"بناء الدولة".. الأزمة السورية أشبعت تشاورا، ولن نشارك في لقاء موسكو

أعلن "تيار بناء الدولة السورية" عدم مشاركته أو مشاركة أحد من أعضائه في لقاء موسكو، الذي يفترض أن يجمع ممثلين عن النظام، وأخرين محسوبين على المعارضة.

وفي بيان صدر اليوم، قال التيار الذي يتزعمه "لؤي حسين" إن الأزمة السورية قد أشبعت واكتفت تشاوراً سواء بين قوى المعارضة فيما بينها أو مع قوى الموالاة، وكان من الأجدى أن تقدم موسكو، انطلاقا مما تعلنه عن جديتها في العمل على إيجاد حل سياسي، مبادرة واضحة ذات عنوان صريح.

وفيما يلي نص البيان: 
يعلن تيار بناء الدولة السورية عدم مشاركته أو مشاركة أيٍ من أعضائه في اللقاء التشاوري الذي دعت له وزارة الخارجية الروسية والمزمع عقده في العاصمة الروسية أواخر الشهر الجاري، وذلك لعدة أسباب نرى أنها أفرغت اللقاء من جدواه، الذي كنا نأمل أن يدفع بإنجاز الحل السياسي القادر على إنهاء الأزمة السورية وتحقيق مطالب السوريين بأن يعيشوا على الأرض السورية في ظل دولة الديمقراطية والعدالة. فالتيار، يرى أن الأزمة السورية قد أشبعت واكتفت تشاوراً سواء بين قوى المعارضة فيما بينها أو مع قوى الموالاة، وكان من الأجدى أن تقدم موسكو، انطلاقا مما تعلنه عن جديتها في العمل على إيجاد حل سياسي، مبادرة واضحة ذات عنوان صريح، وجدول تفاوضي واضح، وبهذه الطريقة تعطي تحركاتها وزنا سياسيا محليا وإقليميا ودوليا، عبر انعكاسها بالتغيير السياسي الذي يؤمِّن حماية السوريين من العنف والقمع ويسحب من رافضي الحل السياسي حججهم عبر خلق السلطة الوطنية، التي يشعر السوريون بأنها تمثلهم . كما أنه من المفترض أن تكون الأطراف المدعوة إلى اجتماع القوى السياسية المناوئة للسلطة أو جلسات التفاوض معها على درجة واسعة من الاختلاف مع السلطة القائمة، فدعوة أطراف قريبة من السلطة وتحمل نفس توجهاتها يجعل منها جلسات للجدل غير المنتج وتسويفا للعملية التفاوضية، التي تشكل المنفذ الوحيد للحل السياسي، ما يفقد السوريين ثقتهم بأي عملية تفاوضية. بالإضافة إلى أن أسس عقد أي لقاء سواء كان تشاوراً بين القوى والتيارات السياسية المناهضة للسلطة، أو عملية تفاوض معها، يجب أن تتم الدعوة لها بأسماء القوى السياسية ككيانات و ليس كأفراد. لما في ذلك من تعزيز للحياة السياسية المتنوعة و المتعددة، وأيضا لضمان توافق شعبي أوسع حول المبادرة، فالمجموعات السياسية لها محازبوها ومناصروها اللذين يتبعون مواقفها بينما لا يمكن تحقيق ذلك من دعوة أفراد بصفتهم الشخصية. وغني عن القول إن أي عملية تفاوضية لا بد أن تسبقها مرحلة لبناء الثقة، على العديد من المستويات كإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والناشطين السلميين ووقف الملاحقات بحقهم، وفي مقدمتهم رئيس التيار لؤي حسين لما يعني ذلك من تأكيد على جدية السلطة في تجاوبها مع أي حل سياسي، فمن الصعوبة إقناع المجموعات السياسية والمسلحة بالجلوس للتفاوض مع سلطة مازالت تعتقل ناشطين سياسيين سلميين وترفض القيام بأدنى مقومات التغيير السياسي لبناء الديمقراطية. ولا يعني ما سبق عدم استمرار التواصل والتنسيق مع روسيا إلى جانب كل الدول والقوى الساعية إلى الحل السياسي، ففي قناعتنا ليست هذه هي المبادرة الروسية التي كان يحضر لها، والتي جرت العديد من المشاورات واللقاءات حولها على أعلى المستويات في الحكومة الروسية. كما يؤكد التيار حرصه على التواصل مع جميع القوى السياسية والعسكرية المعارضة بهدف بناء أرضية مشتركة، للوصول إلى وثيقة مبادئ توافقية تؤسسس لإنجاح أي عملية تفاوضية مستقبلية.

زمان الوصل
(91)    هل أعجبتك المقالة (86)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي