ابن كفرنبل الذي واجه حافظ بالقنابل.. "مخلص" السوريين يرحل في صمت مطبق

لعل كثيرا من السوريين لايعرف أحمد الدامور، إن لم نقل إنهم لم يسمعوا باسمه إطلاقا، رغم أن "الدامور" لم يكن يقل شجاعة وبأسا عن الذين كانوا في طليعة من حاربوا ديكتاتورية حافظ الأسد وحاولوا تقليم مخالبه قبل أن يتمكن من غرسها أكثر في الجسد السوري فيمزقه إربا.
ولعل الكثيرين مرّ عليهم خبر وفاة "الدامور" في الأردن دون مزيد اكتراث، حاله كحال مئات السوريين ممن يموتون في "شتاتهم" الذي أخرجهم إليه بشار الأسد، بعد أن أكمل تدمير ما ورثه، واستوصى بالشعب السوري شرا، وأيّ شر.
ويبدو أن قدر "أحمد رجب الدامور" أن يحيا في الظل ويموت فيه، رغم أنه من أوائل من قاموا بعملية "انتحارية" بكل المقاييس، عندما اقترب بزيه العسكري من حافظ الأسد، ليقلي عليه قنبلتين، قام أحد حراس "حافظ" بإلقاء نفسه على الأولى فقتل من فوره، بينما تم إبعاد القنبلة الثانية، وتولى مرافق "حافظ" الشخصي إكمال المشهد بلقط "هوليودية" فطرح رئيسه على الأرض وانبطح فوقه مغطيا إياه بجسده الضخم.
حدث ذلك في 26 حزيران 1980، وسط دمشق، بل وفي أهم نقطة محصنة فيه، على أبواب "قصر الضيافة" الذي يقع على الطرف المقابل لأرض "معرض دمشق الدولي" القديمة، على مقربة من فندق "ميريديان" الشهير.
حدث هذا بينما كان حافظ يحاول أن يكمل سلسلة محو الشخصية السورية، وحبس السوريين في قمقم الخوف من سطوته ووحشية مخابراته.. ومن يومها غاب "الدامور" الذي غيب عن ذاكرة السوريين، رغم أنه كان مرشحا ليكون "المخلص" لو نجحت محاولته.
اليوم غادر "الدامور" –ابن كفرنبل الثائرة- الدنيا، دون أن يستطيع أحد التعرف إلى حقيقة مشاعره وهو يرى أهله يقتلون وبلاده تدمر من قبل وريث، لم يكن ليرث لو أصابت القتبلة هدفها.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية