أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

التهاب القصبات الشعيرية خطر جديد يهدد الأطفال في مناطق سوريا المحررة

تفشى التهاب القصبات الشعيرية في الفترة الأخيرة بالمناطق الشمالية لسوريا، والتي تسيطر عليها المعارضة، مترافقة مع موجة البرد التي ضربت المنطقة، ما أسفر عن مقتل عدد من الأطفال، وإصابة عشرات منهم، في ظل انعدام الإمكانيات الطبية المناسبة.

وخلال جولة لمراسل الأناضول في بلدة الأتارب؛ رصد انتشار المرض، وهو يعتبره مرضا قديما وجديدا في نفس الوقت، ويتكرر بشكل سنوي، ويؤدي الى موت الطفل بشكل مفاجئ، إذا لم يتم معالجته بسرعة، حيث سجل حتى الآن مقتل 4 من الأطفال دون عمر الشهر، بحسب مصادر طبية.

وحسب المعلومات التي حصل عليها مراسل الأناضول؛ فإنه يصل مشفى الأتارب يوميا ما يعادل 150 حالة إصابة؛ والسبب يعود إلى البرد الشديد، وعدم توفر الرطوبة المطلوبة داخل الغرف المنزلية، حيث يعرف الفيروس اختصارا RSV، وانتشر المرض في ريف حلب الغربي والشمالي، وريف إدلب.

من جانب آخر، قال الدكتور عبد الرحمن عبيد، مدير مستشفى الأتارب، إنه "تم في قسم الحواضن؛ استقبال حالات كثيرة أصيب فيها الأطفال وهم في أعمار دون سنة، وستة أشهر وشهر، كما وصلت 4 حالات وفاة خارج المشفى، وأحيلت 4 حالات إلى تركيا لعدم توفر منافس وعناية مشددة".

وفي تصريحات للأناضول، أفاد بأنه "لا يوجد علاج محدد للمرض بسبب انتشاره السريع، وتعتمد الوقاية بالدرجة الأولى على تنبه الأهل، ورؤية الأعراض، ومنها الأذية التنفسية، والسعال، وقلة الرضاعة، وأحيانا ارتفاع درجات الحرارة".

وأضاف أنه "عندما تظهر هذه الحالات يجب نقل الأطفال بسرعة إلى أقرب نقطة طبية، لإعطائهم العلاج العرضي"، مشددا على ضرورة "الانتباه من البرد والتدفئة بالخشب والوسائل البدائية"، مبررا لجوء الناس لهذه الوسائل "نظرا للظروف الحالية".

من ناحيته قال الدكتور حسن الحلبي، وهو طبيب أطفال في مشفى الأتارب، إن "الطفلة رهف محمد، وصلت المستشفى، وكان تنفسها متوقفا، حيث أنعشت، وسيتم تحويلها إلى تركيا، لأن النقاط الطبية في المنطقة، لا تحوي عناية مشددة".

وأضاف في تصريحات للأناضول إن "الطفلة وضعت على جهاز تخدير إجراء العمليات؛ لأنه لا يوجد جهاز للتنفس الاصطناعي في المستشفى، ووضعها سيء جداً، وتحتاج لدعم، إلا أن هذه الوسائل غير متوفرة"، على حد تعبيره.

وقد اقترب الصراع في سوريا من دخول عامه الخامس، حيث خلّف نحو 200 ألف قتيل، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة، وأكثر من 300 ألف قتيل، بحسب مصادر المعارضة السورية، فضلًا عن أكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها.

ومنذ منتصف مارس/آذار (2011)، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عاما من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين قوات النظام والمعارضة، ما تزال مستمرة حتى اليوم.

الأناضول
(94)    هل أعجبتك المقالة (100)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي