتمدّن كلَّه أمام اختبارِ مدى جدّيته بالتمسك بالقيم الأخلاقية القائمة على احترام حقوق الإنسان وحريّاته، ورفض القهر والظلم.
الآن وأنا أرسل لك هذا الكلام، يموت العشرات من أبناء شعبي يومياً بنيران البراميل المتفجرة وقذائف المدفعية التي تطلقها الطغمة الحاكمة على الأحياء السكنية، ويعاني الآلاف من التعذيب والمعاملة المهينة والحاطة للكرامة الإنسانية في المعتقلات. إن مأساتنا في سورية تكمن، أولاً وأخيراً، في وجود طغمة حاكمة خارجة على القانون الدولي، نشرت ثقافة الكراهية والعنف والقتل في بلادنا، وفتحت حدودها لجميع المصابين بداء التطرف والإرهاب، واستدعت ميليشيات طائفيّة عديدة من لبنان والعراق وإيران، في سبيل القضاء على الثورة وإعادة السوريين إلى بيت الطاعة والعبودية. لذلك، فإنّ تصوير ما يحدث في سورية على أنه خلافٌ بين معارضة ونظام حكم، أو على أنه حربٌ أهلية، أو معركة بين التطرف والاعتدال، هو قتلٌ آخر للشهداء الذين قضوا بسلاح الظلم والاستبداد.
إن مطالب الشعب السوري واضحة في بناء الدولة الوطنية التي تكفل حقوق جميع مواطنيها من دون تمييز لأي سبب كان، وقد أيدت هذه المطالب قرارات مجلس الجامعة العربية وقرارات مجلس الأمن، ولا سيما القرارات: 2042 والقرار 2043 لعام 2012، وكذلك القرار رقم 2118 لعام 2013 الذي تبنى بشكل كامل وثيقة جنيف الصادرة في 30 حزيران / يونيو 2012. لذلك، فإن الحل واضح ولا يحتاج إلى اختراع، وليس له من سبيل إلا عبر إلزام الطغمة الحاكمة بتنفيذ هذه القرارات من دون تأخير أو مماطلة، وإن احترامنا للشرعية الدولية يتطلب منّا جميعاً العمل على تنفيذها، وليس البحث عن مخرج للطغمة الحاكمة تستطيع من خلاله التملص من تنفيذ هذه القرارات. وبالتالي، كنّا نتمنى أن يعقد هذا اللقاء التشاوري في مبنى الجامعة العربية وتحت مظلتها، وأن يكون على جدول أعماله بندٌ واحد هو بحث السبل التقنية لتنفيذ قرارات الشرعية العربية والدولية.
يضاف إلى ذلك استهجاننا من قيام بعض أطراف المعارضة بحزم قرارها بالمشاركة في منتدى موسكو، على الرغم من أنه من المنطقي أن يكون لقاء القاهرة محطة ملائمة لبناء رؤية توافقية وضبط العلاقات الخارجية للمعارضة وتحديد أسس الحل المنشود ومرتكزات الدولة السورية المستقبلية، وهو ما يعني بالنسبة لنا أن بعض الأطراف ما تزال تتصرف بلا مسؤولية، تنطق بوحدة المعارضة فيما لا تترك أي فرصة لضرب جهد التنسيق والتعاون والتوافق. وبالتزامن مع ذلك، ما تزال عقلية المحاصصة والتنازع على التمثيل وعدد المقاعد المخصصة، وافتقاد أي آلية واضحة ومنطقية لاختيار المدعوين، وعدم وجود جدول أعمال واضح للقاء، هي الآليات المسيطرة والسائدة، وهي ذاتها التي منعت أي عمل سياسي جدي يليق بثورة شعبنا طوال السنوات الماضية. 
ولذلك، لا نخفيكم توقعنا لفشل هذا اللقاء التشاوري استناداً إلى الأسباب آنفة الذكر، على العكس من أمانينا، وندعو جميع القائمين على التحضير والإعداد، وجميع المشاركين، إلى العمل على تجاوز تلك الأسباب مستقبلاً من أجل عقد لقاء ناجح يليق بطموحات الثورة السورية في أقرب وقت ممكن، خصوصاً أن شعبنا قد صبر طويلاً، وقدم تضحيات عظيمة، في انتظار بناء حالة سياسية متماسكة، رزينة وعاقلة، تبعث على الطمأنينة والثقة بالمستقبل، وليس في حاجة إلى أي إحباطات جديدة. لذلك، يؤسفنا أن نُعلم سعادتكم اعتذارنا عن تلبية هذه الدعوة، متمنين لكم، وللمشاركين، التوفيق في أي مساعٍ تفيد في التخلص من كابوس الطغمة الحاكمة في بلدنا، وتسير بالسوريين في اتجاه بناء دولتهم الوطنية الديمقراطية الحديثة.
تقبلوا فائق الاحترام
المحامي محمد صبرا/ الرئيس التنفيذي لحزب الجمهورية 21 كانون الثاني /يناير 2015".

زمان الوصل
(89)    هل أعجبتك المقالة (86)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي