أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الحسكة.. إطلاق حملة "لا للفتنة نعم للإخوة العربية الكردية-جرحنا ومصابنا واحد"

توزيع المساعدات في ريف الحسكة

تحت شعار "لا للفتنة ...نعم للإخوة العربية الكوردية جرحنا ومصابنا واحد" شكلت مجموعة من المثقفين والنشطاء فريقا تطوعيا مهمتة تقديم المساعدات للنازحين من محيط بلدتي "تل براك"، و"تل حميس"، ومنطقة "نهر الرد" شمال شرق الحسكة، من الذين ضاعفت الظروف المناخية القاسية معاناتهم وعمقت مأساتهم.

وقالت رويا معو -إحدى المشرفات على الحملة- لـ"زمان الوصل": إن للحملة هدفين الأول والمباشر هو العمل على مساعدة النازحين والمحتاجين في منطقة الجزيرة، وخاصة أن الكثير منهم يقيمون في بيوت غير صالحة للسكن بسبب عدم وجود أبواب أو نوافذ، فهي مازالت في طور الإنشاْء، ونتيجة لعدم وجود مأوى لهم بعد نزوحهم من المناطق التي تدور فيها المعارك بين الأطراف المتصارعة، لجؤوا إلى هذه البيوت في مدينة القامشلي.

وأضافت "بعد جولة لنا على هذه الأسر لاحظنا أن حالتهم مزرية، فهم يجمعون بقايا الخضار من سوق الهال كي يأكلوها بسبب قلة الأغذية، إلى جانب انتشار الأمراض الجلدية والتنفسية بينهم بشكل عام، وبين الأطفال على وجه الخصوص، وذلك بسبب اعتمادهم على الأكياس البلاستيكية والأحذية القديمة في التدفئة في ظل موجات البرد المتتالية خلال فصل الشتاء.

وأكدت رويا أن المنظمات القائمة على توزيع مساعدة اللاجئين والمحتاجين ومن ضمنها المنظمات الدولية، والمنظمات التابعة للنظام والتابعة للمعارضة تقوم بتوزيع المعونات على أساس العرق (القومية) والولاء السياسي، وهذا يعمل على زيادة الشرخ الذي أوجده النظام، والصراعات المسلحة، والحركات السياسية سابقا، وهنا يتحقق الهدف الثاني من الحملة وهو ازالة الاحتقان القومي ومد الجسور بين الأهل في الجزيرة السورية، بعد أن عملت بعض الجماعات على هدمها.

وأشارت إلى أن الحملة التي أطلقتها مجموعة من أبناء الجزيرة عربا وكردا في الداخل والخارج، مازالت في خطواتها الأولى ولن تتوقف حتى تحقيق هدفها النهائي في إحلال السلام في ربوع الجزيرة، وحفظ كرامة الإنسان مهما كان دينه أو عرقه أو انتماؤه السياسي.

ولفتت "رويا" إلى أن التجاوب الشعبي مع الحملة كان كبيرا جدا رغم حداثتها، لأنها تمثل صوت الأغلبية الصامتة التي استبعدت عن مراكز القرار والتي لا تظهر في الإعلام الأغلبية التي تسعى إلى العيش المشترك والتي تؤمن بالتعددية ثقافة السلاح والتشدد والعنف لا تنتمي لنا نحن أهل الجزيرة فهي ثقافة غريبة عنا.

وذكر عزيز بيرو (مشرف في الحملة)– خلال شرحه الأسباب التي دفعت إلى إطلاقها أن الطفل محمد العبد الله فقد قدميه في موجة البرد القاسية العام الماضي، حين كان يقيم مع والدته في خان للبقر لا يقي من البرد في حارة طي بمدينة القامشلي، فالمسكن دون أبواب أو شبابيك، فتجمد الدم ذات يوم في قدمي الرضيع فتحول إلى معاق. 

وحسب بيرو العائلة مع 70 أخرى لا تزال تسكن في بناء قيد الإنشاء بجانب المستشفى الوطني بالقامشلي، فيما تتوزع أكثر من 300 عائلة في أبنية أخرى ضمن المدينة.

ويرى القيّمون على الحملة أنها تعمل لتحقيق أهداف إنسانية مقدسة من خلال مساعدة من تركوا منازلهم مرغمين، معتبرين الهدف الأسمى للحملة هو التخفف من الاحتقان الذي تسبب به تجار الدم والسلاح في الجزيرة، وإعادة العلاقات الاجتماعية التي لا تزال قاعدتها الشعبية سليمة من خلال هذا الفريق المشترك من جميع المكونات.

محمد الحسين –الحسكة - زمان الوصل
(97)    هل أعجبتك المقالة (95)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي