فقدت سوريا بداية العام 2015 في بيروت أحد أبرز المؤسسين للحياة الذهبية السياسية بعد الاستقلال وآخرهم، عبدالرحمن بن فريد العظم عن عمر ناهز قرنا من الزمان (93 عاما)، إذ يعتبر آخر ما تبقى من الجيل الثاني من الشخصيات الوطنية العريقة في سوريا.
عبدالرحمن، انتخب العام 1947 نائبا مستقلا عن مدينة حماة، وهو أحد الساسيين السوريين الذين اجتمعوا في دار الأركان في شباط عام 1949 بعد انقلاب سامي الحناوي على حسني الزعيم لدراسة ما آلت إليه البلاد، إذ عرف عن تلك الفترة بالتوتر وتسارع وتيرة الأحداث السياسية والعسكرية.
ولد العظم عام 1916 في حماة، ودرس الحقوق في الجامعة الأميركية ثم في الجامعة اليسوعية ببيروت.
عين في كانون أول عام 1949 وزيرا للمالية في وزارة خالد بك العظم، وظل في منصبه حتى أيار عام 1950، كما انتخب نائبا عن حماة في المجلس التأسيسي عام 1949 فكان أحد الذين أشرفوا على دستور عام 1950 الشهير. وفي آذار عام 1951 عين وزيرا للمالية مرة أخرى، وأعيد تعيينه وزيرا للمالية للمرة الثالثة في أواخر تشرين الثاني عام 1951 في وزارة الدكتور معروف الدواليبي، ولكن هذه الوزارة لم تعمر أكثر من يوم واحد، فقد قام أديب الشيشكلي بانقلابه وحبس الوزارة برمتها.
خرج العظم من السجن في أوائل عام 1952 وانضم للمعارضة ضد الشيشكلي، ولما انتهى حكم الشيشكلي تولى وزارة المالية في حكومة صبري العسلي في آذار عام 1954 حتى أيار من ذلك العام.
أعيد انتخابه في برلمان عام 1954 نائبا عن حماة، ثم عينه الرئيس شكري القوتلي سفيرا لسورية في مصر في أوائل عام 1956. ولما قامت محادثات الوحدة عام 1958 كان العظم أحد المشاركين فيها بصفته سفيرا لسورية في مصر، فلما قامت الوحدة أرسله جمال عبدالناصر سفيرا للجمهورية العربية المتحدة إلى مدريد. وفي عام 1960 أصبح سفيرا للجمهورية العربية المتحدة في اليابان. وبعد الانفصال عين سفيرا لسورية في المملكة المتحدة. وفي آذار عام ١٩٦٣ إثر الانقلاب كان عبد الرحمن أحد الساسة الأحرار الذين شملهم العزل السياسي، فترك سورية ليعيش بين سويسرا ولبنان بقية حياته..

زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية