روى لاجىء سوري شاب تفاصيل احتجازه لثلاثة أيام في مطار رفيق الحريري في لبنان والمعاملة السيئة التي قوبل بها بسبب تأخره عن تجديد الإقامة المستحقة.
ووصف الشاب "لؤي السالم" الأيام الثلاثة التي أمضاها في سجن المطار بأصعب أيام حياته بسبب المعاملة السيئة والشتائم والاستغلال المادي من قبل موظفي وعمال المطار، واكتملت معاناته فصولاً بفقدانه لحقيبته التي تحتوي على أغراضه الشخصية.
في 21/ الجاري كان الشاب لؤي طالب الاقتصاد في جامعة الحسكة قادماً من تركيا إلى لبنان، حيث تمتد الإقامة حسب "كرت الدخول" بالنسبة للسوريين 6 أشهر قابلة للتجديد لمرة واحدة، وأنا بقيت 5 أيام زيادة عن الإقامة المستحقة قبل أن أغادر لبنان إلى تركيا عقب إجراء تسوية في المطار.
ويضيف السالم: "منذ أيام حجزت في شركة طيران تركية تدعى "بورجي" إلى بيروت وعندما وصلت إلى مطار "أضنة" فوجئت بشروط "تعجيزية" وهي عدم السماح لأي شخص سوري بالسفر إلى لبنان إذا لم يكن يملك مبلغ 1000$ أو عليه أن يحجز بطاقة طائرة ذهاب وإياب، وهي تعليمات من مطار لبنان خاصة بالسوريين لم تكن موجودة من قبل.
ويتابع السالم:"بالنسبة لي أبرزت المبلغ المطلوب وصعدت إلى الطائرة متوجهاً إلى لبنان، وعند وصولي إلى المطار أخذ عنصر الأمن المسؤول عن الجوازات جواز سفري وعندما فتحه وجد ختم التسوية السابقة فأرسلني إلى الضابط المسؤول دون أن يسألني أي سؤال، وعندما جئت إلى غرفة الضابط فوجئت بأنه ختم على جوازي بعبارة "ممنوع الدخول" دون أن يبدي الأسباب.
وأكد السالم أن الضابط المذكور ويدعى "أبو صالح" رفض أي سؤال أو استفسار بشأن تصرفه هذا وانفعل وهو يصيح "ارحلوا يا أعداء".
ويضيف الشاب "لؤي السالم" بقيت واقفاً في الغرفة حوالي 6 ساعات، وحينما طلبت من الضابط أن أعود من بيروت إلى تركيا رفض طلبي، وعندها صاروا يعاملوني كسجين ارتكب جريمة " كنت أطلب منهم الدخول إلى الحمام فيرفضون وكذلك رفضوا أن أدخن دون إبداء الأسباب فالنقاش ممنوع معهم.
تجويع وتركيع
وروى الشاب المحتجز أنه كان وحيداً في غرفة التوقيف في البداية وبعد قليل جاء ست شبان سوريون تم ترحيلهم فيما بعد إلى مطار دمشق وشاب عراقي وشابان تشيكيين وشاب فلسطيني واثنان من إيران تم تسفيرهم خلال نصف ساعة، ويتابع السالم وهو يسرد جوانب من تجربة احتجازه: "بعد 6 ساعات من الانتظار أخذوني إلى غرفة خالية من الأسرّة والحمام، وضعت فيها بعض الفرش الوسخة الباردة".
ويمضي قائلاً: "خلال ثلاثة أيام عانينا الأمرّين وخاصة بالنسبة لموضوع الحمام، فعندما كنا نطلب الخروج إليه نظل منتظرين حوالي ساعة وحين يفتح المستخدمون الباب يبادرونا بشتائم بذيئة "من الزنار وتحت" ويلعنون الساعة التي جئنا فيها إلى المطار، لدرجة أننا لم نعد نجرؤ على طلب الخروج إلى الحمام".
والمشكلة الأخرى في سجن المطار–كما يؤكد لؤي- هي ماء الشرب "لم يكن هناك إلا "قنينة" صغيرة أقل من نصف لتر وعلى الجميع أن يشرب منها وعندما تفرغ ننتظر وقتاً طويلاً حتى يفتح الباب بالمصادفة".
ويصف الشاب "لؤي السالم" معاناته و نزلاء السجن الآخرين مع الأكل يقول: "آخر الليلة الأولى شعرنا بجوع شديد، وعندما سألنا الحراس قالوا لنا: لا يوجد أكل لسجناء المطار، وبعد عدة محاولات تكلمنا كسوريين مع الشابين التشيك الأجانب لكي يطلبوا الأكل فلم يوافقوا لأنهم كانوا خائفين أن يجري معهم ما جرى معنا من سوء المعاملة والتعرض للشتائم والسخرية".
ويروي الشاب لؤي: "خرجت مع الموظف إلى السوق الحرة لنأتي بالأكل وكان يقول لي ونحن في الطريق لا تنسَ تحسب حسابي، وعندما وصلنا إلى المطعم رفض أن يشتري الطعام وقال لي الأكل هنا لا يعجبني أعطني عشرين دولارا، وأنا أحضر الطعام من مكان آخر، فأعطيته المبلغ وأحضرت طعاماً من نفس المطعم لي ولرفاقي وعدت إلى السجن".
ويضيف الشاب المحتجز: "في اليوم الثاني جاء موظف بشركة الطيران التي جئت على خطوطها وقال لي يجب أن تدفع ثمن "تكت" الرجعة إلى تركيا 280 دولارا، فقلت له ليس معي هذا المبلغ، وعندها أخذني موظف الأمن اللبناني جانباً وقال لي أنا أنهي لك الموضوع، ونصحني أن أقول لموظف الشركة ليس معي نقود ولكنه طلب مني أن لا أنساه- أي الموظف- من 100 دولار قبل أن أسافر".
ارحلوا يا أعداء
ولم يكتف عمال المطار بابتزاز الشاب لؤي بل استولوا على حقيبته الشخصية وحول ذلك يقول: "عندما نزلت من الطائرة قال لي الموظفون الحقائب ستصل قبلك إلى صالة الانتظار، وعندما اُفرج عني بعد ثلاثة أيام سألت عن حقيبتي الشخصية فأنكر الجميع معرفتهم بمصيرها، علماً أنها تحتوي على ملابسي الشتوية وبعض الهدايا التي كنت قد أحضرتها لأصدقائي في بيروت وأغراض شخصية من كاميرا وشاحن ونظارات".
ويوضح لؤي أن قضية احتجازه ورفاقه لم تكن لمجرد التأخر في الإقامة بل لأسباب أخرى فـ"الذل الذي عشناه والمعاملة السيئة التي عوملنا بها لا تختلف كثيراً عن تعامل المخابرات السورية مع السوريين"، رغم أن أوراقي كانت نظامية، وقمت بإجراء تسوية في المطار قبل سفري إلى تركيا في المرة الأولى".
ويستدرك السالم:"فوجئت عندما حضرت إلى مكتب الضابط بأنه ختم جوازي بعبارة ممنوع الدخول، ولا أنسى كلمته ما حييت عندما قال لي "ارحلوا يا أعداء" بطريقة هازئة، وعندما سألته متى يلغى المنع واستطيع العودة إلى لبنان قال لي وهو يضحك عام 2029 تعود إلى لبنان".
ويردف لؤي السالم بنبرة مؤثرة: "والله لم أحزن على شيء، لا على كاميرتي الشخصية، ولا على أغراضي، ولا على الأموال التي صرفتها بلا جدوى، بقدر ما تضايقت من معاملتهم وحقدهم على السوريين".
فارس الرفاعي- زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية