أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

خوجة ... مهمة "سوبرمان" أمام الرئيس الرابع للائتلاف

خالد خوجة

حصل عضو الائتلاف وممثله في تركيا الدكتور خالد خوجة على 56 صوتا في انتخابات رئاسة الائتلاف مقابل 50 صوتا لمنافسه نصر الحريري، ليكون خوجة الرئيس الرابع للائتلاف، فيما يكون الدكتور هاشم مروة نائبا له.

وكانت "زمان الوصل"، رجحت أمس فوز خوجة برئاسة الائتلاف وفق معلومات من مصادر صانعة للقرار في أوساط الائتلاف.

وبوصول خوجة للرئاسة، يكون الائتلاف خرج تماما من حصار التكتلات وحالة الاستقطاب التي أنتجت رئاسات بنكهة "دولية"، إذ إن الرئيس الجديد ليس حزبيا ولا يتبع لتكتلات سياسية ذات توجه أيديولوجي كما أنه ليس رجل تحالفات سياسية أو إقليمية.

فالدكتور خوجه، معروف بقربه من معظم التيارات الوطنية وعلى مسافة واحدة من الجميع، وباعتباره من التكتل التركماني فإنه من أكثر الداعمين للدولة المدنية الديمقراطية.

*ألغام في كرسي الرئاسة
لكن خوجة الآن أمام خيارات صعبة لايحسد عليها، فقد تسلم ائتلافا نال ما نال من الطعنات الخارجية والداخلية ومزقته الصراعات الشخصية على مدار عامين تماما منذ تأسيسه في ديسمبر 2012، وسط مطالبات على مدى ثلاث رئاسات بالإصلاح وتغيير النظام الداخلي، وما يزيد حجم هذه التحديات أن الدكتور خوجة في أكثر من حوار كان من أكثر المطالبين بتغيير النظم السائدة في الائتلاف، والآن هو في فوهة المدفع، فهل يحقق التطلعات التي طالما نادى بها من إصلاح وإعادة ترتيب البيت الداخلي.. أم أن الحديث من خارج الدائرة "بلا جمارك".

وربما يدرك الرئيس الجديد، أن مهمة بناء الائتلاف كمؤسسة وطنية ثورية تنسجم وتطلعات الصورة السورية ليس بالأمر السهل، فهو يتنقل في حقل ألغام بسبب الانقسامات الحادة داخل الائتلاف، ومن هنا تأتي مهمة "سوبرمان" في توحيد صف الائتلاف.

*مثلت تركيا السعودية قطر
صحيح أن خوجة مقرب من الأتراك، باعتباره تركمانيا أولا، وثانيا كونه مقيما في تركيا ويقيم في مدينة قونية "الصوفية" حيث يدير أحد المستشفيات هناك. إلا أنه حديث العهد في العلاقات مع الدول، وخصوصا مع السعودية وقطر القطبين العربيين الفاعلين في الأزمة السورية.

وهنا تقع المسؤولية الجماعية لكل الشخصيات التي تمتلك علاقات مع هاتين الدولتين، ودورهم في مد جسور من العلاقات حتى يتمكن من العمل بتوافق دولي. 

فوجود شخصية مثل خوجة بعيدا عن المؤثرات الحزبية، تسقط حجة كل التكتلات التي كانت تنظر إلى كرسي الرئاسة على أنه لجهة دون أخرى، ومحسوب على دول دون أخرى، ذلك أن وجود خوجة في هذا الموقع، يعطي فرصة أكثر من أي وقت مضى على بناء ائتلاف سوري موحد هدفه الأساسي العمل على مصالح الثورة أينما كانت، وليس العمل على مصالح الدول أو الأحزاب.

وليس سرا القول إن مثلث (تركيا –قطر -السعودية) هو أحد المحاور الرئيسة في الأزمة السورية، بعد أن اختزلت واشنطن الأزمة السورية في الإرهاب وتشييد التحالف من أجل ضرب الدولة الإسلامية.

*ما لا تعرفه عن خوجة
حين اعترض خوجة على إعادة انتخاب أحمد الجربا للمرة الثانية، قرر ومن معه تشكيل حركة على علاقة مباشرة بالداخل السوري، وقد تم العمل على هذا الأمر إلا أن الأمور لم تتم على ما يرام بسبب تقلبات المزاج الدولي والداخلي للأزمة السورية.

ومنذ تلك اللحظة برزت الميول الراديكالية لخوجة من أجل إصلاح الائتلاف، والتي ينادي فيها بكل تصريح أو حوار في الجلسات المغلقة.. وربما هذا ما يُصعب عليه المهمة الآن، فما كان ينادي الاستراحات والندوات جاء وقت تطبيقه من قمة الهرم، لكن هذا لا يعفي مسؤولية الآخرين.

ما لا يعرفه الكثير عن الطبيب خوجة، أنه على صلة جيدة بالداخل السوري وبالجبهات، ولم تمنعه إقامته الطويلة على مدار 20 عاما في تركيا من إنشاء جسور حيوية مع الداخل، بل إن هذه العلاقة التي تحفظ عليها، وصلت إلى حد تقديم العون للكثير من الفصائل المقاتلة ذات التوجه الوطني.

*أهمية خوجة رئيسا
تنبع أهمية كرئيس جديد للائتلاف من عدة نقاط أهمها وليس معظمها:
• رئيس يمثل الشباب السوري الذي أعلن شرارة الثورة، إذ لا يتجاوز خوجة الخمسين عاما، ما يجعل الإصرار والإرادة على إصلاح الائتلاف أكثر حيوية وغير قابلة لليأس مهما كان حجم الحديات.
• قربه من دوائر صنع القرار التركي، وعلاقاته الجيدة مع الأتراك يجعل الائتلاف أكثر قربا من تركيا التي تستضيف المعارضة عموما منذ اندلاع الثورة.
• أما السبب الثالث والذي يأخذ شكل التحدي، هو مهمة توحيد مواقف دول الخليج مع الموقف التركي لما يقدم دفعا للملف السوري ورفعه إلى سلم الأولويات، على الأقل لدى بعض الدول التي جعلته في أسفل الأولويات.
• إيمانه بالتكامل بين الداخل والخارج، بحكم التوتزان في العلاقة التي يمتلكها أصلا بالداخل، وهذا يتطلب في الوقت ذاته، الاقتراب والعمل عن قرب مع وزير الدفاع اللواء سليم ادريس، وقائد هيئة الأركان العميد الركن أحمد عبدالكريم، الذي يشكو –حتى الآن- قلة الدعم.

*خيار التفاوض مع النظام في موسكو
يمكن اعتبار خالد خوجة من أصحاب النهج "الثوري الأخلاقي" –إن صح التعبير- بمعنى أنه يرى مسالة التفاوض مع النظام مسألة غير أخلاقية من الناحية السياسية، ويستند في ذلك إلى حجم التضحيات التي قدمها الشعب السوري، لذا من الجريمة أن يتجه المرء للتفاوض مع القاتل مهما بلغت مرحلة التضحيات.. لذا فإنه من المرجح وفق هذا التوصيف أن يكون من فريق "الصقور" في رفض الذهاب إلى موسكو، دون معطيات وبرنامج واضح يمكن الوثوق به.

ويدلل على هذا التحليل، موقفه من مؤتمر جنيف2، حين قرر الائتلاف الذهاب إلى جنيف للتفاوض مع وفد النظام، حيت اعتبر خوجة هذا التحول بمثابة انقلاب.

وقال في حوار سابق مع زمان الوصل في 6 3 2014 " إن الائتلاف يمر الآن بمراحل انقلابية في مستوى التفكير الاستراتيجي السياسي والعسكري بدأت حيز التنفيذ بتجاوز شرط عدم التفاوض مع النظام إلى التفاوض بشروط التفاوض بلا شروط كما شهدنا في عملية جنيف٢".

كل ما سبق وأكثر، ملفات حيوية منها ما هو في صلب الثورة السورية ومنها ما هو على أطرافها، يجب أن تكون أمام طاولة الطبيب .. هذه الفرصة لن تتكرر لإيجاد ائتلاف حقيقي.. ستة أشهر ممكنة لإحداث التغيير على كل المستويات.

عبد الله رجا - زمان الوصل
(92)    هل أعجبتك المقالة (91)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي