حصلت "زمان الوصل" من مصدر موثوق داخل مكتب "منظمة التحرير الفلسطينية" في دمشق، فضل عدم ذكر هويته لأسباب أمنية، -حصلت- على تسريبات تعزز ما بات يطرح اليوم هنا وهناك من حديث حول ترحيل اللاجئين الفلسطينين إلى خارج مخيم اليرموك ومطالبة البعض البحث عن موطن بديل لهم.
وبحسب هذه التسريبات كان الحديث منصبا حول فلسطينيي ثلاثة مخيمات في جنوب دمشق.
ويشير محضر الاجتماع إلى أن توافقا قد تم بين المجتمعين على عدم عودة من خرج من "مخيم اليرموك" ومخيمات "سبينة" و"الحسينية" للاجئين الفلسطينييين إلى هذه المخيمات في المستقبل.
ويشير محضر الاجتماع، إلى ضرورة البحث عن بدائل لعشرات آلاف الفلسطينيين النازحين من المخيمات الثلاثة الذين فروا من بيوتهم جراء الحرب الدائرة هناك.
وكشف أن ذلك من خلال خيارين اثنين كانا مطروحين على طاولة هذا الاجتماع، الأول يتحدث عن الفلسطينيين الذين فروا إلى خارج سوريا، وكان التوافق على عدم السماح بعودتهم مرة أخرى عبر توطينهم شمال الأردن ضمن مخيم في قضاء "الأزرق".

بينما يتناول الخيار الثاني معالجة قضية الفلسطينييين من أبناء المخيمات الثلاثة (اليرموك، السبينة، الحسينية)، وكان الحديث بعدم السماح بعودتهم مجددا في المستقبل إلى هذه المناطق، فيما كانت أحد الطروحات بناء موطن بديل لهم في جنوب محافظة "ريف دمشق"، ضمن منطقة صحراوية غير مأهولة تقع شرقي مدينة "الكسوة" لم تذكر بعينها.
*أحداث تدعم نظرية "الموطن البديل"
لم ترد تفاصيل إضافية لهذا الاجتماع، لكن فحوى الحديث وزبدته تدعمه وقائع على الأرض تعزز مصداقية هذه التسريبات.
بداية بفشل جميع المبادرات التي طرحت منذ عام ونيف بهدف تحييد مخيم اليرموك عن دائرة الصراع، وجعله منطقة آمنة تمهيدا لعودة أهله إليه، والتي أفشلها النظام رغم استجابة كافة فصائل المعارضة المسلحة للبنود التي طرحت آنذاك، بل على العكس ازداد الحصار وتردت الأوضاع الإنسانية حيث سقط نحو 190 شهيدا موثقا نتيجة الجوع ونقص الغذاء خلال الفترة الممتدة من شهر آب -أغسطس 2013 إلى آذار -مارس 2014.
مخيم اليرموك أكبر تجمع للاجئين الفلسطينين في العالم، لم يبقَ فيه اليوم سوى 25 ألف من سكانه، فيما فر الباقي إلى دول الخارج وبعض المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام داخل دمشق.
ولم يسمح لمن خرج منه منذ سيطرة قوات المعارضة عليه في شهر كانون الأول-ديسمبر 2012 بالعودة مجددا إليه.
إضافة إلى مخيمي "سبينة" و"الحسينية" في جنوب دمشق والتي نزح أهلها بعد سيطرة قوات النظام عليها في شهر تشرين الأول-أكتوبر من عام 2013، حيث باتت قضية شبه منسية، فإلى الآن لم يسمح لأحد من سكان هذين المخيمين بالعودة إلى بيوتهم، فيما لا تزال تلك المناطق أشبه بمدن أشباح تتوزع فيها بعض النقاط العسكرية لقوات النظام التي تفرض طوقا أمنيا على الأحياء المحررة في جنوب العاصمة.
قد لا يكون هذا الاجتماع الذي حصلت "زمان الوصل" على مقتطفات منه هو الوحيد، لكنه قد يكشف جزءا من رأس جبل الجليد، فالمتابع للأوضاع الميدانية في "مخيم اليرموك" خلال الفترة القليلة الماضية، يلحظ عشرات المحاولات الفاشلة من قوات النظام مدعوما بالميليشيات الفلسطينية الموالية لاقتحام محاور في مخيم اليرموك، إضافة إلى ارتفاع وتيرة القصف المدفعي والجوي التي تستهدف أحياءه السكنية.
أبوعبدالله الحوراني - دمشق - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية