كلية التربية - جامعة عين شمس
الأسطورة الثانية
تنويه هذا الوضع يمس كافة الدول العربية لا مصر وحدها
ندق ناقوس الخطر عالياً لخلل واضطراب الشخصية المصرية ومعاناتها من جملة من التحوّلات المعقّدة والمتّجهة بها نحو فضاء السلب بدلاً من الإيجاب الذي كانت تعتز بفضائله، بل إن الأدهى والأمر من كلّ ذلك هي حالة الادّعاء والفهلوة والتباهي بممارسة الفوضى بدلاً من النظام .
فإذا ما تأملنا ما قام به المصري من , بناءه للأهرامات, والسد العالي والآثار, حفره للقناة , ولمجري العيون وتشييده للقلعة, وبناءه لمدن عربية كاملة والنهوض بكل مؤسساتها الخ الخ , لن نصدق أنه المصري بوضعه الحالي
فمثلاً :
أصبح الكثير من الموظفين - إلا من رحم ربي - يتباهى ويتلذذ بكيفية خروجه المبكر من العمل وتقديمه الأعذار الكاذبة التي تجعله لا يعمل أو يحصل على أجازة مرضية أو عارضه أو اعتيادية أو أو وهلم جرا .....
ونظره سريعة لمكان عمله وأدراج مكتبه تجد الفوضى هي السمة الغالبة وبجدارة .
أما رأسه إذا فتحتها سوف تجد : تذكرة الأتوبيس وعم علي البقال والأسطى فرج النجار وخلف السمسار , وسيجارة كليوباترا وأحيانا مارلبورو فرط ! وصور خليعة وشاي مظبوط .
وقراءة لنواتج النظام التعليمي المصري، وتلمّس مستواه ونتائجه على المستوى الاجتماعي، يوضح مدى اضطرب الشباب الذي يهرب من واقعه وبطريقته الخاصة وتصبح الفوضي هي أساس حياته فليس لديه من الأساس عمل أو خطة مستقبلية يخطط من أجلها ؛ فاليوم لديه مثل أمس تماماً مثل الغد لا فارق بينهما .
ويخجل كثير من المربيين والتربويين والواعظين من نفسه عندما يحاول أحد منهم أن يرشد الشباب إلى الطريقة المثلى لتنظيم الوقت أو الاستفادة منه قدر الإمكان فالحياة لدي الكثير منهم أصبحت مثل السجن الذي وصفه الشاعر أحمد فؤاد نجم بقوله :
السجن .... مفيش في السجن زمن
الوقت .... مالوش مالوش في السجن تمن
ولذا وجدنا الكثير من الشباب يلجأ الى الهروب بتعاطي المخدرات بكل أنواعها وأشكالها مهما كلفه الأمر وذلك ( لكي ينسى ! )
وإذا سألته سيقول لك أن سنه 30 سنة ( على الأقل ) ولم يتزوج بل ليس لديه من الأساس القدرة المادية على الزواج والعمل الذي يعمل فيه ( أن كان يعمل ) فهو لا يسمن ولا يغني من جوع .
وبالتالي تنعدم لديه القدرة على تنظيم وقته والتخطيط لمستقبله ؛ لأن التخطيط يستلزم آليات خاصة ليكتسب الحيوية اللازمة التي تدفع الفرد على المضي قدماً في تنفيذ خطته تلك .
ولكن ما الحل ؟!
[email protected]
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية