أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"أليكسا" و"هدى" جنوب العاصمة.. مأساة واحدة مع فارق الزمان

الثلوج في جنوب دمشق - زمان الوصل

على عكس ما جرت عليه العادة، من اشتياق وحنين لمنظر الثلوج وهي تملأ الأفق وتغطي الطرقات والساحات، تحل "هدى" ضيفا ثقيلا غير مرحب به في جنوب العاصمة دمشق، (البعض أطلق عليها اسم "زينة").

فمع هطول الثلوج يجد فيها الناس مناسبة للعب والتقاط الصور التذكارية، ويتحلق أفراد العائلة حول مدفأة واحدة، بالوقت الذي يشاهدون الثلوج تنهمر أمامهم من نافذة المنزل.

في حين تغيب كل هذه "الرفاهيات" في جنوب دمشق، ويتخوف المحاصرون من موجة صقيع قد تقضي على "الأخضر واليابس". 

تتشابه المواقف وتختلف التسميات، وتعود الذاكرة بقاطني جنوب العاصمة إلى عام مضى، حيث مرت عاصفة "أليكسا" وغادرت؛ مخلفة كارثة إنسانية على المحاصرين، وقتها ضرب الصقيع الزرع والحرث؛ ليزيد ألم الحصار الذي كان قد بلغ ذروته مع إصدار فتوى تشرع للمحاصرين الجائعين تناول لحم القطط والكلاب والحمير.

ومع اشتداد برد "هدى" وتراكم ثلوجها؛ تغلق الأسواق أبوابها أمام زائريها، ولا يجد من يرغب بالتسوق إلا القليل من "الفجل" أو "البقدونس" و"الكزبرة" على بعض "البسطات" المتناثرة هنا وهناك.

معاناة الحصار والتي تتجلى أبرز معالمها في الجوع ونقص المواد الغذائية، تطوي بين ثناياها مأساة أخرى على المحاصرين الذين لايجدون ما يقيهم برد الشتاء، فلا وقود ولا كهرباء والأخشاب تكاد تكون حلما صعب المنال في منطقة تضيق فيها الأحراش والمساحات الزراعية إلى أبعد الحدود.




أبو عبدالله الحوراني - دمشق - زمان الوصل
(94)    هل أعجبتك المقالة (98)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي