أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مشاهدات قبل نهاية عام 2014 في وعر حمص المحاصر

مع بداية العام انـهـيـار بـنــاء بـشـكـل كامل بـعـد سقـوط صاروخ أرض أرض - عدسة شاب وعراوي

الضباب الآن يلف المكان، والبرد سيّد الموقف هذه الليلة، أما القناص فيخضع لإجازة إجبارية فرضها الضباب مع مغيب شمس هذا اليوم. 

وحدها أصوات الطيارات تملأ المكان ضجيجاً، مع دوي الاسطوانات، ما يطلقه أهل الحي على صوتها، والتي تترك بصمتها فوق الحي الجريح؛ إنما بالدم.

هنا الوعر، قد يبدو اليوم أهدأ مما كان عليه منذ أيام قليلة عندما شهد الحي أقسى أيامه على الإطلاق ومن أقسى الأيام في مدينة حمص خلال الثورة حيث ارتقى 42 شهيداً بينهم عائلة بكامل أفرادها، إلا أن هذا الهدوء مشوب بالحذر، فلا أحد يدرك ما تخبئه ساعة "الصفر"، وكيف ستحتفل قوات النظام والميليشيات التابعة له برأس السنة الميلادية وبداية سنة جديدة على حصار 300 ألف مدني.

نهار الحي المشمس لم يكتمل كما أراد له أهله أن يكون، فلقذائف الهاون كلمتها في آخر أيام السنة، ولمراكز الإيواء، ومنها الميتم الإسلامي، نصيبها من هذه الكلمة الدامية بقذيفة هاون رافقها نوع من أنواع الدخان الحارق، يقولون إنه "نابالم".

صوت المؤذن من جامع السيدة فاطمة ناعياً أحد القادة الميدانيين في المدينة ممن كانوا في حصار حمص القديمة "أبو وائل الحمصي"، واصفاً إياه بالشهيد زاد من قتامة مشهد آخر السنة، لا لأنه "استشهد" فالأمر معتاد هنا، ولا لأن "الشهيد" قضى في الريف الشمالي، فحمص تكرم أبناءها ولو بنعيهم من مآذنها، إنما لأنه قضى اغتيالاً، برصاصة صديق لا عدو كما هو معتاد.

*حكاية الحاجز مستمرة
على الحاجز يقول لهم العسكري: "نصف كيلو خضار فقط"، وعلى الموظفين أو الطلاب العابرين تنفيذ الأمر وإلا "البهدلة" كانت بانتظارهم مع رمي ما يحملون، ولو كانت شمعة. 

فالمسموح حدد صباحاً أثناء خروجهم من الحي، هذا من ناحية الكم، أما النوع فهو محدد سلفاً: كل ما لا يخزن، فالسكر والمعلبات وحليب الأطفال ومساحيق الغسيل على قائمة الممنوعات، وسعيد الحظ من يمرر 100 غرام من الملح لداخل الحي المحاصر.

حمص - زمان الوصل
(101)    هل أعجبتك المقالة (103)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي