روى الناشط "محمد جوخدار" العضو في فريق "حلم سوري"، قصة مؤثرة من داخل حلب المحررة عن صديق له يمتلك محلاً لبيع الألبسة المستعملة ذهب إليه أثناء تأمين ألبسة للنازحين في المخيمات لمواجهة العاصفة، وعندما تكلم معه عن أوضاع اللاجئين الصعبة في ظروف العاصفة الثلجية وأراه صورة لطفلة من ضحايا البرد في اليوم ذاته غاب صاحب المحل دقائق، ثم عاد ومعه عدد من الشبان، وطلب منهم أن يعبئوا بضاعة المحل في أكياس، وعندما قال له جوخدار ماذا تفعل فاجأه صاحب المحل بالقول "تبرعت بالمحل كلو".
وهنا قال له الناشط:"شو عم تحكي هاد محل هات شوي واشتغل بالباقي" فرد عليه صاحب المحل: "خود عمي، الله بيعطي وبيعوّض" وهكذا تبرع بالمحل كلّه، وعلق جوخدار: "هؤلاء هم رجال حلب وثوارها".
ولدى تواصل "زمان الوصل" مع الناشط جوخدار اعتذر بداية عن التصريح لأن صاحب القصة طالبه بعدم ذكر قصته أو من هو، ولكنه وافق كي تكون هذه القصة أنموذجاً إنسانياً يحتذى به، وكان اللقاء فرصة للتعرف على تجربة ناجحة في العمل الإغاثي يقودها مجموعة من الناشطين في مدينة حلب تعمل بصمت دون ضجيج أو تلميع إعلامي أو حتى دون لوغو واسم للحملة، وهي ظاهرة غريبة من نوعها في زحمة الجمعيات والجهات الإغاثية.
وكشف جوخدار أن صاحبه الذي يمتلك محلاً للألبسة المستعملة في منطقة (بستان القصر) والذي كان رفيق سلاح معه في إحدى الجبهات أصرّ على أن يُفرغ محله من كل بضاعته.
وأضاف:"كنت أعرف عندما جئت إليه للمساهمة في الإغاثة أنه لن يردني، ولكن توقعت أن يعطيني كمية من البضاعة لا أن يفرغ المحل ليصبح على "العظم" وبدأت أترجاه أن لا يُفرغ المحل، ولكنه كان مصراً على قراره بعد أن رأى صورة لطفلة ماتت بسبب البرد في مخيم عرسال.
وأكد جوخدار أن البضاعة المتبرع بها تساوي أكثر من طن ونص ألبسة مستعملة.
وحول المبادرة الإغاثية التي يعمل ضمنها قال الناشط محمد جوخدار: "نحن مجموعة ناشطين من مدينة حلب أغلبنا من بينهم إعلاميون وطبيون وإغاثيون وكانت بداية المبادرة أول العاصفة ووجهنا بانتقادات كبيرة من الناس بأن المبادرة متأخرة وأنها جاءت بعد أن وقعت "الفاس بالراس" -كما يقولون- ولكن هذه الانتقادات- بحسب جوخدار- لم تقلل من عزيمة القيّمين عليها ولم تؤثر على معنوياتهم بأن يقدموا شيئاً لأهلنا في الداخل السوري وفي مخيمات النازحين على حد سواء".
ويضيف جوخدار: "بدأت الفكرة بتقسيم فريق العمل إلى قسمين، الأول يعمل في "عنتاب "ومهمته استلام المبالغ والأمور العينية من ألبسة وأغذية وغيرها، والقسم الثاني في حلب أيضاً لنفس الغرض.
وأوضح الناشط جوخدار أن "هذه الحملة الإغاثية كانت ناجحة أكتر من كل الجمعيات الإغاثية"، مضيفاً أن "الحملة خلت من أي اسم أو "لوغو" كنوع من التوحد ونبذ المسميات ضمن عمل تشاركي، وفيه نكهة توحد نظيرة لتوحد العسكر، والهدف الأسمى منها –كما يؤكد محدثنا- هو "تلبية متطلبات أهلنا بالمخيمات المتضررين من العاصفة".
ويضيف جوخدار: "عملنا بروح الفريق الواحد وعملنا بالطاقة القصوى وقضينا ثلاثة أيام في "عين العاصفة" وفي الشوارع نحاول تأمين ألبسة وأحذية من تجار أصدقائنا وداعمين من حلب، وخلال هذه الأيام الثلاثة استطعنا تأمين مبلغ كبير وعدد ممتاز من الألبسة والأحذية والأمور العينيّة، وعصر أمس (الجمعة) انتهت الحملة بنجاح والحمد لله.
والمرحلة الثانية- بحسب جوخدار– ستكون بشراء التجهيزات من مدينة حلب من مدافئ وحرامات من أجل تشجيع الصناعة في حلب المحررة وتحريك أسواقها الراكدة هذه الأيام.
فارس الرفاعي- زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية