أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

شبابيك الوعر تستقبل "هدى" والنظام يغلق أبواب الإغاثة

حــيّ الــوعــر أمس - عدسة شاب حمصي

أفاد ناشطون من حي الوعر المحاصر في حمص بأن آلاف العائلات التي نجت من نيران قوات النظام قد لا تكون بمنأى عن الموت، حيث باتت فريسة للثلج والبرد والجوع.

وأكد الناشط الميداني في الوعر أبو يزن الحمصي أن القاطنين، الذين يقدر عددهم بنحو 300 ألف نسمة، يعيشون أوضاعا إنسانية مأساوية للغاية خاصة مع قدوم العاصقة الثلجية "هدى"، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من معاناة السكان، وجلهم نازحون من أحياء حمص المدمرة.

وأشار " عبد الباسط " أحد القاطنين في الحي إلى أن وسائل التدفئة في الوعر معدومة تماما، لافتا بهذا الصدد إلى أن الوقود والمحروقات باتت شحيحة للغاية في ظل الحصار الخانق الذي يفرضه النظام على أهالي الحي للخضوع والامتثال لشروط الهدنة "المذلة" التي وضعها.

وقال عبد الباسط لـ"زمان الوصل" إن الأشحار القليلة التي كانت تزين حدائق الوعر لم يعد لها وجود منذ أشهر عديدة بعد اضطرار الأهالي لقطع خشبها واستخدامه كحطب للتدقئة والطبخ.

وفي هذا الصدد أشار "عبد الباسط " في معرض حديثه عن معاناة المواطنين السوريين الموجودين في الحي إلى أن ثمن اسطوانة الغاز في الوعر، إن وجدت، يفوق 30 ألف ليرة سورية.

أما التيار الكهربائي فإنه مقطوع في أغلب الأوقات، والمنطقة المحظوظة في الوعر تزورها الكهرباء لساعة واحدة يوميا.

من جهة أخرى أكد العديد من أهالي الوعر أن عاصفة الغبار والأتربة التي اجتاحت المنطقة منذ يوم أمس الثلاثاء أدت إلى اقتلاع الشوادر والسواتر القماشية التي وضعوها على عجل على نوافذ بيوتهم لتقيهم البرد والرياح، بعد تحطم زجاج النوافذ في الحي المحاصر منذ أكثر من عام.

فيما أشار آخرون إلى أن وسيلة التدفئة الوحيدة المتوفرة لدى الأهالي هي الأغطية والحرامات، الأمر الذي أدى إلى ظهور حالات مرضية وخاصة لدى الأطفال وكبار السن نتيجة انخفاض درجة حرارة الجسم والتجمد، ما أدى إلى ظهور ﺣﺰﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﺭﺽ المرضية ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺍا‌ﺧﺘﻼ‌ﻁ ﺍﻟﺬﻫﻨﻲ، ﻭﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ، ﻭﺍﻟﺨﻤﻮﻝ، ﻭﺍﻟﻔﺘﻮﺭ، ﻭﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻜﻠﻢ، ﻭﺍﺧﺘﻼ‌ﻝ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﺤﺮﻛﻲ، ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺨﻮﻑ، ﻭﺍﻟﺮﺟﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺠﺴﻢ ﻭﺍﻟﻮﻫﻦ، ﻭﺍﻟﻨﺒﺾ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ، ﻭﺍﻧﺨﻔﺎﺽ ﺿﻐﻂ ﺍﻟﺪﻡ، ﻭﺑﻂﺀ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻔﺲ. 

ويضيف "نديم" (أحد القاطنين في الحي) بأن حالات المعاناة من انتشار الأمراض المعوية والباطنية، تتفاقم مع النقص الشديد في الأدوية واللوازم الطبية نتيجة سياسة الحصار والتجويع التي يتبعها النظام مع أهالي الوعر، ويتابع "نديم" الذي ترك دراسته الجامعية ليتفرغ للعمل الإغاثي: "صحيح نحن لا نعيش في مخيمات اللجوء، ولكن لا يمكن لأحد أن يتخيل ضنك الحياة التي نعيشها في بيوت خلت من أساسيات تقيها من العوامل الجوية كالنوافذ والأبواب التي تهشمت نتيجة شدة الانفجارات والقذائف الأسدية والتي لم تتوقف حتى في ظروف جوية صعبة كهذه".

ويتزامن ذلك –حسب نديم- مع عجز أهالي الحي عن توفير وسائل التدفئة نتيجة حصار النظام له من جميع الجهات، بينما يستطيع سكان المخيمات -أينما وجدوا، وفي أسوأ الظروف- تأمين بعض متطلباتهم الضرورية.

مأمون أبو محمد -زمان الوصل
(122)    هل أعجبتك المقالة (107)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي