أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بعد أن قصفها النظام لمدة عامين وقطع المياه عنها.. بلد النخيل تدق ناقوس الخطر مع انخفاض إنتاجها لنصف طن

ذكر قادمون من مدينة تدمر الأثرية، والتي تعد أشهر منطقة في سوريا بزراعة النخيل، أن إنتاج تدمر هذا العام من التمور "البلح"، لا يتجاوز نصف طن، بينما كان في العام 2010، قرابة (4000) آلاف طن.

وأشار مصدر لـ"زمان الوصل" إلى أن الإنتاج المنخفض جدا من البلح، ذو نوعية سئية جدا، عازيا السبب إلى قصف النظام اليومي لبساتين تدمرخلال الفترة الواقعة ما بين 2012 وبداية 2014، ما أدى إلى حرق ويباس مساحات شاسعة من أقدم واحة نخيل بالمنطقة العربية. 

*الواحة سبب لقيام تدمر
ويقول باحث أثري من مدينة تدمر ،رفض الكشف عن اسمه خوفا من ملاحقة الأجهزية الأمنية الأسدية، إن الأساس الجغرافي لقيام تدمر، هو عين ماء (نبع أفقا)، هذا النبع الذي خلق واحة خضراء وجميلة من أشجار النخيل والزيتون والرمان، ما جعلها مكانا استراتجيا بين العراق والشام، ومحطة للقوافل بين الخليج العربي والبحر المتوسط.

وأكد الباحث الأثري في حديثه لـ"زمان الوصل" أن هذه الواحة كانت سببا لقيام تجمع بشري بتدمر منذ العصر الحجري، لذلك كانت شجرة النخيل مقدّسة لدى التدمريين.

وأشار إلى أن كلمة تدمر، هي تحريف لـ (تاد-مور)أي بلد النخيل، حيث كان التدمريون، ومنذ القديم يكرمون ضيوفهم بتقديم التمر لهم. 

*250 ألف شجرة مهددة
وردا على سؤال"زمان الوصل"، عن نسبة الضرر التي لحقت بواحة تدمر جراء قصف النظام لها بمختلف أنواع الأسلحة، بحجة "محاربة العصابات المسلحة"، قال الباحث الأثري: تقدّر مساحة بساتين تدمر، أو واحة تدمر، والتي تعد معلما أساسيا من معالم المدينة الأثرية، بحوالي (3000) هكتار، وتحتوي على قرابة (250) ألف شجرة نخيل، القسم الأكبر منها مثمر، وكانت تروى هذه البساتين في الماضي من نبع أفقا الذي جفا قبل (25) سنة تقريبا، لأسباب مجهولة، وقبل قيام الثورة السورية،كانت تسقى هذه البساتين بمحركات الديزل بواسطة آبار آرتوازية، وكانت تعد متنفسا وبيئة جميلة يرتادها سكان تدمر وزوارها من السياح باستمرار.

اما عن نسبة الضرر، التي لحقت بواحة تدمر، فلا أحد يستطيع تقديرها الآن، فالبعض يقول نصف البساتين تضررت، والبعض الآخر يقول (70%).

وحسب المصدر فإنه، إضافة إلى قصف النظام الوحشي، فإن العطش والإهمال الذي تعرضت لها البساتين، فاقم المشكلة، إذ لم يسمح النظام لأصحاب المزارع بالذهاب إلى أرضهم على مدار العامين.

*تراثهم أصبح للتدفئة
من جانب آخر ذكر ناشطون من داخل تدمر لـ"زمان الوصل"، أن قسما كبيرا من أهالي تدمر، يستخدمون تراثهم هذه الأيام (النخيل) للتدفئة والطبخ حيث تعاني تدمر حاليا من نقص كبير في مادة المازوت الخاصة للتدفئة.

وأكد مهندس زراعي متخصص بإكثار النخيل، لـ"زمان الوصل"، أن الأضرار التي لحقت بواحة تدمر التاريخية، تحتاج لعشرات السنين لترميم ما لحق بها جراء قصف النظام لها.

وأشار إلى أن أهم السلالات التي كانت تضمها الواحة هي: (زاهدي -حسناوي -زغلول -أصفر وأحمر- خضري-مكتوم وشهابي).

زمان الوصل
(194)    هل أعجبتك المقالة (408)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي