أنشأ مجموعة من الأستاتذة الجامعيين معهدا لإعداد المدرسين في مدينة تل رفعت، بريف حلب الشمالي، لتشكل نواة أول جامعة في مناطق سيطرة المعارضة في سوريا.
وتتكون هيئة التدريس بالمعهد من حملة الدكتوراه والماجستير، وتضم أخصائيين في اللغتين العربية والإنكليزية، ومعلمي الصف، والرياضيات، والمعلوماتية.
وأفاد مدير المعهد "عبد الكريم بهلول" لمراسل الأناضول، أن الهدف من المعهد هو تأهيل المدرسين والمعلمين لسد النقص في الكوادر التعليمية في مناطق سيطرة المعارضة، مشيرا إلى أن فكرة المعهد جاءت لاستيعاب الطلاب غير القادرين على إتمام دراستهم في الجامعات خارج البلاد، بسبب عدم قدرتهم على توفير المصاريف اللازمة لها.
وأوضح "بهلول" أن الطالب بعد نجاحه في المرحلة الثانوية يخضع لفحص قبول ثم يدخل في مفاضلة، ليتم قبوله في المعهد، مطالبا وزارة التربية في الحكومة المؤقتة مساعدة المعهد في الحصول على اعتراف بالشهادة التي يصدرها، وتأمين الدعم الكافي لتوسيعه ليشمل الاختصاصات الأخرى، وتجهيزه بالمعدات والمختبرات اللازمة.
وأكد مدرس اللغة الإنكليزية "بشر مريميني"، أن "المعهد يعتبر إنجازا كبيرا، وأن هناك تجاوبا من قبل الأهالي من خلال دفع أبنائهم للتسجيل في المعهد".
من جانبه أوضح مدرس الرياضيات الدكتور عصام عثمان، أن استيعاب الطلاب للمواد جيد رغم انقطاعهم الطويل عن الدراسة، لافتا إلى أن هناك طلابا مضى على انقطاعهم عن الدراسة أكثر من 3 سنوات.
وأشار الدكتور "محمد رامز كورج" أن المناهج المعتمدة في المعهد مشابهة للمناهج الحكومية، باستثناء بعض المواد كالفلسفة وغيرها من المواد التي اعتبرها "متناقضة مع تعاليم الدين الإسلامي".
وأكد الدكتور "عبد الرحمن حافظ" أن المعهد استوعب في عامه الأول أكثر من 300 طالب من الذكور والإناث، وفي العام المقبل سيستوعب عددا أكبر، مضيفا أنه "رغم ضعف الإمكانيات، إلا أن المعهد ماض وبقوة".
وتسببت الأزمة في سوريا بتوقف عدد كبير جدا من الطلاب عن الدراسة، فمنهم من اضطر للعمل بسبب تردي الوضع الاقتصادي، وقسم آخر لا يجرؤ على الذهاب إلى الجامعات الحكومية لأنهم على قوائم المطلوبين لدى النظام.
كما امتنعت الكثير من الفتيات عن إكمال دراستهن، بسبب سوء الوضع الأمني في الطرقات والخوف من اختطافهن من عصابات السرقة، أو قوات النظام، كما حدث منذ حوالي أسبوعين في إدلب، حينما احتجزت قوات النظام حوالي 40 فتاة، كن في طريقهن إلى جامعة حلب، واضطرت للإفراج عنهن، بعد أن قامت فصائل المعارضة المسلحة بقطع الماء، والكهرباء، وحصار مدينة إدلب.
الأناضول
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية