تصاعدت تداعيات الأزمة المصرية المغربية مؤخرا التي تعددت أسبابها وكان آخرها أنباء عن عودة السفير المغربي في القاهرة إلى بلاده، سبقه وصف الإعلام الرسمي المغربي للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ"قائد الانقلاب"، في وقت أكد فيه على شرعية الرئيس المعزول محمد مرسي.
ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصدر بالخارجية المغربية إن وزير الخارجية المصري سامح شكري يحل بالرباط في 18 كانون الثاني -يناير الجاري لتجاوز الأزمة بين البلدين.
وفي السياق نفسه قال سعد العلمي، سفير المغرب لدى القاهرة، إن زيارته الحالية للرباط "عادية" ولا علاقة لها بما نشر ببعض وسائل الإعلام المغربية عن استدعائه على خلفية تصريحات أدلى بها لصحيفة مصرية.
وأوضح العلمي في تصريح لموقع "الأيام 24" الإلكتروني، الشهير في المغرب، أن زيارته للمغرب عادية ولا علاقة لها بما نشر ببعض وسائل الإعلام، كونه استدعي لتوضيح موقفه مما صرح به لصحيفة محلية مصرية.
ونفى العلمي ما نسبته له الصحيفة حول وجود "شخص غير معروف" يقف وراء بث التلفزيون المغربي لتحقيق صحفي وصف فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ "المنقلب على الشرعية".
وقال إن ما صرح به للصحيفة تم التلاعب في مضمونه، مضيفا أن ما قاله بالحرف هو أنه يجب تجنب كل ما من شأنه الإساءة إلى البلدين وتوحيد الجهود من أجل وقف الحملات الإعلامية المتبادلة.
واعتبر العلمي أن مصر والمغرب في حاجة إلى بعضهما، مشيرا إلى أن الأمور تسير نحو التهدئة وأن الكل مطالب ببذل الجهد من أجل الوصول للهدف.
واعتبر مسؤول المغربي تحفظ على ذكر اسمه- أن الرباط غضبت من زيارة وفد مصري خلال الأسبوع الماضي للعاصمة الجزائرية من أجل حضور مؤتمر دولي داعم لجبهة البوليساريو.
ولم يستبعد الدبلوماسي المغربي أن يكون للتقارب المصري الجزائري علاقة بالأزمة الأخيرة، قائلا إن "هناك خصوما للبلدين يريدون لمصر أن تبقى معزولة، وبالنسبة للجزائر فبالطبع هي تريد للمغرب أن تنعزل دبلوماسيا، وتوتر العلاقات المغربية المصرية قد يريحها حتى وإن لم تسع إليه".
وتابع المصدر ذاته قائلا "لا أستطيع أن أؤكد أو أنفي إن كان للجزائر دخل في ذلك التوتر (بين القاهرة والرباط)، وهو الأمر الذي سيتضح مع الأيام... لكننا نعرف في الوقت نفسه أن هناك مساعي جزائرية لإقامة علاقة قوية مع مصر على حساب الرباط".
وأضاف أن سبب التغير الحاصل في موقف الإعلام العمومي المغربي "يرجع أيضا لهجوم الإعلام المصري المستمر تجاه الرباط والذي تجاوز الحدود".
في الموضوع ذاته، نقل تقرير إعلامي عن مصدر دبلوماسي مصري سبب الأزمة إلى "محاولات قيادات من جماعة إخوان مصر تحريض إخوان المغرب على افتعال أزمة مع مصر، لاسيما عقب المصالحة المصرية -القطرية، وذلك بغرض إفساد العلاقات بين مصر والمغرب والحصول على مأوى في الرباط بديلا عن الدوحة".
بينما نفى القيادي بحزب "العدالة والتنمية" المغربي خالد الرحموني صحة هذه المقاربة بسبب غياب أي تنظيم للإخوان المسلمين بالرباط.
وأضاف الرحموني أن حكاية التنظيم الدولي للإخوان "وهم يسكن في أوهام الانقلابيين، ومحاولة إقحام الإخوان المسلمين في التقرير التلفزيوني الرسمي المغربي استمرار لخطاب الشيطنة والاغتيال المعنوي للإخوان بعد الاغتيال المادي لهم من طرف الانقلابين في مصر".
كما ذكرت تقارير إعلامية أن رد الرباط جاء نتيجة هجوم الإعلام المصري على العاهل المغربي محمد السادس بسبب زيارته العائلية لتركيا واحتفاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأسرته به.
زمان الوصل -رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية