أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

إربع قصائد للشاعر: محمد محمد السنباطي


1-أقمار (نشرت في إبداع)

1
قمرٌ فوق اللوحة، والفنان
لم يبدأ بعد
في رسم الشفتين الورد
2
قمرٌ فوق المقعد يغلبه النوم
والفنان
يضحك: يكفي اليوم
3
قمرٌ في كل مكان
يتجمع في أبخرة الفنجان
يتشعب في حسناوات النادي
يمسح وجه النادل، ويحل
أو يتهادى من خلف السور بلا ظل
أو يسكن في الجدران
4
قمرٌ في الذاكرة له دفءُ الشمس
أزهار في صدر الشاعر تطلبه كي تتفتح
معذرةً؛ وقت القمر الشمس، كما قالت،
لا يسمح
5
قمرٌ ينضح في القبة عطراً
والشاعر من نافذة الإحسان
يسأله شعراً

2- محاورات بين شاطئين

1
كان شراعٌ يتهادى كحمامة
فوق الموجات البسامة
كان عبيرٌ خمريٌّ يهفو
ورذاذ
وخيالٌ منعكسٌ يطفو
وتذكرتكِ
2
قال المجداف الأيمن للمجداف الأيسر:
من منا أطولُ؟
قال الراكب: لو أحدكما أطول من صاحبهِ
سأضيع
3
قال الزورق للراكب:من منا أفضلُ؟
قال الراكبُ: أوصلني وسأخبرك هناك
4
الموج
يتخلى عن كل حماقاته
تنزل نجمات القبة كعرائسَ بيضاء
تسبح في مرآته
5
سأل النهر التيار:
أين الناس؟
قال التيار:
ركبوا الموجة
6
يا من يركب زورقه كي يرحل
ليس بتغيير الشاطئ تغييرُ الأيام
7
عفواً يا شاطئ
فالموج المتباطئ
لا يعرف كيف يداعب صخرك
في الزمن الخاطئ


3-بيت على شامة (نشرت في الهلال)


في صفحة خدك يا وطني لي شامة
قطعة أرضٍ أصغر من كف
يرمقها النيل بعين ساحرة وقسامة
يعلوها بيت من طابق
كالعاشق سوَّى هندامه
أصغر من بيت الشعر
وأجمل من بيت الشعر
وفي حجم يمامة

سَبَلُ القمح تميس به الريح الرعناء
وأشجار الصفصاف جدائلها البلهاء الخافضة الهامة
تتغنى قدامه

مئذنة تندى فيها التكبيرات
مدخنة ترفع أنفاس الطوب إلى الغيمات
الأخضر في كل مكان
والأزرق في النيل ، وفي الأفق الصافي
والبقرة مازالت تجتر طعام الأمس
تهز الرأس كمن يتذكر شيئاً فجأة
والمرأة
مازالت أحلى المخلوقات بعين الشاعر
تحمل جرتها وتسافر
في رأسي
ما أسعدني في هذا الجو الساحر!

4-البحث عن عش

تحــوِّم حول فؤادي الحزين
طيورٌ من الياسمين
وسرب البنفسج يلهج بالذكريات

على مقعدٍ خشبيٍّ
وكان الرذاذ
يشي بمغادرة البحر عهدَ الهدوء
وقشرت أصبع موزٍ، وناولته شفتيكِ
وكان البنفسج ينضجُ قرب الرصيف النديِّ
وقلتُ: نغادر هذا المكانَ القريب من البحر
قلتِ: نهيم
فتحتُ القميصَ لسرب الهواء الشذيِّ
وكنتِ معلقةً بذراعي كعقدٍ من الفل حتى تركنا المدينة
وكانت بيوت الصفيح تنام على الذل
قلتُ: تعبتِ؟ فقلتِ: نعود

ولما اختفيتِ، ويا للأسف
- كانت بيوت الصفيح كسرب الذباب ، تطنُّ طنينه
لماذا الصعاب تعرقل خطو المحبين في طرقات المدينة؟
وكانت تحَــوِّمُ حول العيون غيومُ البنفسج
تمطر سيلاً من الذكريات.

(103)    هل أعجبتك المقالة (110)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي