خلال 8 أشهر.. النظام قصف "خان الشيح" بـ420 برميلا ارتدت عليه 43 منها

سقوط برميل على بلدة "خان الشيح" - نشطاء

أظهرت دراسة موثّقة بعنوان (خان الشيح أم البراميل) سقوط أكثر من 421 برميلاً على منطقة "خان الشيح"بريف دمشق الغربي خلال الفترة ما بين كانون الثاني-يناير وآب -أغسطس/ 2014، لم ينفجر منها 43 برميلا.

وتناولت الدراسة الإحصائية التي أعدها الناشط الإعلامي "ضياء عسود" الآثار البشرية والديموغرافية والاقتصادية والنفسية لسقوط هذه البراميل.

ومهدت الدراسة لمعلومات حول موقع (خان الشيح) وسماتها الجغرافية و"هي منطقة سهلية تقع جنوب غرب دمشق تبعد حوالي 15 كم عن مركز العاصمة المساحة الإجمالية 3 كم مربع"، وتم تحريرها منذ عامين تقريباً.

وأشارت الدراسة إلى أن "خان الشيح" تلقت كل أنواع القذائف من مدفعية ودبابات وراجمات وهاون، إلا أن السلاح الأحدث والأكثر همجية كان سلاح البراميل، بدأ النظام بإلقاء البراميل على تجمع خان الشيح منذ تحرير حاجز الـ 68.

وبيّنت الدراسة أن أول برميل سقط في اليوم الثالث بعد تحرير الحاجز أواخر عام 2013، إذ جاءت أول مروحية وألقت البرميل الأول في مزارع العباسة بالقرب من دروشا ثم ألقت برميلا بالقرب من موقع قناة الإخبارية سابقاً، ومنذ ذلك اليوم وعلى مدار 6 أشهر لم تغبْ البراميل المتفجرة عن سماء المنطقة، حتى ساعة إعداد الدراسة.

وأحصى ناشطون سقوط حوالي 421 برميلا متفجرا من بينها 43 برميلا لم تنفجر بينما انفجر البقية. 
ووثّقت الدراسة أماكن استهداف هذه البراميل وعدد البراميل التي تم إسقاطها وتاريخها وعدد الأشخاص الذين ارتقوا من جرائها، ففي المنشية ما بين الشهر 1 و4 سقط 182 برميلا، وكانت هناك خسائر مادية وبشرية، وفي القصور ومزارع فاطمة والعين ودروشا مابين شهري 1-3 سقط 59 برميلاً خلّفت خسائر مادية، وبدرجة أقل من الناحية البشرية، أما في منطقة العباسة ومابين شهري 1-4 فسقط 50 برميلاً خلّفت خسائر مادية دون البشرية، وفي منطقة "نسلة" مابين شهري 6 و12 سقط 47 خلّف خسائر مادية وبشرية، أما في منطقة "سكيك" وما بين شهري 4 و6 فسقط 33 برميلاً مخلفة خسائر مادية وبشرية، وفي شوارع السعيد والزهور والفيلات سقط في شهري 5 و6 "30" برميلاً خلّفت خسائر مادية وبشرية، وفي المخيم سقط ما بين شهري 5-7 20 برميلاً اقتصرت الخسائر فيها على الجانب المادي. 

وأكدت الدراسة أن منطقة "المنشية" وحدها تلقت نصف عدد البراميل الملقاة، وحسب ناشطين، فإن منطقة الطريق العام ومحيط المقبرة وشارع المنال واندومي ونهاية المنال والمنشية (الشمالات) و68 في المنشية تلقت العدد الأكبر من براميل النظام، وكان الاستهداف منذ بداية الحملة منذ الشهر الأول وحتى الشهر الرابع، ثم خفّت الوتيرة بعد التدمير الرهيب الذي حدث ثم مزارع "القصور" و"فاطمة" و"العين" و"دروشا" التي تلقّت عدداً من البراميل ما بين الشهر 1-3، أي في بدايات الحملة.

وألمحت الدراسة إلى أن "معظم الأضرار في هذه المنطقة كانت مادية لأنها منطقة مفرغة من السكان أصلاً" ثم منطقة العباسة بحوالي 50 برميلا ما بين الشهر الأول والرابع، و كانت الأضرار مادية أيضاً، وكذلك "نسلة" و"سكيك" والمزارع القريبة من المخيم". 

*نتائج بشرية واقتصادية
ونوّهت الدراسة المذكورة إلى أن "أقل نسبة من القصف تلقاها المخيم بعدد من البراميل أحدها قرب السوق وآخر في الطريق العام وبعضها بالقرب من الثانوية وبعضها مقابل سجاد صيدا خلف معمل نسله في بدايات المخيم من جهة المنشية". 

وتطرقت الدراسة إلى آثار تلك البراميل على الصعد كافة، فعلى الصعيد البشري سقط -حسب التقديرات- حوالي 250 شهيداً كانت نسبة الرجال بينهم الأعلى، ثم النساء، والأقل بين الضحايا هم الأطفال بالنسبة للشهرين الأول والثاني من عام 2014 ولكن النسبة اختلفت في الشهر الثالث والرابع، حيث تقاربت نسبة الأطفال والنساء بينما بقيت نسبة الرجال مرتفعة أكثر، وفي الشهرين الخامس والسادس قفزت نسبة الأطفال، بينما انخفضت نسبة الرجال بشكل واضح، أما في الشهر السابع فارتفعت نسبة الرجال وانخفضت نسبة النساء والأطفال" وفصّلت الدراسة نسب الشهداء حسب المناطق، حيث كانت على الشكل التالي: سقط في "المنشية" 75 شخصاً بينما سقط في "القصور" 60 وفي "نسلة" 44 وفي "سكيك" 14 وفي مزارع الفيلات والسعيد 40 وفي المخيم قرابة 17 شخصاً.

*أضرار نفسية على الأطفال
وعرجت الدراسة المذكورة على جوانب من الآثار الديموغرافية لسقوط البراميل على مناطق خان الشيح، إذ "تم ملاحظة انخفاض نسبة السكان بشكل واضح بعد البراميل وكذلك إعادة توزع السكان بشكل مختلف فمن أصل 250 مزرعة كانت مسكونة من قبل لاجئين من "داريا" و"عرطوز" و"دروشا" في الشهر الأول لم يتبق في نهاية الشهر السادس أكثر من 35 مزرعة مسكونة فقط، وكذلك فرغت مزارع "المنال" و"الاندومي"-الرضوان- والمنشية بنسبة 90 بالمائة، وسُجل انخفاض في نسبة سكان المخيم وانخفاض في نسبة سكان مزارع الفيلات والسعيد والزهور.

وبالنسبة للآثار الاقتصادية لوحظ بحسب الدراسة أن سقوط 400 برميل من طائرات النظام أدى لتدمير 73 مزرعة و53 منزلاً و40 طريقاً رئيسياً وفرعياً و13 سيارة بين خاصة وبيك آب وعامة، ولم تقتصر أضرار هذه البراميل على المزارع والمنازل والطرق والممتلكات -حسب الدراسة- بل "كان لها تأثير بالغ على الزراعة والقطاع النباتي، إذ أدت هجرة الناس وهربهم إلى قتل وإعطاش آلاف الأشجار والمزروعات في شوارع السعيد والمنال والرضوان ونسله والعباسة وهي بالأصل كانت عطشى بسبب القصف الأرضي. 

وترصد الدراسة التأثير النفسي للبراميل التي أسقطت على خان الشيح إذ"خلفت هذه البراميل حالة رعب كبيرة بين المدنيين وأدت إلى انخفاض واضح في الروح المعنوية للمقاتلين، كما أدت إلى أضرار نفسية واضحة وكبيرة بالنسبة للأطفال بشكل خاص" وأظهرت نتائج استبيان أجراه فريق الدراسة أن 7 من بين كل 10 أطفال دون سن 10 باتوا يتبولون على أنفسهم بشكل يومي وأن 10 أطفال دون 14 يرتعدون بل ويبكون عند سماع صوت الطائرات.

وكذلك سجل حالات لحوامل لم يكتمل حملهن نتيجة الرعب من سقوط البراميل".

غير أن الملفت في هذه الدراسة الإشارة إلى نتائج إيجابية لسقوط هذه البراميل إذ برغم عنف هذا النوع من السلاح والقوة التدميرية التي يخلّفها، لوحظ نتائج إيجابية جيدة على تجمع "خان الشيح" فقد "سُجل عدم انفجار أكثر من 43 برميلا أي ما يعادل 20 طنا من المتفجرات ساهمت بتصنيع ما يقارب 450 قذيفة هاون محلية الصنع دكت معاقل النظام وثارت لأرواح الأبرياء".

فارس الرفاعي- زمان الوصل
(113)    هل أعجبتك المقالة (118)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي