أكد المفكر العربي الفلسطيني عزمي بشارة أن مرحلة التغيير التي بدأت مع انطلاق الربيع العربي ستكون طويلة، معتبرا أن تونس استثناء لأنها وصعت دستورا ديمقراطيا يعتبر إنجازا في المرحلة الانتقالية، في حال تم تطبيقه.
وأشاد خلال برنامج "في العمق" على قناة "الجزيرة حول مآلات التغيير بالمنطقة العربية مع بداية عام جديد، في حلقة أمس الاثنين، -أشاد- بتحالف العلمانيين والإسلاميين ضمن إطار ديمقراطي، متوقعا أن "نكون أمام أول تجربة ديمقراطية عربية في تونس".
وتطرق إلى تعمد جهاز الدولة العميقة في بعض الدول إحداث فوضى لإجهاض الحراك الثوري كما في مصر التي استحوذ الحديث عن "ثورتها المضادة" على وقت كبير من الحلقة التي أدارتها الإعلامية فيروز زياني.

واعتبر أن "الثورة المضادة" في مصر مدعومة بتدخل قوة خارجية في الإعلام لمنع التحول الديمقراطي في مصر، خاصة في "إسرائيل"، إضافة إلى دور بعض الأنظمة العربية في منع ظهور مصر ديمقراطية تهدد مصالحهم.
ورأى رئيس المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أن ظاهرة الجمع بين العنف السياسي والتطرف الديني في مصر، وثنائية الاستبداد والتطرف الديني في الجزائر، ما هي إلا ظاهرة ناجمة عن الاستبداد وليس الديمقراطية.
وأوضح أنه عندما بدأ تحرك قوى الثورة المضادة خلق العنف السياسي أو التطرف الديني كرد فعل عليه.
وأشار إلى أن تحويل حركة "الإخوان المسلمين" إلى حركة إرهابية قد يحول قسما من شبابها إلى التطرف، لافتا إلى أن الجهاد الإسلامي في أحد تجلياته خرج نتيجة قمع معتقلين مسلمين.
وقال بشارة إن الثورات العربية ستخلق جيلا يؤدي إلى إصلاح من داخل الأنظمة، وقد يؤدي إلى الإصلاح والثورة.
وتعرض إلى عدة موجات ثورية في أوروبا، وعرّج على الثورة الفرنسية، مؤكدا أن "الشعوب تتعلم من تجاربها".
وحول قناعة البعض بأن الثورة المضادة نجحت نتيجة إحباط، خاصة في مصر التي رجع إليها السفير الأمريكي إضافة إلى مؤشرات تحسن علاقات نظامها مع قطر وتركيا، أكد بشارة أن حلم الديمقراطية انتشر، رغم أن البعض بات يفضل الاستقرار.
وجاءت القناعة بتفضيل الاستقرار لدى البعض –حسب بشارة- نتيجة محاولة الإعلام إقناعهم بأن الفوضى نتجت عن الثورات وليس عن قمع الثورات.
وأكد بشارة أن ضغطوطا على الولايات المتحدة، بعضها من اللوبي الإسرائيلي أدت إلى قبول واشنطن بما جرى في مصر بعد انقلاب 3 تموز-يوليو.
وأشار إلى أن قطر يجب أن تهتم بعلاقتها مع الدول، موضحا أن العلاقة شيء والخلاف السياسي شيء آخر.
واعتبر أن قطر، التي يجب أن "تعيش في محيطها"، دفعت ثمن تطبيع العلاقات مع الخليج بترتيب العلاقات مع مصر.
وبخصوص العلاقة المصرية الفلسطينية وما يجري في رفح، عزا المفكر الفلسطيني تكريس الحصار المصري على غزة، إلى أمرين، الأول عدم وجود مصلحة لمصر في نجاح حركة حماس في غزة، والثاني يجسد رغبة نظام السيسي بإظهار نفسه على أنه الأفضل في السيطرة على الأمن والاستقرار وتقديم نفسه كشريك للغرب كما يحاول بشار الأسد أن يفعل خلال ثلاث سنوات في سوريا.
وختم بشارة الحلقة بالحديث عن الشأن الفلسطيني، مشيرا إلى ضرورة توحد حماس وفتح لإعادة إعمار غزة وتقديم القضية الفلسطينية بقالب آخر، وطرح جديد خلال العام الحالي، لا سيما بعد موجة اعترافات ذاتية الدفع من قبل برلمانات أوروبية.
زمان الوصل -رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية