أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"النصرة" تعتبر طردها من بيت سحم "مؤامرة" تستهدف "المجاهدين"، والنظام يعتبره انتصارا

إلى أين تتجه النصرة - زمان الوصل

نقل مراسل "زمان الوصل" في دمشق عن انسحاب كافة عناصر "جبهة النصرة" من بلدة "بيت سحم" باتجاه مناطق أخرى في جنوب العاصمة، وذلك بعد نحو أسبوعين من المظاهرات التي خرجت في البلدة مطالبة بطرد مقاتلي التنظيم منها.

مظاهرات واعتصامات يرى فيها البعض الأضخم من نوعها على مستوى البلاد ضد تنظيم "النصرة"، وبالمقابل يرى فيها النظام انتصارا له، وذلك حسب ما صرحت به صحف ومواقع تابعة للنظام، والتي رأت فيه نصرا لما وصفته "الجيش الوطني" وللمصالحة المبرمة مع تلك البلدة، والتي تنص في أحد بنودها، على طرد "التكفيريين" و"الغرباء"والرافضين لهذه المصالحة من "بيت سحم" وسائر البلدات الموقعة على اتفاقيات المصالحة في جنوب العاصمة، وهي "بيت سحم" و"يلدا" و"ببيلا".

*تتابع الأحداث
نشرت "زمان الوصل" في وقت سابق تقريرا بعنوان "مقتل شاب وامرأة يفاقم الاحتقان ضد "النصرة" في بيت سحم.. ودعوات لطردها من البلدة، والذي تطرق للأسباب التي أدت إلى تصاعد الاحتقان ضد "النصرة" في "بيت سحم" لكن سنعيد التذكير به بشكل سريع نظرا لأهمية الموضوع وحساسيته:
بدأت هذه الأحداث بعد مقتل امرأة بالخطأ في منتصف شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، إثر محاولة عناصر من النصرة اعتقال شابين تلفظا بالكفر، وجرت اشتباكات بالسلاح الخفيف ما أوقع تلك المرأة ضحية رصاصة "طائشة".

وبعده بنحو شهر في 27-12-2014 هاجم عناصر من التنظيم بقيادة المدعو "أبو رامز" نقطة أمنية تابعة للحر في البلدة وتم سلب سلاح هذه النقطة والاعتداء على عناصرها.

وعند وصول الأمور إلى هذه الدرجة حضر أمير "جبهة النصرة" مقدما اعتذاره وجاهزيته لـ"النزول تحت الحق" وتحمله جميع تبعات الموضوع، حيث أمر باعتقال "أبو رامز" معتبرا الأمر مجرد تصرف فردي وأعاد السلاح المسلوب إلى أصحابه، كما أحيل الأمر إلى "الهيئة الشرعية"، وتم حل المشكلة بالتراضي وذلك ما أكدته "تنسيقية بيت سحم" في بيان صادر عنها. 

ورغم حل المشكلة بين أطراف الخلاف، إلا أن الأمر لم يقف عند هذا الحد، لتخرج في اليوم الثاني مظاهرة نسائية نحو 3 نساء جابت البلدة منادية بخروج النصرة من البلدة، إضافة إلى شتمهن كل من كان يحمل السلاح حتى لو من خارج التنظيم.

وهنا النقطة الفارقة والتي غيرت مسار الأحداث، بعد قيام أحد المنتسبين إلى النصرة والملقب "بورو" باعتراض طريقهن محاولا إسكاتهن، الأمر الذي أثار حمية بعض من شبان البلدة على هذه النسوة حيث جرى عراك بالأيدي وتطور إلى إطلاق الرصاص، ليسقط ضحية ذلك أحد هؤلاء الشبان "أبو بلال الهندي"، حيث كانت هذه الحادثة بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير".

وعلى الفور تدخلت "الهيئة الشرعية" وأمير "جبهة النصرة" ثانية لاحتواء الموقف ومحاسبة المذنب، إلا أن الأمر تجاوزهم بكثير ضمن قرار كان مبيتا لدى البعض وعلى رأسهم المدعو "الشيخ أبو عبدو الهندي" (من وجهاء بيت سحم)، والذي كان قد دعا إلى طرد التنظيم خارجا.

تلاها بيوم واحد دعوات لمظاهرات حاشدة، واعتصام يومي للمطالبة بخروج "جبهة النصرة" من البلدة، وقد تحقق ذلك فبعد نحو 10 أيام من هذه التحركات كان لهم ما أرادوا وخرج التنظيم من البلدة بشكل نهائي.

*النظام حقق ما يريد
أمر يرى فيه النظام ومؤيدوه وكذلك ناشطون معارضون من جنوب العاصمة، نصرا للنظام وتحققا لأحد وأهم شروط عقد المصالحة، والتي بدأت بمسمى "هدنة" مع النظام في أواخر شهر شباط/ فبراير من العام الماضي، لتنكشف أخيرا وتكشف أوراقا وتواقيع لمهندسيها، أنها عبارة عن "مصالحة" و"تطبيع" الهدف منها إعادة البلدات الثلاث "بيت سحم" و"يلدا" ببيلا" إلى "حضن النظام"، ولكن كانت الأولوية لبلدة بيت سحم، وذلك لأهميتها الجغرافية "(على طريق مطار دمشق الدولي).

*استغلال جوع المحاصرين
ومن أبرز شروط هذه المصالحة إخراج التنظيمات الجهادية و"الغرباء" والرافضين لها من هذه البلدات. 
وكانت البداية منتصف شهر آب/أغسطس من العام الماضي بطرد "تنظيم الدولة" خارج نطاق هذه البلدات، والتي كان لأبنائها دورا بارزا في هذه العملية، والآن "جبهة النصرة"، واللافت في هذا الموضوع حسب كلام مدير تنسيقية "بيت سحم" "أبو حسن الغوطاني" لـ"زمان الوصل"، هو استغلال حالة الجوع والحصار، حيث كان بعض تجار هذه البلدات الثلاث يقدمون وجبات طعام –بشكل حصري- إلى كل من يقاتل "تنظيم الدولة" في السابق، والآن تقدم نفس هذه الوجبات إلى المنتفضين في وجه "النصرة"، وكان لهذه الأغذية دور بارز في زيادة الحشد الشعبي في تلك المظاهرات في "بيت سحم"، حيث يتجمع "الجائعون" ومن ليس لديه طعام في بيته في هذه المظاهرات، بانتظار وجبة الطعام التي كانت مكافأة لمن يشارك في طرد التنظيم من البلدة. 

ولم يقتصر الأمر هنا حيث نهجت بلدة "يلدا" نفس المسار بقيامها بتوجيه طلب إلى لواء "ضحى الإسلام" -ذو الميول "السلفية"، إضافة إلى كونه من "الغرباء"- بمغادرة البلدة، وذلك حسب ما أكد قائد هذا اللواء "أبو نافع الدمشقي" لـ"زمان الوصل" معتبرا هذه الخطوة تندرج ضمن استراتيجية المصالحة وتنفيذا لشروط النظام.

وهذا مايرى فيه "الغوطاني" و"الدمشقي" مؤامرة تستهدف جميع الحركات والتنظيمات الرافضة للمصالحة خارج هذه المناطق.

*رد "النصرة"
بثت مواقع تابعة للتنظيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي أمس، تسجيلا سمته "كشف المستور عن مظاهرات بيت سحم"، حيث اعتبرت هذه المظاهرات ليست عفوية، سيما بعض المشاهد الواردة في التسجيل لنساء وأطفال في أحد شوارع البلدة وهم يهتفون "بالروح بالدم نفديك يا بشار"، إضافة إلى عرضها لقطات ومشاهد لرؤساء لجان المصالحة وهم "الشيخ صالح الخطيب" و"الشيخ أنس الطويل"، وهم يتبادلون المصافحة والابتسامات مع ضباط في النظام وتصريحات لهم عبر شاشات مؤيدة، تؤكد موافقتهم على كافة شروط النظام و صور "تذكارية" مع قادة ميليشيات طائفية في منطقة "السيدة زينب" المجاورة. 

كما استغرب إعلام النصرة أن الأمر كان قد انتهى عقب ذهاب أميرهم إلى بيت سحم ونزوله عند الحق وأن الموضوع قد حل في نفس اليوم، إلا أن هناك من يريد تأجيج الموقف -حسب وصفهم- لتنتهي الأمور بانسحاب "النصرة" خارجا وهو ما تحقق أمس.

ويربط مراقبون بين إغلاق معبر "ببيلا" الإنساني منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي وهذه المجريات، باعتباره تأكيدا لوجهة نظر "النصرة" حول "المؤامرة" التي تستهدف وجودهم، فمع كل شرط جديد يطرحه النظام على هذه البلدات يقوم بإغلاق المعبر الإنساني كوسيلة ضغط لتنفيذ طلباته والذي كان هذه المرة –حسب رأي كثيرين- ثمنه طرد "النصرة" خارجا.

أبو عبدالله الحوراني - دمشق - زمان الوصل
(117)    هل أعجبتك المقالة (100)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي