أصدرت "رابطة الإعلاميين" في الغوطة الشرقية اليوم الجمعة، ميثاق شرف إعلامي يحدد بموجبه الخطوط العريضة وضوابط العمل الإعلامي لمنتسبي هذه الرابطة، والتي تشبه إلى حد بعيد تلك التي أقرتها معظم التشريعات في دساتير المنظمات والهيئات الإعلامية المستقلة والرسمية وتضمنتها وكفلتها المواثيق الدولية.
تسعى الغوطة الشرقية دائما لتقديم نموذج فريد من نوعه على مستوى سوريا الثورة، من حيث الجهود الوحدوية على كافة الأصعدة.
فرغم اتساع مساحتها وتعدد أسماء بلداتها وقراها -نحو 55 بلدة- إلا أن موقعها الاستراتيجي فرض معطيات إضافية، فبعد لملمة القضاء والتشكيلات المقاتلة في الغوطة ضمن هيئات موحدة "القضاء الموحد" و"القيادة الموحدة"، كان لصوت الثورة نصيب من هذا الحراك، متمثلا في "رابطة الإعلاميين في الغوطة الشرقية"، والذي رأى النور في منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي متضمنا هرمية إدارية وتسلسلية في بنيته بكادر يضم نحو 200 إعلامي منتسب في مختلف المجالات.
ويقدم القيّمون على هذا الكيان أنفسهم المظلة الجامعة والناظمة لمهنة الإعلام في الريف الشرقي للعاصمة دمشق، عبر سعيهم لضم العدد الأكبر من ممارسي هذه المهنة، وإقامة الدورات الإعلامية في مختلف المجالات، وكان ذلك باعتراف عسكري وقضائي بهذا الكيان الوليد.
كما يؤكد البيان التأسيسي للرابطة على استقلالية هيئتهم وسعيها لرعاية حقوق الإعلاميين، بهدف تشكيل جسم قادر على توجيه الرسالة الإعلامية لمتلقيها بالشكل الصحيح، والتصدي للحرب النفسية والدعائية التي يمارسها الطرف الآخر.
وتضمن ميثاق الشرف الإعلامي، مجموعة من معايير العمل الإعلامي والتي توفق بين مبادئ الثورة واحترام العمل الإعلامي، من ضمنها حرية الرأي والتعبير واحترام حقوق الملكية الفكرية وحق الرد والتصحيح وسرية مصدر المعلومة، إضافة إلى احترام مشاعر ذوي الشهداء والمنكوبين، والتقيد بتعاليم الدين الإسلامي والقيم المجتمعية.
يعاني الإعلام الثوري بشكل عام من مشاكل كثيرة، فرغم مرور 4 سنوات على الثورة، إلا أنها لاتزال تعاني من عراقيل كثيرة، منها عدم وجود جسم أو هيكلية تنظم هذا العمل، إضافة إلى حداثة كثير من مزاولي الإعلام بهذه المهنة وجهلهم بقواعدها.
ولا يزال العمل العشوائي هو السمة البارزة، ورغم المحاولات الكثيرة لجمع هذا الشتات، إلا أنه لم يرق إلى توحيد مناطق جغرافية في مظلته، بل كان على مستوى المؤسسات والولاء لإسم هذه المؤسسة أو تلك التي تسعى إلى السبق الإعلامي وحصرية الخبر، مع غياب استراتيجية منهجية لمواجهة الإعلام المضاد.
أبو عبدالله الحوراني - دمشق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية