أورد العديد من الناشطين السوريين عبر صفحاتهم على وسائل التواصل الاحتماعي والكثير من الصفحات المعارضة للنظام، أن مخابرات الأسد المتواجدة بكثافة في المنافذة الحدودية والمطارات قامت بحملة عنيفة لاعتقال العائدين حديثا إلى سوريا، بعد أن خرجوا منها مكرهين بداية العام 2012.
وشهد العام الماضي عودة لبعض اللاجئين خاصة من لبنان، إلى ما يصفه النظام "حضن الوطن"، على خلفية أحداث مدينة "عرسال".
وبينما تضاربت الأنباء حول مصير اللاجئين العائدين حينها، أشار "عبد الرحمن"، أحد ناشطي حمص الميدانيين، إلى اعتقال مئات من الشباب، وحتى الشيوخ من العائدين حديثا الى حمص.
ولفت " عبد الرحمن " إلى أن أغلب من تم اعتقالهم في المعابر الحدودية التابعة للنظام كانوا قبل مجيئهم إلى سوريا وبمساعدة أقاربهم قد استفسروا من "الجهات المختصة"، فيما إذا كان الراغب بالعودة مطلوبا أم لا، وذلك بعد رشوة رجال النظام بمبلغ مالي قد يتجاوز 25 ألف ليرة سورية.
والغريب في الأمر، حسب عبد الرحمن، أن نتيجة الاستفسار من تلك الجهات غالبا ما تدعي أن الشخص الذي يسأل أقرباؤه عن وضعه ليس مطلوبا أمنيا، ولم يصدر بحقه أي حكم قضائي.
ولكن عندما يصل هذا الشخص إلى المعابر التابعة للنظام يتم اعتقاله فورا، كما يقول عبد الرحمن.
*من أربيل إلى حمص
وضمن السياق نفسه تقول ريما التي فجعت منذ أيام قليلة بوالدها لـ"زمان الوصل": "كان والدي رجل أعمال متوسط الحال، اصطحبنا معه منذ منتصف العام 2012 إلى مدينة أربيل العراقية وهناك افتتح محلا تجاريا ليكون مورد رزق له ولعائلته بعدما نهب الشبيحة محله الذي كان مليئا بالألبسة الرجالية، في سوق الناعورة بحمص".
وتتابع ابنة العشرين عاما: "مكثنا في إقليم كردستان العراق حوالي العامين، وبعد خروج الثوار من حمص، وما أشيع عن مبادرات لإعادة الحياة إلى حمص وأسواقها قرر والدي الرجوع إلى بلده، وطلب منا المكوث في تركيا مؤقتا ريثما يتدبر أموره في حمص".
ولكن والد ريما لم يصل حمص أبدا، إذ أوقفه عناصر أمن النظام على الحدود بعد عودته من أربيل عبر مطار بيروت.
وتكشف ريما أن أول العام الجاري حمل معه الخبر الفاجعة، عندما اتصلت المخابرات الجوية بأحد أقربائهم بحمص للحضور لاستلام جثة والدها الذي استشهد تحت التعذيب بعد ثلاثة أشهر من اعتقاله.
ونقلت ريما أوصافا عن أقربائها في حمص، حيث أصبح جسده، لشدة العنف والترهيب والتجويع الذي مورس ضده، هيكلا عظميا شاحبا وعليه آثار التعذيب.
واختتمت ريما قائلة "إن والدي لاعلاقة له بالحراك الثوري لا من قريب ولا من بعيد، ويبدو أن ذنبه الوحيد أنه ينتمي إلى مدينة تعارض بغالبيتها نظام الأسد".
مأمون أبو محمد -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية