أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

المطلوب حوار فتحاوي فتحاوي ... د.إبراهيم حمّامي

 

المتتبع لأحوال حركة فتح هذه الأيام يرى العجب العجاب من معارك طاحنة بين تيارات متصارعة، خرجت من الاطار التنظيمي الداخلي لتنشر "غسيلها" عبر الصحف والمواقع وعلى الهواء مباشرة من خلال الفضائيات وكذلك من خلال "قصف البيانات" هنا وهناك، وبأسلوب لم يتغير تعودنا عليه طوال السنوات الماضية، اساسه أن كل من ليس معي هو عدوي، وهو ساقط سياسياً وأخلاقياً وربما خائن، اتنهال عليه "مسبات" الأرض ولعنات السماء!

 

لم يسلم من هذا الأسلوب أحد، ولم يشفع لأي كان تاريخ أو مكانة، وازدادت وتيرة الصراعات بعد رحيل ياسر عرفات الذي كان يمسك بزمام الأمور بكل أوجهها خاصة المالية، وتفاقمت بعد اختطاف الحركة من قبل مجموعة "متأسرلة" بحسب وصف أحد قيادات الحركة، وتحول المجرمون وقطاع الطرق الى رموز، والفاسدون إلى اصلاحيين، والمنبطحون إلى وطنيين، ووزعت صكوك وفرمانات الادانة والبراءة بمزاجية عالية، طالت الكبير قبل الصغير.

 

قد يعتبر البعض ما نقول تدخلاً في شؤون حركية داخلية، أو ربما زاد البعض الآخر أن هذا حقد وعداء تجاه الحركة، أو خزعبلات لا أساس لها، طبعاً على ذات المقياس "من ليس معي فهو عدوي"، لكن وقبل اثبات المثبت، لا بأس من التذكير بما سبق وحذرنا منه مراراً وتكراراً أن المستهدف الأول من قبل من يختطف القرار الفلسطيني هو فتح تحديداً، والأهم أن الصراعات خرجت للعلن ولم تعد داخلية محصورة، ولأن دعوات الحوار الفلسطيني الفلسطيني مرهونة بحل مشاكل فتح العاجزة عن اتخاذ قرار موحد لبدء الحوار، بات من الواجب توضيح الصورة كما هي دون رتوش.

 

الأمثلة على صراع التيارات كثيرة، وتخوين من يختلف مع المختطفين لقرار الحركة بالرأي بات لازمة، وهذه بعض الأمثلة:

 

1) الاتهامات والتهجمات خرجت للعلن بعد محاولة محمد دحلان الانقلاب على ياسر عرفات في صيف عام 2004، حيث هاجم موسى عرفات وقتها دحلان (22/09/2004)، وكذلك فعل فاروق القدومي، وذهب جبريل الرجوب لأبعد من ذلك واتهمه بأنه عميل وبأنه سرق 30 مليون دولار، ورد دحلان في عدة لقاءات بهجوم شرس على كل أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح.

 

2) تسجيل محمد دحلان الشهير "خمسة بلدي" وفيه يتهجم على عرفات ويستهزيء بالقدومي، ويقر بأن فتح فاسدة منذ سبعينيات القرن الماضي!

 

3) ما أن أعلن مروان البرغوثي نيته ترشيح نفسه لإنتخابات رئيس سلطة أوسلو حتى "داب الثلج وبان المرج"، وإنقلبت الموازين "الديمقراطية" الفتحاوية، فأصبح من كان رمزا وطنيا نضاليا أسيرا، وقائد الإنتفاضة وكتائب شهداء الأقصى والمرشح الأوفر حظا لخلافة عرفات، أصبح وبقدرة قادر وبين يوم وليلة خارجا عن الإجماع الفتحاوي، أنانيا يضع مصلحته فوق مصلحة الحركة، خادما لمخططات شارون، مما يستدعي إتخاذ إجراءات صارمة ضده حتى ولو كانت طرده من الحركة التي أجمعت بشيبها وشبابها على المرشح الأوحد "المناضل" أبو مازن!

 

هذه هي الديمقراطية التي أجمعت عليها حركة فتح وهذه مقتطفات من الأمثلة الديمقراطية في وجه البرغوثي الذي قرر أن يمارس حقه في الترشح:

 

  • أول "الديمقراطيون" كان الفتحاوي الأصيل الطيب عبد الرحيم الذي قال: "هذا الموقف - يقصد موقف البرغوثي - مستغرب ومستهجن ولا ينسجم مع تقاليدنا الفتحاوية ولا ندري ما الأسباب التي دعت مروان إلي التقلبات السياسية؟ قبل أيام بايع أبو مازن لرئاسة السلطة ولكن اعتقد أن هذه التقلبات هي اقرب إلي العبث السياسي ومحاولة بائسة لتشويش على وحدتنا ولا أغالي إذا قلت لتشويش على وحدتنا الوطنية والأخ مروان تخلى عن فتحاويته ليرشح نفسه كمرشح مستقل. الفتحاوين لا يقبلوا أن يتخلوا عن فتحاويتهم مهما كانت الإغراءات ويبدو أن هناك أوهام ولا ندري ما هي الجهة التي دفعت بالموهومين لفعل ذلك نطمئنكم إن الأطر الفتحاوية تلتف حول مرشحها الوحيد أبو مازن ولا شك أن أي خروج عن الأطر الفتحاوية هو اعتداء على فتح - ويا جبل ما يهزك ريح"، لكن هذا الطيب لم يشرح ما هي الفتحاوية تحديدا. لم يكن موقف "الطيب" مستغربا بقدر ما كانت عباراته، فهو خرج من إجتماع للمركزية ليمارس دوره الذي لا يجيد غيره في التضليل السياسي وهو ما فعله طوال 3 أسابيع هي فترة مرض عرفات، والتي تحول فيها إلى طبيب أخصائي يمارس التمويه المنظم.
  • صدرت بعد ذلك بيانات عديدة تهاجم البرغوثي، من أسرى حركة فتح في المعتقلات التي أكدت "أن فتح وقراراتها ليست مزاجية ولا فئوية ولا استرضائية وبناء عليه فإننا نؤكد تأييدنا للأخ المناضل محمود عباس "أبو مازن" مرشحا للحركة في انتخابات رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية"، إلى حركة الشبيبة الفتحاوية الصحفية التي إعتبرت ان هدف خطوة البرغوثي هذه " هو شق الصف التنظيمي وخلق حالة من البلبلة وتشويه الموقف الفتحاوي" مطالبة "باتخاذ كافة القرارات والاجراءات بحقه كمنشق يسعى لتحقيق مكاسب شخصية ".
  • أيضا نددت حركة فتح في جمعية المحاسبين والمراجعين الفلسطينية في قطاع غزة بقرار البرغوثي ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة الفلسطينية قائلة: "اننا ندين الخطوة غير المسئولة من مروان البرغوثي بترشيح نفسه لهذا المنصب خارج الموقف الحركى ولاعتبارات شخصية بحتة ".هذا الرأي الذي كررته أكثر من جهة وأكثر من بيان وصلت لحد المطالبة بفصل وطرد البرغوثي من حركة فتح.
  • وأخيرا جاء دور القادة "الديمقراطيين التاريخيين" للحركة والذين مثلهم عباس زكي، حيث توعد زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح باتخاذ اجراءات بحق البرغوثي بعد استكمال المعلومات حول الكيفية التي تغير بها موقفه وقراره بالترشح لانتخابات الرئاسة. وقال ان اللجنة المركزية للحركة توقفت في اجتماعها الاخير أمام موضوع اعلان البرغوثي لترشيحه وقررت استكمال المعلومات الخاصة بالقرار قبل اتخاذ أي اجراء،وأوضح أن حالة من الاستغراب والاستهجان سيطرت على أعضاء اللجنة بعد هذا الاعلان خصوصا وان البرغوثي سبق وأعلن عن مبايعته لمرشح الحركة الرسمي للانتخابات محمود عباس.

 

4) المرشح حسن خريشة لم يكن أوفر حظا فكان نصيبه بيان فتحاوي آخر يقطر حقدا وتفاهة وينم عن نفسية مريضة صدر بتاريخ 08/12/2004 ووصف البيان ترشيح خريشة نفسه بمغامرة مجنونة، ومحفوفة بمخاطر حداثة التجربة، والسطحية السياسية، وأنها ستقود إلى منزلقات ومخاطر ومصير مجهول، وأضاف أن ماضي الدكتور حسن خريشة وتاريخه يحتم التساؤل والمساءلة، وحفل البيان بتهجم شخصي شديد وجارح على الدكتور خريشة، متهما إياه بأوصاف غير لائقة، منها أنه صاحب تاريخ ملوث، لا لسبب إلا لأنه تجرأ على منافسة المرشح الأوحد، في وقت تناسى كاتب البيان الحاقد أن حسن خريشة كان من الذين كشفوا عن ممارسات الفساد وصفقات بل جرائم الأسمنت، وكان من القلائل الذين رفعوا صوتهم في المجلس التشريعي مطالبين بالحساب والعقاب لمن تاجر بالشعب ومقدراته، وربما لهذا السبب تحديدا كان الهجوم عليه، وانسحب هو الآخر.

 

5) الانتخابات الداخلية لحركة فتح "البرايمرز" كانت مجزرة حقيقية، وردح سياسي من الطراز الرفيع، وتبادل للاتهامات، وغيرها، ورغم طول الوقائع نسردها للتوثيق ومن المصادر الفتحاوية دون غيرها:

 

25/11/2005

مسلحون يقومون بإحراق صناديق الإقتراع واستمارات الناخبين في مركز اقتراع بلدة طمون في طوباس، وإلغاء الانتخابات هناك

26/11/2005

كامل الأفغاني عضو التشريعي يعلن رفضه لنتائج الانتخابات في نابلس بسبب عمليات التزوير الواسعة التي حدثت مضيفاً أن "بعض الصناديق أغلقت على 450 صوتاً لنفاجأ [ان فيها 2500 صوت"!

27/11/2005

  • رغم فوزه بالانتخابات عزام ابو بكر من جنين يطالب القيادة عدم اعتماد نتائج الانتخابات لانه تخللها بلطجة ورشاوى
  • عضو المجلس الثوري محمد لطفي انتقد الانتخابات واعتبر انها بغالبية نتائجها مزورة وغير نزيهة، وأوضح ان اللجنة المشرفة كانت تعتمد النتائج بشكل شفوي عن طريق التلفون الامر الذي يعتبر باطلا
  • عضو المجلس الثوري سمير شحاتة أمين سر المكتب الحركي العام للمنظمات الشعبية يوجه انتقادا شديدا للانتخابات, وطالب باعادة التصويت والغاء " البرايمرز المهزلة وعدم اعتمادها لانها لا تصلح ان تكون مؤشرا على اهلية المرشح او اهلية الناخب" وطالب ايضا باجراء تحقيق تنظيمي دقيق ومحاسبة كل من له علاقة بالتزوير والتجاوزارت.
  • جمال الشاتي: "كان البرايمر مذبحآ لحركة فتح، وذبحها من الوريد الى الوريد".
  • عائلة الأسير حسام خضر توجه اتهاماً بحصول تزوير وتلاعب في الانتخابات الداخلية "البرايمرز" لحركة فتح في مدينة نابلس
  • النائبة في المجلس التشريعيّ الفلسطينيّ دلال سلامة توجه طعناً في نزاهة الانتخابات التمهيديّة لحركة "فتح" في إقليم نابلس في رسالةً بعثتها لرئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عباس ولرئيس وأعضاء اللجنة المركزية لحركة "فتح" وأعضاء المجلس الثوري للحركة بالإضافة إلى لجنتي الإشراف المركزية ولجنة الإشراف الثانية على الانتخابات التمهيدية جاء فيها "على الرغم من أهمية خيار الانتخابات التمهيدية لحركة فتح، وعلى الرغم من كونها الوسيلة الأمثل لاختيار المرشحين، ومع أنّنا وافقنا على خوضها رغم تحفّظاتنا على آليات التنسيب، فإنّ ذلك لم يكنْ إلا لأننا ارتأينا أنّ من شأن الانتخابات الموسّعة ستوفّر لنا صورة عن توجّهات الكادر الفتحاوي وتوجّهات الناخبين والرأي العام معاً، ومن هذا المنطلق كانت الموافقة شريطة أنْ تتمّ العملية بنزاهة، إلا أنّ سير عملية الاقتراع والتحكم الكامل باتجاهات التجربة الديمقراطية التي حاول الكادر الفتحاوي أنْ يخوضها، يضع حركة فتح والمشروع الوطني الفلسطيني أمام تحدياتٍ تهدّد حركة فتح ومستقبلها لذا فإنني أطعن بسير العملية الانتخابية التي تمت في محافظة نابلس يوم أول أمس الجمعة الموافق 25/11/2005م"
  • عبد الفتاح حمايل وهو أحد أحد المرشحين الفائزين يقول "ما حدث لم يكن عملية ديمقراطية. أخطر ما في الموضوع أن جهازا أمنيا معينا تدخل بشكل سافر في الانتخابات"

28/11/2005

  • فتح تعلن وقف الانتخابات التمهيدية في كافة انحاء القطاع بسبب ما وصفته بحدوت تجاوزات خطيرة واعمال فوضى واطلاق نار وتفجيرات لصناديق الاقتراع شهدتها مراكز الاقتراع في اقاليم القطاع
  • قدمت اللجنة التنظيمية لحركة فتح في بلدة طمون استقالتها احتجاجا على الغاء القرار الذي ينص على الموافقه على اعادة الانتخابات الداخليه لحركة فتح في طمون واعتماد باقي المناطق في محافظة طوباس واستثناء طمون من قرار الاعتماد
  • عضو المجلس الثوري أبو علي شاهين يطالب اللجنة المركزيه لحركة فتح بالإستقاله
  • جمال الشاتي: لا استبعد ان تكون اصابع عليا قد لعبت بالانتخابات الفتحاوية حتى يعود الخيار للتعيين

29/11/2005

لجنة الاشراف على الانتخابات تتجه الى الغاء صندوقي اقتراع من اصل اربعة صناديق اخرى في بلدة العيزيرية جنوب شرق القدس لوقوع تجاوزات خطيرة هناك بعد قيام احد المرشحين بطرد لجنة الرقابة والاشراف على الانتخابات وتولي مهامها

30/11/2005

  • حمّل غسان المصري المتحدث باسم الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية, اللجنة المشرفة على الانتخابات التمهيدية لحركة فتح مسؤولية النتائج "المزورة" التي حملتها عملية الانتخابات "المشوهة" التي جرت في اقليم نابلس متهما اللجنة بعدم الاخذ بتوصيات كوادر الحركة حول اليات اجراء البرايمرز في الاشراف والرقابة والفرز والتصويت، وكشف المصري انه يجري مشاورات من اجل تشكيل كتلة مستقلة لخوض انتخابات التشريعي اذا تم اعتماد النتائج المزورة حسب اقواله.
  • اللجنة المركزية لحركة فتح وخلال اجتماعها في مدينة رام الله قررت ان تتعامل بحذر مع نتائج الانتخابات الداخلية لحركة فتح ، بحيث تستانس بنتائج الانتخابات مثلما تستأنس باستطلاعات الراي لكنها غير ملزمة بها رسميا في تشكيل قائمة المرشحين للبرلمان القادم

01/12/2005

  • طالب قادة حركة فتح والمسؤولون عن مكتب التعبئة والتنظيم بمحافظات غزة الرئيس عباس باعتماد استطلاع لاراء القاعدة الفتحاوية لاختيار مرشحيهم للمجلس التشريعي من بين المرشحين الذين سجلت أسماؤهم للانتخابات التمهيدية للحركة "البرايمرز".
  • اللجنة المركزية لفتح تقر التعيينات في غزة بدل الانتخابات باستثناء رفح

02/12/2005

  • شكك المرشح موسى ابو صبحة بنزاهة سير العملية الانتخابية في محافظة الخليل , وقال "ان هناك حركة تزوير تشهدها العملية الانتخابية في عدة دوائر انتخابية بمحافظة الخليل"
  • ألغت اللجنة المشرفة على الانتخابات التهميدية البرايمرز في طولكرم, النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات حتى ساعات ما بعد الظهر, وذلك بسبب خلل فني كما ورد في قرار الالغاء
  • الضميري ( وهو عقيد متقاعد) يتهم لجنة الاشراف على الانتخابات بالتزوير. وأضاف أنه لن يعترف بنتائج الانتخابات في طولكرم. وأكد مراسلنا أن الضميري حاول منع سير العملية الانتخابية في المدينة بكل قوة بذريعة أن لجنة الانتخابات تنصلت من الاتفاق الذي جرى بين مرشحي البرايمرز وبين اللجنة حول الترتيبات الفنية لأسماء المرشحين
  • حرق صناديق اقتراع واطلاق نار في بعض مراكز الاقتراع في سلفيت
  • إحراق صناديق الاقتراع في كفر الديك جنوب نابلس

03/12/2005

  • أمين سر حركة فتح بلال عزريل فى سلفيت يؤكد نزاهة الانتخابات ويتهم أحمد الديك بمحاولة افشال واحراق الصناديق
  • مجهولون أطلقوا النار باتجاه مقر لجنة الانتخابات التمهيدية لفتح بحلحول شمال الخليل
  • احراق صناديق الاقتراع في الخليل وسط فوضى واطلاق نار من عشرات المسلحين الذين اقتحموا المركز الرئيسي في حلحول
  • خلال اجتماعه مع بعض الناجحين في البرايمرز ابو علاء بؤكد على الاسترشاد بالنتائج وعدم اعتمادها رسميا

04/12/2005

  • الشبيبة الفتحاوية في محافظة شمال غزة تدعي تعرضها لمؤامرة في الانتخابات الداخلية لحركة فتح حيث قال عضو المكتب الحركي العام ورئيس الشبيبة في الشمال ومرشح الشبيبة للانتخابات الداخلية عادل جمعة "ان هناك العديد من الأسماء تقدر بالآلاف قد حذفت وهو ما أشار إليه بالمؤامرة، واستكملت بما قال عنه عمليات التخريب للانتخابات حيث ضمنت فرص فوز للشباب إلا انها عطلت وتم إحراق صناديق الاقتراع وإفشال العملية الانتخابية"
  • تكليف عباس اختيار المرشحين استدراكاً للخطأ!
  • النشرة المركزية لحركة «فتح» تشن حملة عنيفة ضد أطراف لم تسمها في حركة «فتح» اتهمتها بتزوير الإنتخابات التمهيدية (البرايمرز)

13/12/2005

•·   هاجم مسلحون مراكز التسجيل في كل المحافظات تقريباً وفي وقت متزامن مما يوحي أنه أمرُ دُبر بليل، ورغم محاولات الصاق التهمة بكتائب شهداء الأقصى إلا أن الوقائع تؤكد عدم علاقة من قاموا بهذا العمل بالكتائب التي لا توجد لديها قيادة مشتركة لتحريك عناصرها في كل المحافظات، ناهيك على الطريقة والأسلوب، ولم يمر وقت طويل حتى صدر النفي الرسمي من كتائب شهداء الأقصى في بيان جاء فيه:

 

"إننا في كتائب شهداء الأقصى بكافة الوحدات والتشكيلات العسكرية، نؤكد أن كل ما يحدث في محافظات الوطن من قبل أولئك المسلحين، ليس لكتائب الأقصى أي علاقة به، وان هناك عدداً من قادة الأجهزة وأصحاب النفوذ في السلطة الفلسطينية هم المعنيون بهذه الأحداث المتواصلة في عدد من محافظات الوطن، ويحاولون زج اسم الكتائب لمصالح خاصة بهم، ومن هذا المنطلق فإننا ندعو الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" لفتح تحقيق واستجواب المسئولين عن هذه الأحداث والذين يحاولون من خلالها تشويه سمعة كتائب الأقصى التي عودتنا أن توجه سلاحها لبني صهيون، كما ندعو الرئيس "عباس" أن يصدر أوامر اعتقال بحق المنتفعين في السلطة والذين هم يتزعمون هذه الفوضى الأمنية من خلف المكاتب، وليس اعتقال المجاهدين الذين يتصدون للاحتلال في جنين ونابلس وطولكرم ".

 

أطراف فتحاوية عديدة اشتمت وأحست بالخطر الداهم وبدأت تحميل الثنائي المعروف المسؤولية، ورغم أن الأصوات كانت خافتة وخجولة ولم تصل لمستوى المطالبة بالمحاسبة والمعاقبة، إلا أنها شكلت البداية لخطوات في الإتجاه الصحيح لوقف المتآمرين على مصالح الشعب وخياراته، وتشكل أول الغيث، وهاكم بعض الأمثلة:

 

  • حمل النائب عبد القادر قيادة حركة فتح المسؤولية عن الاحداث الخطيرة التي شهدتها مراكز التسجيل وطريقة اختيار اللجنة المركزية لمرشحي الحركة، وتوقع ان يتم تاجيل الانتخابات التشريعية الى اجل غير مسمى.
  • هاجم جمال محيسن عضو لجنة الاشراف على الانتخابات التمهيدية في حركة فتح من وصفهم بالمتسلقين الذين يتاجرون باسم مروان البرغوثي لتحقيق مآربهم
  • بيان لكتائب شهداء الأقصى يوجه انتقادات حادة للجنة المركزية لحركة فتح محملا اياها المسؤولية عما وصفه ب " ارتكاب الجرائم" التي أوصلت فتح إلى ما هي عليه الآن جراء اختيارها لمرشحين تعتبرهم غير مقبولين على مستوى الحركة أو الشارع الفلسطيني.
  • النائب حاتم عبد القادر واحد قيادي حركة فتح في مدينة القدس يصف المشاورات التي تجري من وراء الكواليس لاختيار مرشحي حركة فتح لخوض الانتخابات التشريعية القادمة في القدس وسائر الاراضي الفلسطينية بانها عملية سطو مسلح على نتائج الانتخابات التمهيدية للحركة التي افرزت مرشحي القاعدة الفتحاوية لهذه الانتخابات.
  • سليم الزريعي عضو المجلس الثوري لحركة " فتح " يقدم استقالته من المجلس، معلناً ترشحه لانتخابات المجلس التشريعي كمستقل عن دائرة المنطقة الوسطى بقطاع غزة، متهماً خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر الهيئة الفلسطينية للثقافة والإعلام بدير البلح اللجنة المركزية لحركة فتح ولجنة الانتخابات في حركة فتح ومكتب التعبئة والتنظيم في الضفة والقطاع بالقيام بمؤامرة ضد حركة فتح.
  • أعلن طلال أبو عفيفة الحاصل على الترتيب الرابع في انتخابات حركة فتح التمهيدية بمحافظة القدس، ترشيح نفسه لانتخابات التشريعي مستقلا بعد استبعاد اسمه من من قائمة الحركة، وحذر من حدوث انسحابات بالجملة لكوادر الحركة في المدينة المقدسة.
  • صدر بيان اليوم من 25 شخصية من الكوادر الحركية لفتح في محافظة نابلس، واشار البيان الى ما آلت اليه أوضاع الحركة في ظل تجاهل القيادة لمطالبهم، ,أكد البيان على عدم موافقة الاعضاء الذين وقعوا البيان باعتماد نتائج الانتخابات التمهيدية لمحافظة نابلس لما شابها من عملية تزوير وفقا لتقرير لجنة الاشراف التنظيمية في نابلس، وعدم اخذ القياده بالطعون التي قدمت اليها ولم يتم البت فيها حتى الان
  • طلب الدكتور عبد الله أبو سمهدانة محافظ المنطقة الوسطى اليوم بشكل رسمي من الرئيس محمود عباس عدم أدراج اسمه بأي شكل من الإشكال على قوائم مرشحي حركة فتح لخوض الانتخابات التشريعية القادمة، وذلك خلال لقائه به الليلة الماضية.


6) بعد اللقاء التلفزيوني في برنامج بلا حدود بتاريخ 27/06/2007، وما صرح به عضو اللجنة المركزية لحركة فتح هاني الحسن، وتشخيصه لما جرى في قطاع غزة وتحميله المسؤولية لتيار دحلان- دايتون، وزعت بيانات تهاجمه وتشكك في "فتحاويته"، وجرده عبّاس من كافة مناصبه، ووصل الحد بمسؤول فتح في الأردن يونس الرجوب لاتهامه بالشذوذ الجنسي بعد أن أشبعه سماً وشتماً!

 

7) في صيف عام 2007 وبعد أحداث غزة، صدر تقرير اللجنة التي شكلها عبّاس برئاسة الطيب عبد الرحيم، وفيها وزعت الاتهامات يمنة ويسرة، وصدرت عشرات المراسيم لعزل وتسريح وتنزيل رتب قيادات فتحاوية، واتهمت اللجنة دحلان بعدم توضيح أين ذهبت 25 مليون دولار استلمها من "السلطة".

 

8) خاض حكم بلعاوي ومحمد دحلان حرب بيانات "شرشحوا" فيها بعضهما البعض، حيث أصدر بلعاوي بياناً باسم اللجنة المركزية يوم 14/02/2008، تعقيبا على تصريحات محمد دحلان لوكالات الأنباء والمواقع الالكترونية قال فيه:"تتوالى تصريحات محمد دحلان الاستعراضية، معتبرا نفسه المرجعية لحركة فتح وموزعا الألقاب التي تدل على الفلتان، وعدم المسؤولية والإدراك لمعنى الالتزام والتعبير عن الرأي والنقد في الإطار الحركي المسؤول"، وأضاف: " ويجوز القول أن الرد عليه يجب أن يكون كذلك في نفس الإطار، لكن الأمر يختلف عندما تتكرر مناسباته المواعظية، والتلذذ برغبته في الحديث للوكالات خارج الإطار الفتحاوي، وتبدو خطورتها أكثر حين تكون مقصودة لإرباك الرأي العام الحركي الملتزم، أو الرأي العام الوطني، وتقديم وَصْفاته الاستغلالية التي تتناثر منها الأوهام والعبث والسموم، لتطال الملتزمين وأبناء الوطن مع الاستناد إلى لغة الترهيب والوعيد والتهديد والإنذار، التي طالما مارسها ولم يحصد هو نفسه منها إلا الأوهام والتقصير والأحلام الواهنة، ولعل هذا كله هو الذي يدفعه أن يصرح لوكالات الأنباء، أن قيادة الحركة ليس لها انتماء وطني، ويتمادى أكثر حين يلصق التهم الحاقدة بالسيد الرئيس واللجنة المركزية للحركة والمجلس الثوري، حيث يحملهم جزءاً من المسؤولية لما حدث في غزة..... هكذا يبعثر الكلمات ليشكل حالة من الضبابية الكثيفة لتغطية تقصيره الكامل وخداعه الذي لم يعد مجهولا على أي متابع، كما لم تعد اتهاماته إلا مجالا للتندر والسخرية والاستغراب حين يدلي للإعلام او في جلساته الخاصة التي يوهم من فيها انه الرجل الأقوى في حركة فتح وينتظر ترشيحها له للرئاسة ويعلن في تصريح له إنذاره إذا لم ترشحه اللجنة المركزية بأنه سيشكل حركته الخاصة، بل يبدي استعداده لأحداث انشقاق داخل حركة فتح إذا لم تضع اللجنة المركزية الشروط التي تمكنه من البقاء على الكرسي بصفته الرجل الأقوى في حركة فتح ولا يشعر بأي حرج وهو يعبر عن ذلك باستعلاء مرفوق بالتحذير الراقص، بأن القادم أخطر وأنه سيتصرف ويعلو صوته ليصغى القاصي والداني إلى موهبته التي تطلب الاستسلام لها لأنها لا تسمح أن تخسر أي جولة، وأن موهبة أخرى لا تستطيع أن تتكلم أو تفكر أو تنجح وربما لا تستطيع أن تجد الماء لتشرب"، فما كان من دحلان إلا أن أصدر بدوره بياناً جاء فيه: " لم يرتق حكم بلعاوي إلى مستوى المرتبة التنظيمية التي يغتصبها في الحركة و التي تقتضي ابداء الكثير من الحرص على مصلحة حركة فتح وصورتها اما الجمهور الفلسطيني و هو بهذا الردح الإعلامي إنما يعرض صورة الحركة و وحدتها للخطر امام الجمهور الفلسطيني و يوفر الذخيرة الحية لخصومها و أعدائها لإيقاع الكثير من الضرر و الأذى بحركتنا الرائدة و التي يعلق عليها شعبنا الكثير من الآمال..... حكم بلعاوي الذي لم نسمع عنه في المحطات البطولية المشرفة للحركة و الذي كان من أهم إنجازاته زرع الجواسيس في مكتب الاخ ابو مازن في تونس فلن أضيف سوى أن تصريحاته هي كلام صغير صادر عن صغير قيمة و قيما و قامة و مقاما"، ووصل لحد اتهام بلعاوي بأنه بأنه مسئول عن زرع الجاسوس الاسرائيلي عدنان ياسين في مكتب المنظمة في تونس حين عينه نائبا له!

 

9) أما أحمد قريع فقد اضطر للرد على رسالة عدلي صادق السفير السابق في رومانيا بعد نشر رسالته الموجهة لدحلان (المؤرخة في 31/01/2006) ، والتي يتحدث فيها عن تحويل 3 مليون دولار لقريع، وبشكل يظهر صادق وكأنه أحد صبيان دحلان، مما اضطر عدلي صادق بدوره لنفي أنه تابع لأي أحد.

 

10) جولات الصراع الفتحاوي الفتحاوي شهدت فصلاً جديداً من التراشق بتاريخ 23/03/2008 بعد توقيع اتفاق صنعاء، كانت بين نمر حماد مستشار عبّاس وعزام الأحمد رئيس وفد فتح لليمن، وهي معروفة للقاصي والداني، وباسلوب وطريقة تنم عن "ولدنة" سياسية.

 

11) قبل ايام أطلق "أبوقصي" الكيماوي تصريحاته التخوينية بعد اطلاق صاروخه "اللا عبثي" على منطقة فارغة، فخرجت كتائب شهداء الأقصى ببيان يسقط صفة الناطق الرسمي عن أبو قصي، ويتبرأ منه ومن أفعاله ومن معه، ويلتزم بالتهدئة.

 

12) أما أحدث الأمثلة فهي ما جرى في انتخابات الشبيبة الفتحاوية في قطاع غزة يوم الخميس 26/06/2008 حيث حدثت اشتباكات استخدمت فيها الأسلحة النارية والقنابل الدخانية اندلعت بين كوادر فتح داخل مقر مرجعيتها بغزة بين الموالين لدحلان والقيادي في فتح أحمد حلس ما تسبب في فشل الانتخابات التي اعتبر الموالون لدحلان أنهم فازوا فيها، وفي اطار "التخوين" المعتمد دائماً لديهم صرّح مصدر مسئول بحركة فتح يتهم بشكل صريح احمد حلس بتخريب انتخابات الشبيبة التي عقدت اليوم في مقر اللجنة الحركية العليا في قطاع غزة في اخر لحظات عملية الفرز بعدما اكتشف فشل كل مرشحيه الموالين له في هذه الانتخابات، وأكد القيادي في الحركة بان عملية التخريب بدأت بعد ان أصبحت النتائج شبه نهائية والتي أوضحت فوز مجموعة من الشباب الذين حملوا على عاتقهم رسالة الشبيبة وعددهم 17 ولا يوجد من بينهم أي شخص من الموالين لحلس وأتباعه وأخذت الحشود بالهتاف للسيد الرئيس محمود عباس والمناضل الكبير محمد دحلان كما هتفوا بحياة شهداء لانقلاب الشهيد سميح المدهون ورفاقه! وتسأل القيادي الفتحاوي ألا يكفي احمد حلس خيانته لحركة فتح في كل المحطات التي تلت الانتخابات التشريعية والتي كان أبرزها تواطؤه مع حركة حماس لتنفيذ الانقلاب كما طالب أخيرا الرئيس أبو مازن بضرورة فصل احمد حلس من الحركة ومحاكمته علي الجرائم التي ارتكبها والتي كان أولها اقتحام خيمة عزاء الشهيد ياسر عرفات وإطلاق نار فيها الذي ادي الي استشهاد اثنين من حرس الرئيس من أبناء حركة فتح!

 

هذه الأمثلة وغيرها الكثير والكثير ليست حصرية، والخلافات الداخلية التي تعصف بفتح لا حدود لها، والتيارات المتصارعة أصبح من الصعب حصرها، والخاسر الأكبر مما يجري هو حركة فتح وتاريخها الممتد لأكثر من أربعة عقود،وهنا أقتبس أجزاء مما سبق وكتبته تحت عنوان "ديمقراطية فتحاوية عتيدة" بتاريخ 05/12/2004:

 

"لن يعجب رأيي هذا من يعيش في أجواء "غلابة يا فتح غلابة" وشعارات "أنا إبن فتح ما هتفت لغيرها"، لكن الوضع الراهن لم يعد يحتمل المجاملات واللباقات السياسية والتمسك بالشعارات البالية وعقليات جمهورية الفاكهاني.

 

لا أرى أملا يذكر في قيادات حركة فتح التي عفا عليها الزمان، لكن الأمل كل الأمل في كوادر وعناصر فتح المتواجدة على الأرض والتي تشكل القاعدة الرئيسية للحركة، والتي تعي جيدا أين هي مصلحة الشعب الفلسطيني، والتي يقع على عاتقها مسؤولية عقد المؤتمر العام للحركة والمؤجل لسنوات طويلة، وإفراز قيادات جديدة تمثل توجهات الحركة، وتعيد لها وجهها القيادي النضالي، ولتحاسب كل من فرط ويفرط، ولتبتعد عن عقليات القيادات الحالية التي لا ترى إلا مصالحها وإمتيازاتها.

 

ديمقراطية غابة البنادق، والزعيم الخالد، والمرشح الأوحد، والممثل الشرعي والوحيد، والشرعية الثورية، والتاريخ النضالي، وغيرها من الشعارات بإسم الديمقراطية "الفتحاوية" لم تعد تصلح أو ذات تأثير كما في السابق، فمن يطرح هذه الشعارات الديمقراطية بات يطعن في الآخر الذي يطرح نفس الشعارات"!

 

إن انحدار الحركة لمزالق الصراع الداخلي، وتحولها من حركة تحررية قادت النضال الوطني إلى حركة يتصارع فيها الجميع على المناصب، ويتحول تاريخها المليء بالشخصيات السياسية والعسكرية، إلى زعامات يترأسها مجرم أو قاطع طريق أو فاسد أو طامع أو جبان هارب، تهتف لهم الحناجر وترفع صورهم، وكأن الحركة أصبحت عاقرا لا تستطيع أن تنجب أبطالاً جدد بعد أن دب فيها الوهن.

 

رغم كل ما قيل ويقال عن انعقاد المؤتمر العام السادس لحركة فتح "قريباً"، وقريباً هذه نسمعها منذ العام 1989، ورغم تشكيل اللجان وانعقاد بعض اللقاءات إى أن المؤتمر لن يعقد في ظل الظروف الحالية على الأقل، لأن انعقادها الآن يعني مذبحة رسمية، واصدار شهادة وفاة لحركة فتح.

 

لكن... ما زالت هناك فسحة من أمل، من خلال العودة لقواعد وكوادر الحركة، بعيداً عن المال الدايتوني، وبعيداً عن عن التعيينات والدعوات الموجهة لشخوص بعينها للمؤتمر المزمع، ومن خلال انتخابات حقيقية تنفض الغبار عن الحركة، وتطيح بمن يختطفها، وتعود بها إلى أحضان الثوابت والوطنية، بعد أن أضحت رمزاً للفساد، وبيع السلاح، وتسليم المقاومين، والتنازل، والتنسيق مع المحتل، وتخوين الاخر من داخل صفوفها قبل غيره كما سبق، وتجريم المقاومة، والدخول في تحالفات خارجية يقودها الاحتلال.

 

هذه ربما هي الفرصة الأخيرة قبل أن يكون مصير فتح كمصير الحزب الشيوعي السابق في دول أوروبا الشرقية: مقر عليه يافطة تقول "حركة التحرير الوطني الفلسطيني-فتح"، واحتفال سنوي بذكرى الانطلاقة، وانتهى!

 

 

 [email protected]

30/06/2008

(105)    هل أعجبتك المقالة (116)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي