أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من الذي أطلق النار على مؤسسة إبداع ... رشيد شاهين


ليلة البارحة بعد منتصف الليل "فجر الأحد" قام شخص معلوم بإطلاق النار على مؤسسة إبداع التي يصفها الكثير من الناس بانها مؤسسة مبدعة لما لها من نشاطات وانجازات في مخيم الدهيشة، إطلاق النار لم يكن عشوائيا أو غير مقصود أو من مسافة بعيدة بل من مسافة قريبة جدا حيث قام الشخص المعلوم بإطلاق النار على باب المؤسسة وعلى "الزرفيل" بقصد فتح وكان خلال ذلك يهدد ويتوعد بقتل المدير التنفيذي للمؤسسة وعلى مسمع من كل الناس الذين تواجدوا في المكان الذي كان فيه الكثير من الأجانب حيث يسكن هؤلاء في النزل التابع للمؤسسة.

الخبر حتى اللحظة يبدو عاديا ولا غرابة فيه حيث أن الحال في البلد لا يسر الصديق وهو بالضرورة يسر العدو، لكن ما هو غير عادي أن أجهزة الأمن المختلفة وصلت إلى مكان الحادث وكان الرجل قد لجأ إلى أحد البيوت في المخيم، وعندما حاولت مختلف الأجهزة أن "تعتقل" الجاني رفض صاحب المنزل تسليمه لهم ولم ينجح أي من الأجهزة في اعتقاله بسبب رفض صاحب البيت لذلك، وقيل انه سلمه في نهاية المطاف لرجال المخابرات الذين حضروا إلى البيت وهنا يتساءل البعض لماذا وافق الرجل على ذلك ولماذا لم يقم جهاز المخابرات بتسليمه للشرطة بعد ذلك مباشرة خاصة وان القضية جنائية، وقيل أنه لا يزال لدى جهاز المخابرات حتى كتابة هذا المقال أي مساء الاثنين برغم أن الشخص الذي تم تهديده بالقتل تقدم بشكوى للشرطة مساء الأحد.

هذا الاعتداء يعتبر نموذجا للاعتداءات العديدة التي تحدث بين فترة وأخرى على المؤسسات في البلد وهي في العادة إما أن تسجل ضد مجهول أو أن يتم حل الموضع عشائريا ويفلت الجناة من خلال تبويس اللحى وتدخل كبار القوم ونحن هنا لسنا ضد أن يتدخل الكبار في المواضيع التي تحدث هكذا بالصدفة وبدون سابق إصرار وتصميم كان يكون الحادث قضاء وقدرا مثل حوادث السير وما شابهها أو تلك التي ليست مقصودة أما أن يتدخل هؤلاء الكبار الذين نحترمهم ونقدرهم من اجل حماية من يخالف القانون بشكل صارخ وان يقوم بإطلاق النار بهذا الشكل فنعتقد بان هذا يعني ترسيخا لحالة الفلتان الأمني والتسيب وغياب القانون الذي نطالب بان يسود.

قبل فترة ليست بعيدة قامت قوات من احد الأجهزة الأمنية بالاعتداء بشكل غير طبيعي على احد المواطنين من مخيم الدهيشة وتفاعلت القضية بشكل كبير وكادت أن تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه خلال انعقاد مؤتمر بيت لحم الاقتصادي وتم تشكيل لجنة للمتابعة والتي لم تصل لغاية اللحظة إلى أية نتيجة بحسب ما اخبرني احد أعضاء اللجنة.

وفي الدهيشة أيضا وقبل فترة قام مجهولون بالاعتداء على تلفزيون الرعاة وحطموا محتوياته وتدخل من تدخل من الجهات الرسمية والإعلامية والتشريعية ولم يتمكن احد من معرفة الجناة ولا تزال القضية هكذا بدون نتيجة.

هذه الاعتداءات التي تتم على المؤسسات في هذا المخيم وفي سواه من المخيمات والمدن الفلسطينية آخذة بالازدياد وهنا يبرز السؤال وهو لماذا يتم استهداف المؤسسات الوطنية في البلد ومن الذي يقف وراءها ولماذا لا يتم الكشف عن الفاعلين ولماذا يتم التغطية عليهم، إذا كان هنالك عجز امني فبالضرورة يجب أن يتم النظر في الموضوع وإقالة المقصرين أو محاسبتهم أو استبدالهم او اتخاذ خطوات عملية من اجل تفعيل دور القانون والقضاء.

في قضية إبداع لا نعتقد بأن الموضوع يحتمل التأويل أو المجاملة فالجاني موجود وبيد جهاز امني معلوم وقد قام بما قام به أمام أنظار الناس وعلى مسمع منهم، لكن هل سيتخذ القانون مجراه الطبيعي أم ترى سوف يتم تحويل القضية إلى موضوع أو قضية عشائرية ويتم "لفلفتها" وتنتهي هكذا ب "فنجان قهوة" ومزيدا من "تبويس اللحى" ويظل القانون بعيدا بدون تنفيذ وتفعيل لتزداد مظاهر الفوضى على اعتبار أن كل الأشياء يمكن أن تحل من خلال التدخل العائلي والعشائري, هذا السؤال موجه إلى السيد رئيس الوزراء الذي لم يتوقف في الفترة الأخيرة عن الحديث عن ضرورة سيادة القانون والأمن وضرورة انتهاء مظاهر الفلتان الأمني.

بيت لحم
30-6-2008
[email protected]


(107)    هل أعجبتك المقالة (103)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي